رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكرى 3 يوليو.. السيسى يرفض تهديدات «الجماعة»: أنتم السبب فى كل هذا الخراب.. أنتم عايزين ياتحكمونا ياتموتونا

السيسى
السيسى

قررت الجماعة أن يذهب سعد الكتاتنى الذى كان وقتها رئيسًا لحزب الحرية والعدالة، وخيرت الشاطر نائب المرشد العام للحديث مع السيسى، اتصلا بمدير مكتب وزير الدفاع اللواء عباس كامل صباح ٢٤ يونيو طالبين موعدًا، فحدد لهما موعدًا صباح ٢٥ يونيو. 

يصف الرئيس السيسى ما حدث فى هذا اللقاء فى حواره المطول الذى أجراه معه الصحفى الكبير ياسر رزق، يقول: التقيت بهما واستمعت إليهما، وبلا مبالغة استمر خيرت الشاطر يتحدث لمدة ٢٥ دقيقة، ويتوعد بأعمال إرهابية وأعمال عنف وقتل من جانب جماعات إسلامية لا يستطيع هو ولا جماعة الإخوان السيطرة عليها، موجودة فى سيناء وفى الوادى، وبعضها لا يعرفه جاء من دول عربية، ثم أخذ الشاطر يشير بإصبعه وكأنه يطلق زناد بندقية. 

قال الشاطر للسيسى: إذا ترك الرئيس منصبه فستنطلق هذه الجماعات لتضرب وتقتل، وإن أحدًا لن يقدر على أن يسيطر عليها، وهذا معناه اقتتال شديد جدًا. 

كان الشاطر يتحدث- كما وصف السيسى- تحت ضغط شديد، قال إن هناك أناسًا أفشلوا الرئيس وإن مواقف القوات المسلحة زادت التوتر ضدهم، وأفقدتهم السيطرة على قواعد جماعات الإخوان وعلى كل التيارات الإسلامية الأخرى الموجودة، والتى تمتلك أسلحة جاءت من ليبيا وعبر الحدود. 

استفز كلام الشاطر عبدالفتاح السيسى بشكل غير مسبوق فى حياته، لأنه كان يعبر عن شكل من أشكال الاستعلاء والتجبر فى الأرض، وهو ما جعل السيسى ينفجر فيه، قال له: إنتم عايزين إيه... إنتم خربتم البلد... وأسأتم للدين، إنتم عايزين يا تحكمونا يا تموتونا. 

صمت خيرت الشاطر تمامًا بعد أن وجد غضب السيسى ينفجر فى وجهه، ويعلق وزير الدفاع على ذلك بقوله: أظنه أدرك رد الفعل من جانبنا. 

سأل سعد الكتاتنى الذى كان صامتًا من بداية الحوار: وما الحل؟ 

رد عليه السيسى بقوله: أن تحلوا مشاكلكم مع القضاء والكنيسة والأزهر والإعلام والقوى السياسية والرأى العام. 

حاول الكتاتنى أن يحصل على أى مساحة، فقال: ومَن قال إننا ضد الحل؟ 

ثم حاول أن يتقدم أكثر، قال: نحن فقط نلوم على صدور بيان من القوات المسلحة يحذر الرئيس فيزيد النار اشتعالًا ويقوى العناصر المناوئة ويجعلها تصر على تهديد أمن البلد فى ٣٠ يونيو. 

هدوء الكتاتنى دفع السيسى إلى أن يهدأ، قال له: سواء أصدرت القوات المسلحة تحذيرها أو لم تصدر، فالشعب سيخرج فى ٣٠ يونيو المقبل، وأنا أحذر من غضبة الشعب، وكان بيان القوات المسلحة هو إبراء للذمة أمام الجميع، ونحن لن نسمح أبدًا بسقوط الدولة أو إذلال الشعب، ولن يجرؤ ضابط أو جندى على أن يوجه الرصاص إلى صدور المصريين، لن يكون هناك حل أمنى ولن نسمح به أبدًا، وجيش مصر سيحمى شعب مصر. 

التفت السيسى إلى خيرت الشاطر، ثم عاد ليوجه كلامه إلى الكتاتنى، قال له: وأنا أحذر أيضًا من تهديدات الأخ خيرت الشاطر باستخدام الميليشيات ضد الجيش أو الشرطة أو الشعب، أقسم بالله العظيم إن أولادنا حياكلوهم ويقطعوهم لو فكروا يعتدوا على الشعب. 

وضع السيسى ما يشبه خارطة الطريق، قال للشاطر والكتاتنى: اطلبوا من الرئيس الاستجابة لمطالب الشعب، الناس تريد الاستفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة... لماذا تخافون؟ لو كان الشعب معكم أهلًا وسهلًا، لو كان الشعب يريد انتخابات رئاسية مبكرة، فلماذا لا نحترم رغبته؟ الحل فى أيديكم ونحن سنكون سندًا وعونًا لكم إذا استجبتم لمطالب المصريين. 

التقط الكتاتنى خيط الكلام، قال للسيسى: أعدك بأننا سنفكر فى الأمر جيدًا، وغدًا سيتضمن خطاب الرئيس ما ينهى الأزمة ويضع حدًا للخلاف. 

لم يزد السيسى على أن قال قبل أن ينهى اللقاء: على بركة الله ونحن فى الانتظار.