رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متحدث الروم: الشوام في مصر لهم بصمة كبرى

بطريرك الروم الارثوذكس
بطريرك الروم الارثوذكس

قال الأنبا نيقولا أنطونيو، متحدث كنيسة الروم الأرثوذكس في مصر، إنه في الماضي- نحو منتصف القرن التاسع عشر وأوائل القرن القرن العشرين- تصاعدت هجرة أهل الشام لأسباب اقتصادية، أو هروبًا من اضطهادات واضطرابات طائفية دموية. ونزح الكثير من الشوام إلى مصر.

وبرز منهم بعض المفكرين ذوي الأغلبية المسيحية، أمثال بشارة وسليم تقلا مؤسسي جريدة الأهرام ورجال الأعمال والمصرفيين أمثال حبيب السكاكين- الذي شارك في بناء دار الأوبرا المصرية، ورجال الأعمال من آل صابات والأخوين سليم وسمعان صيدناوي.

وكذلك أدباء وشعراء أمثال جورجي زيدان وخليل مطران وفرح أنطون، المسرحي جورج أبيض والسينمائي يوسف شاهين، وغيرهم. وأحدث الكتّاب والشّعراء ثورة جديدة في الأدب العربي، ومنهم خليل مطران ونقولا فيّاض ومي زيادة، وإدخال أنواع أدبية جديدة كالمسرح الذي طوّره سليم النقاش. وساهم هؤلاء مساهمة فعّالة في حركة اليقظة أو النهضة.

كما شارك الشوام بنشاط في تنمية القطاع الخاص. فاستثمر كبار بعض الرأسماليين أموالهم في مجال الصناعات البسيطة (كالزيت والصابون والتبغ والحلويات...). في حين أسس آخرون شركات أكبر في مجال التجارة أو إنتاج الملح أو الصوديوم أو المنسوجات أو العطور أو الخشب أو الحرير، ونجحوا في زراعة القطن وأشجار التوت. وفي المهن الحرة تألقوا إذ شغلوا مناصب محاسبين وقضاة ومحامين وأطباء ومقاولين ومترجمين ومستشارين سياسيين ومهندسين- أمثال نعوم شبيب مصمم برج القاهرة. كما كان منهم موظفين حكوميين وحلاقين واسكافيين وسائقين.

وأدى هذا النجاح الاقتصادي إلى فتح مدارس وجمعيات خيرية ونوادي تمركزت عموما حول الكنائس. وهؤلاء جميعاً استقروا في الإسكندرية ودمياط وطنطا والقاهرة. وكانت أكبر الطوائف المسيحية هجرة بين الشوام هم الأرثوذكس ثم الكاثوليك ثم الموارنة فالسريان والكلدان والأرمن. أما المسلمون فكانوا يرفضون تسميتهم بالشوام التى كانت تكاد تعنى حصرياً المسيحى.

 

أما في الحاضر- خلال السنوات القليلة الماضية- فقد قام العديد من الشوام الذين اضطرتهم الحروب الدائرة فى بلادهم إلى النزوح إلى مصر. غير أن أنشطتهم تركزت على الأنشطة الاستهلاكية- كالتجارية والحرفية- خاصة ما يتعلق بالأطعمة والمطاعم. وقد أحيوا ثقافة تجارية وسلوكيات مهنية، كادت تنقرض من مصر فى العقود الأخيرة، وزيارة لأحد المطاعم السورية، أو حتى أصغر مكان لبيع «الشاورما»، لهي خير دليل على ما ذلك.