رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكرى 3 يوليو.. الكاتبة سكينة فؤاد: إعلان خارطة الطريق استهدف منع الحرب الأهلية والاستجابة للإرادة الشعبية

سكينة فؤاد
سكينة فؤاد

- مرسى وافق على مقترح إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. ثم عاد ورفضه

- حذرت المعزول من محاولة جعل مصر جزءًا من الجماعة

- الشارع المصرى كان مليئًا بالرفض والغضب والخوف على الهوية الوطنية

قالت الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد، مستشارة الرئيس المعزول محمد مرسى ثم مستشارة الرئيس عدلى منصور، التى كانت شاهدة على لحظات فارقة من عمر الوطن، إن اجتماع ٣ يوليو عام ٢٠١٣ استهدف منع حدوث حرب أهلية فى مصر، وكذلك الاستجابة للإرادة الشعبية. وأكدت الكاتبة الكبيرة، فى حوار مع «الدستور»، أن إعلان خارطة الطريق كان اليوم الفاصل فى تاريخ مصر الحديث، إذ انحازت القوات المسلحة للمطالب الشعبية الرافضة لاستمرار حكم الإخوان. وذكرت أنها رأت حشودًا ضخمة من المواطنين فى التظاهرات الرافضة لحكم الإخوان، لدرجة أنها لم تكن تستطيع العبور بالسيارة لحضور اجتماع القوى الوطنية.

■ بداية.. كيف استقبلتِ دعوة المشاركة باجتماع القوى الوطنية فى يوم ٣ يوليو؟

- أحسست بأن الله أهدانى المشاركة فى هذه اللحظة الفارقة من عمر الوطن، وهى لحظة كانت المرأة المصرية تستحق المشاركة فيها؛ فقد شاركت حلقة من حلقات النضال فى تاريخ مصر، فبنت مصر من قبل أن تتعلم أو تصل لأرقى المناصب، كانت شريكة فى جميع لحظات الإنقاذ التى مرت ببلادها.

لم أسأل عن سبب الدعوة لاجتماع ٣ يوليو، فكل من يعرفون خطر اللحظة وتهديدات جماعة الإخوان وأنصارها، يخافون على هذا الوطن وعلى استعداد لفعل أى شىء من أجل إنقاذه، وبالتالى فهمت سبب الدعوة، فقد كانت الأمور واضحة.

ما كان يهمنى خلال اجتماع القوى الوطنية فى ٣ يوليو، قبل أن أسجل موقف المرأة، هو أن أحذر من مغبة انقسام الوطن والدخول فى حرب أهلية، وكنت أتمنى ألا يحدث، وبفضل الله تحقق ما تمنيته.

■ كيف رأيتِ تظاهرات المصريين فى ٣٠ يونيو؟

- فى أثناء توجهى لاجتماع القوى الوطنية لأول مرة فى حياتى، رأيت أمواجًا من البشر، فلم يكن هناك مكان فى ميادين مصر كلها لأعبر بالسيارة، ووصفت وكالات الأنباء العالمية أعداد المتظاهرين ضد حكم الإخوان بأنها «أرقام غير مسبوقة فى تاريخ الثورات عالميًا».

■ لماذا كان مهمًا عقد اجتماع ٣ يوليو؟

- بعد منح الجماعة أكثر من مهلة لتصحيح المسار بعقد انتخابات يقول فيها المصريون رأيهم، بدأ ظهور تجمعات فى رابعة وأمام وزارة الدفاع وفى النهضة، وتلك كانت أدلة على أننا بصدد حدوث حرب أهلية قد تمزق هذا الوطن وتجعله مثل دول مجاورة.

كان من الواضح أن الجماعة تنوى إما أن تستمر فى الحكم أو أن تنفذ كل ما هددت به مصر، وهذا ما ورد فى الخطاب الأخير لمحمد مرسى «إما أن تحكم الجماعة أو أن تسقط مصر»، أو كما قال أحد القيادات: «إما أن نستمر فى الحكم أو أن نحول البلاد لبحيرة دماء بحجم الوطن».

