رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صدرت عام 1990.. توصيات واتفاقيات الوحدة بين القبطية والبيزنطية

البابا ثيؤدوروس والبابا
البابا ثيؤدوروس والبابا تواضروس

تتميز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في عهد البابا تواضروس الثاني، بمستوى جيد في العلاقات مع الكنائس الأخرى وعلى رأسها كنيسة الروم الأرثوذكس والمعروفة باسم الكنيسة البيزنطية الأرثوذكسية.

وطرح الموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نشرة تعريفية عن ثمار الحوار اللاهوتي مع  كنائس الروم الأرثوذكس، وقالت الكنيسة إنه كان أبرز اللقاءات الحوارية بين الكنيستين هو الحوار اللاهوتي الثاني بين الكنيستين في شامبيزى بتاريخ 28 سبتمبر 1990م.

ونشر الموقع الرسمي للكنيسة وثيقة الاتفاق الثانى والتوصيات المرفوعة للكنائس 28 سبتمبر 1990م، وجاء فيها: إن وثيقة الاتفاق الأول حول عقيدة طبيعة المسيح (الخرستولوجى) والذى تبنته اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتى بين الكنيسة الأرثوذكسية (البيزنطية)، والكنائس الأرثوذكسية الشرقية فى الاجتماع التاريخى بدير الأنبا بيشوى بمصر فى الفترة من 20 – 24 يونيو 1989 م، يشكل أساسًا لوثيقة الاتفاق الثانية فى التأكيدات التالية فيما يتعلق بإيماننا وفهمنا المشتركين، والتوصيات الخاصة بالخطوات التى يجب أن تتخذ لأجل إتمام الشركة بين عائلتى كنائسنا فى المسيح يسوع ربنا، والذى صلى أن ” ليكون الجميع واحدًا ”.

1- تتفق العائلتان على شجب الهرطقة الأوطاخية، إذ تعترف العائلتان أن الكلمة – الأقنوم الثانى للثالوث الأقدس والوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور والذى له نفس جوهر الآب – تجسد ووُلد من العذراء القديسة مريم والدة الإله، وله نفس جوهرنا (البشرى) تمامًا وإنه إنسان كامل بنفس وجسد وعقل، وإنه صُلب ومات ودفن وقام من الأموات فى اليوم الثالث، وصعد إلى الآب السماوى حيث يجلس عن يمين الآب ربًا لكل الخليقة، وفى يوم الخمسين وبحلول الروح القدس قد أظهر أن الكنيسة جسده، وإننا ننتظر مجيئه الثانى فى كامل مجده كما جاء فى الكتب المقدسة.

2- كما تدين العائلتان الهرطقة النسطورية والنسطورية الخفية لثيؤدوريت أسقف كورش، ويتفقان على أنه لا يكفى فقط أن نقول إن المسيح له نفس الجوهر مع أبيه ومعنا، أنه بالطبيعة إله وبالطبيعة إنسان، ولكن يجب أن نؤكد أيضًا على أن الكلمة، الذى هو بالطبيعة إله أصبح بالطبيعة إنسانًا بتجسده فى ملء الزمان.

3- وتتفق العائلتان أن اقنوم الكلمة أصبح مركبًا باتحاد طبيعته البشرية المخلوقة بما فى ذلك طاقتها وإرادتها الطبيعية والتى اتخذها بالتجسد وجعلها طبيعة خاصة به، بالطبيعة الإلهية غير المخلوقة بما فى ذلك طاقتها وإرادتها الطبيعية التى يشترك فيها مع الاّب والروح القدس.

4- تتفق العائلتان على أن الطبيعتين بطاقتهما الخاصة بهما وإرادتهما، قد أتحدتا أقنوميًا وطبيعيًا بغير امتزاج، ولا تغيير، ولا انقسام، ولا انفصال، وإنه يمكن التمييز بينهما فى الفكر فقط.

5- تتفق العائلتان على أن الذى يريد ويعمل هو دائمًا الأقنوم الواحد الذى للكلمة المتجسد.

6- تتفق العائلتان على رفض تفسير المجامع الذى لا يتفق تمامًا مع قرارات المجمع المسكونى الثالث، وخطاب ( 433 م ) لكيرلس الإسكندرى إلى يوحنا الأنطاكى.

