رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكم السجود على قدم المصلى عند الزحام الشديد؟.. "الإفتاء" تجيب

دار الإفتاء
دار الإفتاء

أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال يقول صاحبه،:"ما حكم السجود على قدم المصلي عند الزحام؟ حيث دخلتُ لأداء صلاة الجمعة بأحد مساجد القاهرة الكبرى، واشتد الزحام في المسجد، ولم أستطع تمكين جبهتي من الأرض عند السجود لضيق المكان، فسجدت على قَدَمِ من يصلي أمامي؛ فهل صلاتي صحيحة شرعًا؟ وهل يلزمني إعادتها؟".

وقالت دار الإفتاء إنه ما دمت لم تستطع وضع جبهتك على الأرض أثناء سجودك في الصلاة بسبب الزحام الشديد وضيق المكان، فسجدت على قدم المصلي الذي أمامك؛ فإنَّ صلاتَكَ صحيحةٌ شرعًا، ولا يلزمك إعادتها.

وأوضحت الدار أن صلاة الجمعة شعيرةٌ عظيمةٌ من شعائر الإسلام، طلب الشرعُ الشريفُ من المكلَّف بها السعي إليها، والاجتماع فيها، والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ ولذلك فرضها اللهُ تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

- خلاف بين الفقهاء

واختلف الفقهاء في حكم المصلي إذا تعذَّر عليه أن يُمَكِّنَ جبهته من الأرض عند السجود بسبب الزحام الشديد-خاصة في صلاة الجمعة كما هي مسألتنا-، فسجد على قَدَمِ المصلي الذي أمامه؛ هل تصح صلاته ويجزئه ذلك عن مباشرة الأرض بجبهته أو لا؟

فذهب جمهور الفقهاء؛ من الحنفية-كما هو مقتضى مذهبهم-، والشافعية في الصحيح، والحنابلة: إلى أنه يجزئه السجود على قدم المصلي الذي أمامه وهو معه في نفس جماعة الصلاة، ولا يجب عليه في هذه الحالة إعادة الصلاة، وهو أيضًا قول الأئمة: الثوري، وأبي ثور، وابن المنذر، واستحب الحنفية تأخير السجود إلى أن يزول الزحام، واشترط بعضهم أن تكون ركبتاه-عند سجوده على قدم المصلي- على الأرض، وأن يكون المسجودُ عليه ساجدًا على الأرض، واشترط الشافعية مراعاةَ هيئة السجود؛ بحيث لا يرتفع رأسُه فيخرج عن هيئة الساجد.