■ كيف خرج بيان ٣ يوليو؟

- التقيت المجتمعين، ودار حوار حول كيف تنجو مصر من الاحتراب الأهلى الذى لم يحدث فى تاريخ مصر؟ وكيف تعبر مصر للأمان ولا تسيل نقطة دماء واحدة؟ وكيفية إجهاض المطامع والمؤامرات الخارجية؟ وكيف تتحقق إرادة الملايين من المصريين؟ لأن خذلان هذه الإرادة يعنى تحقيق أهداف من يريدون إشعال النار فى البلاد.

بالتزامن مع ذلك، بدأت الجماعة فى طلب الدعم من القوى الخارجية التى كانت تريد أن تكمل تحقيق مخطط الفوضى الخلاقة فى مصر، وكانت مخططات الجماعة والمخططات الخارجية تستهدف إعادة تقسيم المنطقة وكان القرار هو إنفاذ إرادة الشعب وإعلان خارطة الطريق، والتى كانت بمثابة طوق النجاة.

■ ما ملاحظاتك على فترة رئاسة محمد مرسى بالنظر إلى أنك كنتِ مستشارة له ثم استقلتِ عقب الإعلان الدستورى؟

- المشاركة فى مؤسسة الرئاسة جاءت بعدما أبلغونى بأنهم يريدون الاستعانة بقوى وطنية من مختلف المشارب والاتجاهات ممن لا علاقة لهم بالجماعة، حتى لا يقال إن الجماعة لم تستعن بالقوى الوطنية خارج إطارها.

تصورت أن من يرفعون شعار الدين غيروا المسار بعدما انتهى تاريخ المظلومية بوصولهم للحكم، يريدون الاستعانة بآراء قوى وطنية تراقب ما يحدث وتصحح وتشارك فى الحكم وتثبت ما قلته لرئيس الجمهورية بأنه «إذا جعلت الجماعة جزءًا من مصر ممكن أن تنجح، لكن إذا أردت أن تحول مصر جزءًا من الجماعة فلن تنجح».

■ ما الذى غير الأمور؟

- عندما وقعت أحداث محمد محمود الثانية، أحسست بأن صناعة القرار تتم فى مكتب الإرشاد وكل ما يُقال حول المائدة مع من يحكم مصر لا جدوى منه، وقلت خلال اجتماع مع الرئيس مرسى: «لن أجلس على هذا الكرسى لأن تحته دماء».

كما كشفت الأيام عن الكثير من الإخفاقات لمرسى، وكتبت مقالًا نددت فيه بمحاولة التلاعب بمصير منطقة قناة السويس، وتحكم قوى غير مصرية فيها، كما نددت بالخطاب الودى مع رئيس الكيان الاستيطانى.. كل هذا أعلنته ونشرته وأنا فى منصبى كمستشارة لرئيس الجمهورية.

وبعد ذلك، زاد عدد استقالات القوى الوطنية المشاركة فى مؤسسة الرئاسة، وكانت هذه الاستقالات من مقدمات ٣٠ يونيو، ثم كانت هدية ربى بأن أقف فى هذا المشهد التاريخى فى اجتماع القوى الوطنية، لإنقاذ مصر، فوقوع الاختيار علىّ بمثابة تكريم مستحق لكل امرأة مصرية أحبت هذا الوطن.

■ أعلنت القوات المسلحة أكثر من مهلة.. ما تفاصيل الفترة التى سبقت اجتماع القوى الوطنية؟

- أعطيت الفرصة كاملة لجماعة الإخوان، وكان هناك قبول مبدئى من الرئيس المعزول محمد مرسى، لكنه عاد ورفض، أعتقد أنهم رفضوا لأنهم أدركوا أنهم لو خاضوا تجربة الانتخابات مرة أخرى فلن يرضى المصريون أن يحكم المتطرفون الوطن.

الشارع المصرى كان مليئًا بالرفض والغضب والخوف على الهوية الوطنية والثقافية والدينية والتاريخية، وتأكد الجميع من أن كل يوم إضافى من حكم الإخوان بعد هذا العام، سيدعم محاولاتهم لتفكيك مفاصل الدولة وزرع أعضاء الجماعة فى كل المؤسسات، بعد أن أدركوا عجزهم عن السيطرة على وطن بحجم مصر.