رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متضررو «الرؤية»: نُحرم من مشاركة أطفالنا فرحة الأعياد.. ونطالب بسرعة إقرار القانون الجديد لمواجهة الأزمات وتوابعها

متضررو الرؤية
متضررو الرؤية

فى عيد الأضحى وفى كل عيد، يعانى المتضررون من قانون الرؤية الحالى، العديد من الصعوبات والأزمات التى تتسبب فى حرمانهم من قضاء وقت ممتع مع أطفالهم خلال تلك المناسبات السعيدة.

وخلال حديثهم مع «الدستور»، شكا هؤلاء المتضررون من بنود الحضانة ووقت الرؤية وعدم السماح بالاستضافة فى القانون الحالى، كما تحدثوا عن الأزمات التى يتعرض لها أطفالهم جراء معاناتهم بين الأب والأم.

مطلق: أرى أطفالى فى «نادٍ اجتماعى» وكأننا فى سجن

اشتكى «سليمان. م»، مهندس كهربائى، من رفض طليقته السماح له برؤية طفليه خلال الأعياد.

وقال: «كنت أتمنى أن يحضر طفلاى معى الأضحية فى العيد وأشوف الفرحة فى أعينهما، مر على طلاقى من والدتهما أربع سنوات كاملة، ولم أستطع فيها اصطحاب طفلى (ندى) و(نورى) فى العيد مطلقًا، وفى كل مرة أطلب فيها من طليقتى بشكل ودى اصطحابهما معى، سواء فى عيد الفطر أو الأضحى، كانت تخترع حججًا وهمية للرفض». وتابع «أعيش فى حالة نفسية سيئة، وأشاهد أبناء أشقائى وهم يملأون المنزل يوم العيد وأطفالى ليسوا بينهم، وأصبحت أتعمد السفر أو العمل خلال عطلة العيد حتى لا أكون عرضة لهذا الشعور القاسى». وتابع «كان الطلاق هو آخر شىء أتوقعه، فحاولت إصلاح العلاقة بيننا كثيرًا، من أجل استقرار البيت واستقرار طفلى، لكن التدخلات الخارجية كانت سببًا فى هدم كل شىء، فلم تكن بيننا مشاكل كبيرة، بل العناد هو ما تسبب فى الطلاق». وتابع: «حاولت معها أن يكون كل شىء بيننا وديًا، لكنها لجأت للمحاكم وحررت ضدى أكثر من ٧ دعاوى- خلع ونفقة ومسكن وحضانة وغيرها- وحرمتنى من رؤية طفلى لمدة سنة وسبعة أشهر، حاولت فيها رؤيتهما بكل الطرق الممكنة، لكنى فشلت فلجأت أنا الآخر لرفع دعوى رؤية، فأصبحت أشاهدهما بنادى بدر الاجتماعى مرة واحدة فى الأسبوع لمدة ساعة ونصف أو ساعتين، وكل مرة كانت طليقتى تأتى متأخرة عن الميعاد المحدد للرؤية». وأردف: «خلال وقت الرؤية لم أستطع الجلوس معهما بسعادة وارتياح، وكل مرة كنت أشعر وكأننا فى سجن وكل تصرفاتنا مراقبة من الجميع، ومؤخرًا أصبحت أشعر بأن طفلى يعانيان من مرض نفسى».

وأكمل: «طوال فترة الرؤية يسيطر الحزن عليهما، رغم أنى فى كل مرة أصطحب لهما كل الألعاب التى يطلبانها منى، وأتمنى من المسئولين سرعة تطبيق القانون الجديد حتى أتمكن من استضافتهما والخروج معهما بكل راحة».

جدة:  حفيدتى تتهمنى بمحاولة خطفها وتنهار عندما ألتقيها

عبرت «راوية. إ» عن حزنها الشديد بسبب حرمان حفيدتها من حضن والدها، مشيرة إلى أن والدتها وجدتها الأخرى منعتا الطفلة من لقاء أبيها حتى اضطرت لإقامة دعوى رؤية ضدهما.

