رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهادة البابا تواضروس الثانى عن 3 يوليو: "مرسى كان يهذى.. وفوجئت بما فعله البرادعى وقت الصلاة"

البابا والسيسى
البابا والسيسى
  • مرسى كان يهذى قبل هذه الفترة
  • طُلبت للحضور بعد ساعة.. واعتذرت لكونى فى مريوط.. وحضرت بالهليكوبتر
  • شيخ الأزهر كان بالأقصر وحضر كذلك بالهليكوبتر
  • هذا ما حدث من البرادعى وقت الصلاة
  • شيخ الأزهر ضبط الكلمة لغويًا وتمت صياغتها قانونيًا من قبل مختص بالقوات المسلحة
  • قائد طائرة العودة هبط ليرينا فرحة الشعب المصرى

3 يوليو.. ذلك اليوم الذي انتفضت فيه مصر ضد الإخوان، معلنة رفضها الشعبي تجاه سياسات لم تكن يومًا لتخرج من مقر الحكم المصري، فأعلى فيه الشعب كلمته الرافضة للإخوان وكل أفعالهم، ليسانده جيشه وشرطته وكل مؤسسات دولته العظمى وعلى رأسها الأزهر والكنيسة.

دور البابا وكلمته يوم 3 يوليو

وكان لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية دورًا بطوليًا في يوم 3 يوليو، إذ تصدر برفقة شيخ الأزهر المشهد الديني في خارطة الطريق، مُلقيًا كلمة من القلب لتتسلل ببراعة إلى قلوب المصريين. وقال فيها: "إن هذه اللحظة فارقة وإن خارطة الطريق جاءت باتفاق كل الحضور".

وأضاف أنهم- في إشارة إلى اجتماع القوى المدنية برفقة اللواء (وقتها) عبدالفتاح السيسي- وضعوا بهذه الخريطة كل العناصر التي تضمن سلامة الطريق، مؤكدًا أنهم راعوا فيها الرؤية المستقبلية على المديين القريب والبعيد، مشيرًا إلى أن هذه الخريطة وضُعت من قبل أناس شرفاء دون إقصاء أحد أو استبعاد أحد، ووضعت لكي تحل الظرف الراهن بهذه الحالة التي يمر بها وطننا العزيز.

واختتم: "جميعًا في مصر اجتمعنا تحت العلم، علم مصر، فاللون الأسود يعلن عن شعب وادي النيل وأرض النيل، واللون الأبيض يقدم الشباب في نقاوة قلبه، واللون الأحمر يعلن عن تضحيات الشرطة ورجالها، وفي قلب العلم النسر الأصفر عن القوات المسلحة التي نراها صمام أمان هذا الوطن. عاشت مصر من أجل رفعة هذا الوطن الذي يستحق الكثير".

 

هذيان مرسي قبل 3 يوليو

وكان للبابا شهادة خاصة جدًا عن فترة حكم الإخوان، وإعلاء كلمة الشعب العظيم يوم 3 يوليو، نشرها في ثالث فصول كتاب «سنوات المحبة» الذي حررته الكاتبة الصحفية شيرين عبدالخالق بعد حوار استمر 100 ساعة تقريبًا، إذ وصف مصر بأنها مرت بأجواء ضبابية في فترة حكم الإخوان، فالفصل الذي حمل شعار «عنق الزجاجة» تحدث فيه البابا عن الود الظاهري الذي قدمه الإخوان للأقباط والكنيسة.

كما وصف حال الرئيس المعزول محمد مرسي خلال فترة ما قبل ثورة 30 يونيو بما يُسمى بـ«الهذيان»، ولم يقل البابا ذلك من فراغ بل استنتجه بعد لقائه بمرسي 120 دقيقة تقريبًا، شاركه فيها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، في اجتماع تم بين ثلاثتهم يوم 18 يونيو 2013، موضحًا أنه وشيخ الأزهر رغبا في نقل حالة الغليان الشعبي إلى «مرسي» بصفته رئيس الجمهورية، إلا أن كليها فوجئا بأنه ينعطف بالحديث في أمور أخرى مثل ضبط أقراص ترامادول وتبخر المياه في ترعة السلام وأمور لا علاقة بها بما يحدث على أرض الواقع.

