"الملتم الكبير".. كلمة السر في تأخر ظهور جثمان غريق كليوباترا
بمنطقة كورنيش كليوباترا كانت جميع العيون تنظر إلى البحر في قلق وارتباك، تساؤلات متكررة على ألسنة الجميع عن سبب تأخر ظهور جثمان فقيدهم، والتوتر هو حال الأهل الذين جاءوا من بلدتهم لمكان الغرق ليستقروا أمام البحر منذ 24 ساعة.
التقت "الدستور" بمجموعة من غواصين الخير المتطوعين للتعرف منهم عن سبب عدم ظهور الجثمان وما المستجدات في حالة غرق الشاب محمد عماد غريق كليوباترا.
قال الكابتن إبراهيم مارينا، أحد غواصين الخير المتطوعين، إن سبب تأخر ظهور جثمان غريق كليوباترا، والذي غرق مساء أمس الأحد، هو حالة البحر المضطربة والتي تعرف باسم "الملتم الكبير" والذي يأتي كل عام في شهر يوليو.
وأضاف لـ"الدستور" أن الملتم هو المماثل للنوة التي تأتي في فضل الشتاء وتتسبب في ارتفاع الأمواج ومنع الصيد وتوقف الملاحة في النوات الشديدة، مشيرًا إلى أن شهر أغسطس أيضًا يأتي به ملتم آخر لذلك يكون هناك تحذيرات في تلك التوقيتات.
وتابع أن السباحة في البحر في تلك الأجواء خطرة، لذا تم رفع حالة الطوارئ بالشواطيء، كما أن منطقة الغرق هي منطقة صخرية غير مخصصة للسباحة.
وأشار إلى أن عملية البحث مستمرة حيث تم نزول فرقتين من غواصين الخير للبحث عن الجثمان، رغم شدة التيار وارتفاع الأمواج، وصعوبة الرؤية، ونزول فرقة أخرى منذ قليل، مؤكدًا أنهم مستمرين في عملية البحث حتى ظهور الجثمان.
وأوضح كابتن خالد إبراهيم من غواصين الخير، وأحد أهالي منطقة كليوباترا، أن المنطقة التي غرق فيها الشاب لا تصلح للسباحة، فهي منطقة صيد ولا يتواجد بها سوى الصيادين، مشيرًا إلى أن المتمرسين في البحر يعرفون أنها منطقة غير مستوية وبها أعماق مفاجئة.
وأضاف أن آخر غريق شاهده في تلك المنطقة كان منذ حوالي 5 سنوات، والكثير يعرف خطورة هذه المنطقة خاصة في حالة ارتفاع الأمواج التي تتعرض له الإسكندرية بالتزامن من "الملتم الكبير"، وهو السبب الأساسي في عدم ظهور الجثمان.
وأشار إلى أن فريق غواصين الخير متواجد مع رجال الإنقاذ النهري منذ مساء أمس حيث تم البحث من خلال الكشافات ومازال البحث مستمر حتى الآن، حيث يمكن أن يظهر الجثمان إذا كان في نفس مكان الغرق ولك يتحرك مساء اليوم.
وتابع أن إذا لم يظهر الجثمان اليوم، يمكن أن يكون تنجرف بداخل البحر المفتوح وسيظهر في شاطئ آخر حسب التيار، أو أن يكون الجثمان عالق بين الصخور لذا غدا عقب هدوء البحر سيتم البحث من خلال الغوص بالتنكات لتمشيط البلوكات الصخرية.
وكان قد لقى شاب يدعى محمد عماد دخيل، 25 سنة، مصرعه غرقًا، بنطاق بحر منطقة كليوباترا شرق الإسكندرية، فيما تكثف قوات الإنقاذ النهري وغواصين الخير المتطوعين البحث عن الجثمان.