ذكرى 3 يوليو.. سرى جدًا.. كيف تم تصوير مظاهرات ثورة 30 يونيو؟

فى صباح ٣٠ يونيو وبعد أن بدأت الملايين تنزل إلى الشوارع للمشاركة فى المطالبة بإسقاط حكم الإخوان، كان اللواء محسن عبدالنبى، مدير الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، يجلس فى مكتبه، ومعه مدير قطاع السينما وأحد المصورين بالقطاع. 

جاءت للمصور فكرة طرحها على الفور على اللواء محسن، قال له: لماذا لا يتم تصوير هذه الجموع الموجودة فى الشارع؟، وأضاف: اللحظة تاريخية ولا بد من توثيقها.

اقتنع اللواء محسن عبدالنبى بالفكرة، وعلى الفور تواصل مع قائد القوات الجوية وعرض عليه الفكرة، فاقتنع هو الآخر، وقال له: فيه طيارة موجودة فى مطار ألماظة، يمكن أن تستعينوا بها. 

بعد دقائق كان فريق الشئون المعنوية موجودًا فى قاعدة ألماظة، وقام المصور الذى اقترح الفكرة بتصوير الحشود فى القاهرة، وهى الصور التى تم عرضها فى برامج التوك شو فى نفس الليلة. 

بعد عرض الصور تلقى اللواء محسن عبدالنبى اتصالًا تليفونيًا من المخرج خالد يوسف، يطلب منه أن يقوم بتصوير المظاهرات فى الشارع، ووقتها قال له إن التصوير سيكون بشكل احترافى. 

قررت الشئون المعنوية أن تقوم بتصوير المظاهرات بـ٤ طائرات، فى كل من القاهرة والإسكندرية ومدن الصعيد ومنطقة القناة. 

كانت الطائرة التى استقلها خالد يوسف هى الطائرة التى توجهت إلى مدن القناة. 

حاول الإخوان التشكيك فى صور المظاهرات، قالوا إنها ليست إلا «فوتوشوب»، واعتمدوا فى اتهامهم على أن خالد يوسف هو مَن قام بالتصوير، وكان سهلًا أن يقولوا إنه استخدم حيله السينمائية ليبالغ فى أعداد الذين يظهرون فى الصور، دون أن يعرفوا أن خالد يوسف لم يكن سوى واحد من أربعة قاموا بعملية التصوير، وأنه لم يصور ما حدث فى القاهرة وهو الأكبر والأكثر عددًا، بل قام بالتصوير فى مدن القناة فقط.