رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سنان أنطون من "دواير الثقافي": مصر في القلب دائمًا لذلك أعلن انحيازي وحبي

سنان أنطون
سنان أنطون

شهد مهرجان دواير الثقافي، أمس الأحد، حفل إطلاق وتوقيع رواية "خزامي" للكاتب العراقي سنان أنطون، بمقر المهرجان بسينما راديو بوسط البلد.

وقدم الندوة أحمد جمال، مدير القسم العربي بدار ديوان للنشر، الذي أشار إلى ثيمات الكتابة المميزة لروايات سنان أنطون، لافتًا إلى أن "خزامي" لا تنفصل عن سؤاله الأكبر عن الهوية.

واستهل سنان أنطون الندوة بمقطوعة من أغنية لأم كلثوم، كان قد ورد ذكرها في روايته الأحدث "خزامي"، وبعض القراءات من الرواية. 

وعبر عن امتنانه للقاهرة، فقال: "أول مرة زرت فيها مصر في عام 2002، لكن مصر كانت قد قبلها بسنين وعاشت معي، ورافقتني منذ طفولتي، فنيلها الثقافي الإبداعي يجري شرقًا وغربًا، وفي كل أرض تقرأ فيه اللغة العربية، وتحكى وتسمع وتغنى. يصب هذا النيل الهائل في الذاكرة الجمعية ويرويها ويغنيها وتغنيه. من منا لم يجلس على ضفافه وينهل منه؟ حمل لي هذا النيل منذ طفولتي المجلات التي كانت تطبع وتنشر في مصر، وتصل من القاهرة إلى أختها بغداد. وحمل بعدها الدواوين والروايات التي كانت تضئ طريق الإبداع والبدايات".

وتابع: "في 2002 أتاحت لي منحة أكاديمية أن أعيش في القاهرة سنة بأكملها. وكانت أول مرة أسكن فيها في مدينة عربية بعد بغداد. وكانت من أجمل السنين حيث عدت للكتابة بعد انقطاع. وأكملت "إعجام" أولى رواياتي في القاهرة. ولذلك ولأسباب أخرى، فهي في القلب دائمًا وستظل مهما نافستها، مدن أخرى. لذلك أعلن انحيازي وحبي".  

وفي سياق متصل كان سؤال أحد الحضور عن ماهية الوطن بالنسبة لسنان أنطون، الذي أكد أن المشكلة في منطقتنا العربية أن هناك صورة مثالية عن الوطن كرمز وكفكرة، ودائما هناك هوة ما بين الحقيقي والمجرد، مضيفا: هذا واحد من أسباب كتابتي للرواية، مثلا هناك حوالي ٢٠٪؜ من العراقيين يعيشون خارج العراق، وهذا يشير إلى حجم المشكلة، لذلك كل رواياتي كانت محاولة لمقاربة الإشكالية من وجهات نظر مختلفة.

وعن كيفية عدم انفصال صاحب "خزامي" عن العراق وجدانيًا رغم إقامته لسنوات طويلة في الولايات المتحدة، أرجع هذا إلى سنوات التشكل، وحساسية المرء للمكان الذي يعيش فيه. وقال: عشت في العراق سنوات الديكتاتورية الثقافية، وأدركت أني يجب أن أعيد تثقيف نفسي بقراءات متنوعة من وجهات نظر اخرى، كما أني  درست الأدب العربي، وأقرا الأخبار بشكل يومي، كل هذا يعطيني مخزون.

وأشار إلى أن مسألة الانفصال والارتباط بالبلاد تختلف من فرد إلى آخر، هناك من يظل متصل وجدانيًا وهناك من يختار الابتعاد التام حتى عن لغته الأم. أما عن كتاباته التي يخرج فيها عن نفسه ويمثل طوائف وشخوص روائية بعيدة عنه، فأكد أن الأديب الجيد مثل الممثل يجب أن يتقن شخصيات أخرى، وأضاف: "المسالة ليست انفصال، فالشارع الذي نشأت فيه ولم يعد موجودا الآن، هو شارع مصغر للعراق به طوائف وقوميات مختلفة، كنا نتبادل الزيارات والهدايا دون تأثر بهذا الاختلاف، بعكس ما هو موجود الآن، فلم أكن منفصلا عن الآخر".

وهذه الدرجة من تقبل الاختلاف لم تعد موجودة، هو ما جعله يتناول قضية طمس الهويات في رواياته، إذ يرى أن هناك سوء فهم، لفكرة الطوائف والأقليات وفهوم السكان الأصليين، وتغير المفاهيم بين الأجيال المختلفة، خاصة بالعراق.

وعن خلفية الكاتب الأكاديمية، لفت أنطون إلى أن الحقل الأكاديمي يغير من نظرة وخطاب الكاتب، فكان حذرًا من ضرورة عدم الكتابة كناقد. فهو يتعايش مع شخصياته ويكتبها كما يراها، كما أنه يتورط مع شخصياته لفترات طويلة، فهناك شخصيات يتقمصها الكاتب، خاصة وأن شغف الكتابة يتولد لديه من الحالات الإنسانية وليست نظريات أو أطر علمية. كما لفت إلى وجوب تورط الفنان مع النص فيما يكتب عنه وإلا سيكون العمل جاف مهما كانت درجة اتقانه، فالبعض يكتبون نصوص متقنة الأسلوب لكن بلا حياة لا يتفاعل معها القارئ، فالعمل الإبداعي سواء رواية أو سينما يجب أن يصاحبه مشاعر حادة.

سنان أنطون؛ شاعر و روائي عراقي، حصل على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة بغداد، وشهادة الماجستير في الدراسات العربية من جامعة جورج تاون، ودرجة الدكتوراة من جامعة هارفارد. صدر له: ديوان شعر بعنوان "موشور مبلل بالحروب"، ورواية "إعجام"، التي ترجمت للغة الإنجليزية، ورواية "وحدها شجرة الرمان"، وديوان شعر بعنوان "ليل واحد في كل المدن"، ورواية "يا مريم" التي ترشحت لجائزة البوكر العربية ووصلت للقائمة القصيرة، كما تمت ترجمة مجموعة من قصائده إلى الإنجليزية.

bfa6d795-0c0e-48d0-af09-a32e51c08fa5
bfa6d795-0c0e-48d0-af09-a32e51c08fa5
f389873b-2340-4454-8d04-54b5ac460daf
f389873b-2340-4454-8d04-54b5ac460daf

8ee5c759-d513-4c7d-b4f6-de19d0e5e633
8ee5c759-d513-4c7d-b4f6-de19d0e5e633
56f357af-6552-4d11-aaa6-1a4043e80e72
56f357af-6552-4d11-aaa6-1a4043e80e72