7- يوافق الأرثوذكس على أن الأرثوذكس الشرقيين سوف يستمرون فى الحفاظ على تعبير القديس كيرلس التقليدى ” طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة ” نظرًا لأنهم يعترفون بالوحدانية والمساواة المزدوجة فى الجوهر للكلمة التى أنكرها أوطاخى ويستخدم الأرثوذكس أيضًا هذا المصطلح. ويتفق الأرثوذكس الشرقيون على أن الأرثوذكس لهم الحق فى أستخدامهم لتعبير الطبيعتين طالما أنهم يعترفون أن التمييز هو ” بالفكر فقط ” وقد فسر القديس كيرلس هذا الاستخدام تفسيرًا صحيحًا، فى رسالته ليوحنا الاّنطاكى ، ورسائله إلى أكاكيوس أسقف ميلينى،  وإلى أولوجيوس وإلى سكينسوس. 

8- العائلتان تقبلان المجامع المسكونية الثلاثة الأولى،والتى تشكل ميراثنا المشترك. وفيما يتعلق بالمجامع الأربعة اللاحقة للكنيسة الأرثوذكسية، فإن الأرثوذكس يقرون أنه بالنسبة لهم فإن البنود السابقة من 1 -7 هى أيضًا من تعاليم المجامع الأربعة الأخيرة للكنيسة الأرثوذكسية، بينما تعتبر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية إقرار الكنيسة الأرثوذكسية هذا هو تفسير من جانبهم، وبهذا المفهوم فإن الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية تتجاوب مع هذه المجامع بطريقة أيجابية. وفيما يتعلق بتعاليم المجمع المسكونى السابع للكنيسة الأرثوذكسية فإن الأرثوذكس الشرقيين يوافقون على أن لاهوت الأيقونات وتكريمها والتى جاءت فى تعاليم المجمع يتفق أساسًا مع تعاليم وممارسات الكنائس الأرثوذكسية الشرقية من أقدم العصور وقبل عقد المجمع بزمان طويل، وإنه لا توجد بيننا أى خلافات فى هذا المجال.

9- فى ضوء وثيقة الاتفاق بخصوص عقيدة طبيعة السيد المسيح (الخرستولوجى ) بالإضافة إلى ما سبق من تأكيدات، فإننا الآن نتفهم بوضوح أن العائلتين قد حفظتا دائمًا وبإخلاص نفس الإيمان الأرثوذكسى الأصيل فيما يتعلق بعقيدة طبيعة السيد المسيح، والاستمرارية غير المنقطعة للتقليد الرسولى، بالرغم من أنهما قد يكونا قد استخدما المصطلحات الخرستولوجية بطرق مختلفة. ويجب أن يكون هذا الإيمان المشترك والولاء المتصل للتقليد الرسولى هو الأساس لوحدتنا وشركتنا.

10- تتفق العائلتان على أن كل الحروم والإدانات الماضية والتى أدت إلى انقسامنا الآن يجب أن ترفع بواسطة الكنائس، حتى تزال آخر عقبة تعترض طريق وحدتنا وشركتنا الكاملة بنعمة وقوة الرب إلهنا. وتتفق العائلتان على أن رفع الحروم والإدانات سيتحقق على أساس أن المجامع والآباء الذين تم حرمهم أو إدانتهم فى الماضى لم يكونوا هراطقة.

ولهذا نوصى بأن تتخذ كنائسنا الخطوات العملية التالية :

أ- يجب أن يرفع الأرثوذكس كل الحروم والإدانات ضد كل المجامع الأرثوذكسية الشرقية والآباء الذين تم حرمهم أو إدانتهم فى الماضى.

ب- يجب فى الوقت نفسه، أن يرفع الأرثوذكس الشرقيون كل الحروم والإدانات ضد كل المجامع الأرثوذكسية والآباء الذين حرموهم وأدانوهم فى الماضى.

ج- تقرر الكنائس – كل على حدة – الطريقة التى ترفع بها الحروم، وبثقتنا فى الروح القدس، روح الحق، ووحدة المحبة، نقدم وثيقة الاتفاق هذه والتوصيات لكنائسنا الموقرة لأخذها فى الاعتبار واتخاذ الخطوات اللازمة ضارعين أن يقودنا الروح القدس بذاته إلى الوحدة التى طلبها ومازال يطلبها الرب إلهنا.