وحينما عاد البابا ليحدث مرسي عن ضرورة وأهمية المساواة بين المصريين، لاسيما في قضية (دميانة الأقصرية) التي لم تتساو مع آخر اتهم كذلك بازدراء المسيحية، فوجئ بغياب الوعي الرئاسي بأهمية ما كانت تتجه إليه البلاد يوم 30 يونيو واستخفاف مرسي بالأمر، إذ أنه في النهاية سأله حول ما سيحدث في يوم 30 يونيو؟ فقال سيأتي 30 وبعده 1 و2 و3 و4 وخلاص.

 

شهادة البابا عن يوم 3 يوليو

في رابع فصول الكتاب الذي حمل شعار «بداية الطريق» كشف البابا عن كواليس اجتماع يوم 3 يوليو الذي انتهى بالإعلان عن خارطة الطريق، مؤكدًا أن مصر والمصريين كانا فعليًا في حماية الجيش، مع ذكر الكثير عن ما وصفه بالورم السرطاني في قلب مصر، في إشارة منه إلى اعتصامي رابعة والنهضة.

فيقول أيضًا البابا في كتاب سنوات من المحبة: "جاء يوم الأربعاء الثالث من يوليو، وتحديدًا في الثانية ظهرًا، حيث فوجئت بمكالمة من القيادة العامة للقوات المسلحة وطلبوا مني الحضور إلى اجتماع بعد ساعة بالقاهرة"، ويقول: «رددت معتذرًا وأخبرتهم بأنني في كنج مريوط»، ولم تمض سوى دقائق حتى أعادوا الاتصال وأخبروني بأنهم يجهزون طائرة هليكوبتر لنقلي من أقرب مطار وهو مطار برج العرب وقالوا لي: «من باب الطمأنينة وحتى لا تقلق، فضيلة الإمام شيخ الأزهر موجود بالأقصر وأرسلنا طائرة له.. ويقول البابا: بالفعل كنت في مطار برج العرب في الثانية والنصف ظهرًا، وكان في استقبالي رئيس المطار الذي رحب بي، واستقللت الطائرة بصحبة اثنين من الطيارين، وهبطت الطائرة في مطار ألماظة، وأخذتني سيارة من هناك إلى مبنى المخابرات الحربية، وبعد وصولي وصل فضيلة الإمام شيخ الأزهر وآخرون، وكان عدد الحاضرين 20 شخصًا، ثم جاء الفريق أول عبدالفتاح السيسي والفريق صدقي صبحي وبعض القادة العسكريين، وبدأ القائد العام يتحدث عن معطيات ما يدور في البلاد والوضع الراهن وسألنا: ما العمل؟».

وأضاف البابا:"هناك مَن قال إن الحل هو انتخابات رئاسية مبكرة، وهناك مَن طلب منح مرسي فرصة أخيرة، ومنهم مَن وجَّه النظر لحالة الغليان في الشارع، إلى أن وصلنا لصيغة توافقية، وقمنا بصياغة البيان الشهير، وتم عرضه على المستشار القانوني بالقوات المسلحة، ثم قام فضيلة الإمام الأكبر بمراجعته لغويًا، وبعد ذلك أعطوا كلًا منا كارتا ليكتب كلمته".

وعن تلك النقطة علق البابا، في تصريح إعلامي له، فقال: «القائد العام للقوات المسلحة المشير عبدالفتاح السيسي حينها أدار الاجتماع بطريقة ديمقراطية واستمع للكل، ووضح أمورًا لم تكن واضحة من قبل أمامنا، واستمع لكل المناقشات والاقتراحات وكل النقاط».

