رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حاميها حراميها".. كواليس 60 ساعة من ملاحقة سارقى فيلا توفيق عكاشة

 توفيق عكاشة
توفيق عكاشة

60 ساعة من البحث والتحري كانت كفيلة بحل لغز سرقة فيلا الإعلامي توفيق عكاشة، وحمل كشف هوية المتهمين مفاجأة، بعدما تبين أن "حاميها حراميها" والسارق هو "خفير الفيلا"، مستعينا بوالده الذي شاركه في التخطيط وإخفاء المسروقات الثمينة. 

الخفير الشاب بحكم عمله في الفيلا كان يعلم تحركات قاطنيها بدقة، ومنذ بداية عمله قبل فترة قليلة لعب الشيطان برأسه للاستيلاء على ممتلكات رب عمله لعلمه بثرائه ووجود مبالغ مالية طائلة بشكل دائم داخل الفيلا، إضافة إلى مجوهرات الإعلامية حياة الدرديري، زوجة عكاشة.

عرض الشاب، ابن محافظة الدقهلية، الفكرة على والده الذي رحب بها بشدة، بل وساعده في وضع الخطة المناسبة لعدم كشف أمره، قائلا له: "إنت قلت إنهم رايحين الساحل، استنى لما يسافروا ونفذ"، فكان رد الابن: "بس بنته قاعدة مش هتسافر معاهم"، ليجيبه والده: "سهلة، إنت عارف هي بتخرج إمتى وبترجع إمتى، أول ما تمشي أدخل لم الفلوس وكل حاجة غالية تقدر تشيلها واخرج قبل ما ترجع". 

كانت الخطة مناسبة للخفير الشاب، فانتظر بالفعل سفر توفيق عكاشة وزوجته بعد توصية من الإعلامي لخفيره: "خلي بالك من البيت"، ليرد الأخير: "في عينيا يا بيه".

انتظر الشاب خلو الفيلا تماما بخروج ابنة توفيق عكاشة، وبدأت خطته في التحول لواقع، حيث تسلل إلى الداخل عبر" باب المطبخ"، فهو من العاملين بالفيلا ويعلم جيدا مداخلها ومخارجها، ونجح في سرقة مبلغ مالي وصل إلى ٤ آلاف دولار وسلسلة وانسيال وكمية مشغولات ذهبية خاصة بحياة الدرديري، وعاد مرة أخرى لمكان حراسته. 

التفاصيل السابقة كشفت عنها تحريات العميد محمد أمين، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، والعقيد عمرو حجازي، مفتش مباحث أكتوبر أول وثانٍ، بعد حل لغز الجريمة.

كان قد أبلغ توفيق عكاشة عن اكتشافه سرقة فيلته ومقتنيات ثمينة فور عودته من الساحل، لتبدأ مباحث الجيزة في نصب شباكها حول كافة المشتبه بهم من العناصر الإجرامية مرتكبة الجرائم المماثلة والعمالة السابقة بالفيلا.

وكان الخفير يجلس في مكان حراسته يراقب تحركات رجال البحث أثناء جمع المعلومات والتحريات، وظل مستمرا في عمله حتى صدر منه تصرف مريب أثار شكوك رجال مباحث أكتوبر، إذ طلب من عكاشة السفر إلى بلدته بمحافظة الدقهلية لحدوث ظرف طارئ، ما وضعه داخل دائرة اشتباه فريق البحث. 

الاشتباه في خفير الفيلا كان في محله عندما توصلت التحريات إلى أنه مرتكب الواقعة، وعاونه شريك آخر، وتبين أنه والده، حيث اتفقا سويا على سرقة الفيلا في غياب مالكيها.

المقدم أحمد السويركي، رئيس مباحث أكتوبر أول، كان على رأس قوة أمنية انتقلت لمسقط رأس المتهم، ونجحت في إلقاء القبض عليه ووالده الذي أرشد عن جزء من المسروقات التى أعطاها ابنه له لإخفائها. 

المفاجأة حول مكان إخفاء الجزء الثاني من المسروقات ظهرت عندما اعترف المتهم بأنه لم يخرجها من أسوار الفيلا، حيث أخفاها في مكان ناءٍ بالحديقة: "خبيتها في الجنينة"، وسجلت مباحث أكتوبر اعترافات المتهمين، وتم تحرير محضر بالواقعة بعد استدعاء توفيق عكاشة وزوجته حياة الدرديري للتعرف على المسروقات، فأقرا بأنها تخصهما، وكان بينها خاتم لم تبلغ حياة عن فقدانه لنسيانها وجوده بين المسروقات. 

أحيل المتهمان إلى النيابة العامة بعد إخطار اللواء هشام أبوالنصر، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، لإجراء التحقيقات.