رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكرى 3 يوليو.. وزير الدفاع بعد خطاب مرسى فى 26 يونيو: خلاص كده هما بيهددوا الشعب

السيسى
السيسى

كان من المفروض أن يتحدث محمد مرسى فى خطاب ٢٦ يونيو ٢٠١٣ ليمتص غضب الشعب، أو على الأقل يصل إلى توافق، وهو ما كان يريده وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى. 

طلب مرسى لقاء السيسى صباح ٢٦ يونيو، وجرى اللقاء بالفعل الساعة الحادية عشرة صباحًا، واستمر لما يقرب من ساعتين. 

يقول السيسى: جلسنا معًا من الحادية عشرة ظهرًا إلى الواحدة بعد الظهر، وقال لى: الدكتور الكتاتنى سيأتى وكل اللى أنت بتقوله هنعمله. 

حاول المقربون من عبدالفتاح السيسى إقناعه بعدم الذهاب إلى هذا اللقاء، فقد كان هناك تخوف من الغدر به، أو على الأقل إقالته وهو فى قصر الاتحادية، كما حدث قبل ذلك مع المشير محمد حسين طنطاوى، لكن السيسى الذى كان يسعى حتى اللحظة الأخيرة إلى حقن الدماء قرر الذهاب إلى الرئيس، لعل وعسى أن تكون هناك ولو ثغرة عابرة للتفاهم والتراجع والاستجابة لمطالب الناس. 

جلس عبدالفتاح السيسى ووجد من محمد مرسى تجاوبًا نوعًا ما، اختلفا فى التفاصيل، لكن النتيجة كانت إيجابية إلى حد بعيد، وتم الاتفاق أن يتضمن الخطاب الذى سيلقيه محمد مرسى استجابة كاملة لمطالب الشعب من إقالة حكومة هشام قنديل واختيار رئيس حكومة مستقل، وإقالة النائب العام المستشار طلعت عبدالله واختيار نائب عام آخر من بين ثلاثة ترشيحات يقدمها مجلس القضاء الأعلى، وتشكيل لجنة من أساتذة القانون الدستورى والشخصيات العامة للنظر فى مواد الدستور المختلف عليها وكانت تقريبًا ١٢ مادة مع تجميد العمل به حتى الانتهاء من تعديلها، وطرح مسألة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة للاستفتاء العام. 

لم يكن هذا هو الاتفاق الوحيد الذى عقده عبدالفتاح السيسى مع محمد مرسى، اتفقا أيضًا أن يجلس الفريق عبدالمنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوى وقتها مع أحد مستشارى محمد مرسى لمراجعة المسودة النهائية للخطاب، وتم تحديد الساعة الخامسة مساءً لذلك، لكن شيئًا من هذا لم يحدث، فمن الساعة الواحدة ظهرًا بعد أن انصرف السيسى من اجتماعه مع مرسى وحتى الساعة الخامسة جرت فى النهر مياه كثيرة. 

قبل أن يدخل عبدالفتاح السيسى إلى قاعة الخطاب، وجد الكتاتنى يقترب منه ويقول له: كل اللى أنت قلته هنعمله النهارده، لكن كل ما جرى كان عكس ذلك تمامًا. 

أصر مكتب الإرشاد على أن يكون خطاب محمد مرسى متحديًا، بدأ فى الثامنة مساء، وظل لأكثر من ساعتين يردد فيه الرئيس الإخوانى هراءً كاملًا، وكانت الخطة أن يهاجم رموز نظام مبارك على أساس أن هذا يمكن أن يجلب له تعاطف وتأييد من شاركوا فى ثورة يناير، تحدث عن جبهة الإنقاذ التى وصفها بأنها جبهة خراب، وأنه يعرف مخططاتها، ولن يتركهم، فى محاولة لإضعاف موقفهم أو فض المؤيدين عنهم، وكشف بسذاجة عن المؤامرات التى تستهدف نظامه من الخارج، وأنه يعرفها جيدًا، ثم تحدث عن حياته هو وحاول أن يستعطف الشعب المصرى ويأخذه إلى جواره، وتحدث عن الظروف الاقتصادية الصعبة، ومن يحاولون إعاقته عن العمل، ثم جاء على القوات المسلحة فى محاولة مفضوحة لاستقطابهم إلى صفه. 

خسر محمد مرسى كل شىء بعد هذا الخطاب. 

كان الفريق أول عبدالفتاح السيسى جالسًا فى الصف الأول مستمعًا طوال الوقت، دون أن تبدو على وجهه أى انفعالات، كان الجمهور الإخوانى الذى حضر الخطاب متفاعلًا جدًا مع محمد مرسى، يصفق، ويهلل، ويهتف، ويستعدى الرئيس الإخوانى على خصومه. 

ما بدا على وجه السيسى كان الأسى الكامل، لأنه بالفعل لم يكن يرغب فى أن تصل الأمور إلى حد الصدام الكامل. 

وصف السيسى ما جرى بقوله: فوجئت بأن ما يقوله الرئيس عكس ما تم الاتفاق عليه معى ومع الكتاتنى، وباستثناء الاعتذار الذى ذكره فى بداية الخطاب، وقد ابتسمت بسبب الخضوع لأوامر مكتب الإرشاد دون مراعاة مصالح الدولة، والاعتماد على مستشارين اعتادوا إيقاع الرئيس فى أخطاء وإعداد خطاب لا يرقى لمقام الرئاسة، وقلت لنفسى وأنا أستمع إلى الخطاب: خلاص هما كده بيهددوا الشعب. 

بعد الخطاب أدرك وزير الدفاع أن الأمر حُسم بشكل كامل، قال: كان من الواضح إنهم شايفين الصورة بشكل مختلف، لكن تقديرى أن حجم المظاهرات التى حدثت فى تلك الفترة لم تنقل لهم بصورة جيدة، وأدركت أن اللحظة الحاسمة ستكون يوم ٣٠ يونيو.