ويتابع البابا، في كتاب سنوات من المحبة: «لم أكتب كلمة واحدة وفضَّلت أن يخرج الكلام من قلبي في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة»، وعلق البابا على هذه النقطة في تصريح اعلامي له فقال: «لم يكن في ذهني شىء أتحدث فيه خلال كلمتي، وعندما دخلت للقاعة لمحت العلم، فالألوان دائمًا تثيرني ولها مجال تأملات لدي، فتحدثت بكلمات قصيرة».

بالعودة لكتاب سنوات من المحبة فنجد البابا يقول: "ثم أثير موضوع هل نقف أثناء البيان أم نظل جالسين؟ وقررنا أن نكون جالسين، لأن الفترة ستكون طويلة أثناء إلقاء البيان" ويقول: بعد المناقشات والإعداد لإذاعة البيان قام فضيلة الإمام ومعه كل الحضور ليصلّوا في القاعة نفسها، فجلست في مكاني احترامًا حتى تنتهي الصلاة، وبالطبع أنا كنت صامتًا احترامًا لقدسية الصلاة، ففوجئت بالدكتور البرادعي لم يشاركهم الصلاة، وجاء وجلس إلى جواري، وبالطبع أنا كنت صامتًا احترامًا لقدسية الصلاة، وفوجئت بأنه يتحدث معي، وطبعًا لم أكن أريد التحدث احترامًا للصلاة ولأبعث له برسالة أنه لا يصح ذلك وانتهت الصلاة ووضعت الكراسي والبوديوم بالشكل الذي تم عليه تصوير البيان وألقاه وزير الدفاع، ثم بدأ كل منا يقول كلمته.

واستطرد البابا: "بعد أن انتهينا كان الجميع فرحين، وتبادلنا التهاني والأحضان، وجلسنا على مائدة واحدة لتناول الطعام ونتابع إذاعة البيان بالتليفزيون الرسمي، وكانت لحظات فارقة لا تُنسى، وبدأت أشعر بأن الوطن يتعافى من خاطفيه، وكانت الطائرة بانتظاري لأعود مرة أخرى إلى برج العرب".

وعلق البابا على الفقرة الأخيرة في تصريحات إعلامية له إذ قال إن أجمل ما في الأمر بأن المشاركين بالحضور «أخذوا بعضهم البعض بالأحضان على الرغم من أنهم لم يكونوا على معرفة وثيقة ببعضهم البعض، إلا أنهم تشاركوا الفرحة الكبرى بتحرير مصر من قبضة الإخوان بشكل عفوي وتلقائي كبقية الشعب المصري العظيم».

وأكد أن الأمر لم ينتهِ عند ذلك الحد، بل تشاركوا الطعام كأسرة واحدة على طاولة واحدة، وعن كواليس مغادرته، فأوضح أنه تم نقله إلى برج العرب بالإسكندرية بواسطة الطائرة الهليكوبتر، ومن ضمن الأمور التي لا تنسى في تلك اللحظات أن قائد الطائرة قال إنه سيهبط قليلًا ليريهم فرحة المواطنين، فوجدوا الشعب في قمة السعادة والفرح، كان يومًا خالدًا في تاريخ مصر، حيث بدأت حياة جديدة و"تنفسنا الصعداء"- وفق تعبيره.

ما بعد 3 يوليو

لم يغفل البابا في كتاب سنوات المحبة عن ألمه شديد في فترة ما بعد 3 يوليو التي تعرضت فيها الكنائس للاعتداء والحرائق، حيث تصادف وجوده في دير «مارمينا»، فقال: «خرجت للرأي العام بقوة وثبات، وأعلنت أنهم لو أحرقوا الكنائس سنصلي في المساجد، ولو حرقوا المساجد سنصلي سويًا في الشوارع».