وقالت الجدة: «المحكمة حكمت بالفعل لنا برؤيتها ٣ ساعات أسبوعيًا وألتقيها فى نادى الشروق الرياضى، وأتعذب عندما آتى لرؤيتها، لدرجة أننى ندمت على رفع دعوى الرؤية».

وأضافت: «تزوج ابنى منذ ٩ سنوات وسافر على الفور هو وزوجته للعمل فى الخارج ورزقه الله بنجلته الوحيدة (أسيل) وبعد زواج استمر ٣ سنوات، عادت زوجته من الخارج بصحبة الابنة وحاولت الإصلاح بينهما ولم أنجح». وتابعت: «طليقة ابنى لجأت إلى محكمة الأسرة وحررت دعوى خلع، ورغم ذلك حصلت على كل حقوقها المادية، وبعد سنة واحدة تزوجت مرة أخرى وانتقلت حضانة الابنة إلى جدتها الأخرى».

وقالت الجدة: «حاول ابنى رؤية نجلته أكثر من مرة، لكنهم رفضوا ذلك، فقررت رفع دعوى رؤية، وفى كل مرة ألتقيها يصيبنى حزن شديد؛ لأنها تعتقد أن والدها يكرهها ونريد خطفها، وحاولت أكثر من مرة التحدث معها، لكنها تبكى باستمرار طوال فترة الرؤية». وأشارت إلى أن نجلها حصل على إجازة لقضاء عيد الأضحى فى مصر، على أمل أن يجتمع بابنته، مضيفة: «أتوقع أن تدعى جدتها من الأم مرضها فى ذلك اليوم لتمنعها من رؤية أبيها قبل سفره».

متضررة:  طليقى استغل زواجى ونقل حضانة ابنى إلى والدته وحرمنى منه

حكت إسلام عبدالفتاح، أنها مطلقة منذ سبع سنوات، وكان ابنها ما زال رضيعًا، ثم تزوج طليقها ولم يشغل باله بابنه ولم يهتم لأمره مطلقًا، وعندما قررت هى الزواج تفاجأت بأنه حرر ضدها دعوى ضم حضانة، مستغلًا وفاة والدتها، واستطاع أن يضم ابنها إلى حضانة والدته.

وتابعت «توسلت لوالدة طليقى السماح لى برؤية ابنى، لكنها كانت ترفض، رغم أننى لم أمنعهم عنه مطلقًا أيام كان فى حضانتى، وعشت بدونه حياة مريرة وفكرت فى الطلاق من زوجى حتى أسترد حضانة ابنى، لكن لم أستطع لأننى كنت حاملًا فى طفلتى الأخرى».

وتابعت: «اضطررت لرفع دعوى رؤية بمحكمة الأسرة، وبعد سنة حصلت على حكم قضائى برؤيته فى نادى الشروق الرياضى ٣ ساعات أسبوعيًا، لكن المحزن فى الأمر أن الطفل يبتعد عنى وكأنه يلومنى على بعدى عنه، وأصبحت فى مأزق ولا أعلم ماذا أفعل معه». وقالت «حاولت بكل الطرق الممكنة تعويضه عن هذا البعد خلال فترة الرؤية، لكن والدة طليقى كانت طول الوقت حاجزًا بينى وبين ابنى، وكانت دائمًا ما تزعم له أننى أكرهه وتخليت عنه».

وتابعت: «منذ شهر تقريبًا اتصلت بطليقى هاتفيًا وطلبت منه أن ننسى الماضى، خاصة أن كلًا منا تزوج من شخص آخر وأن ننتبه لابننا وأن نجعل أمره بينى وبينه حتى تتحسن حالته النفسية، خصوصًا أنه يعانى من ثقل فى الكلام، وأكد جميع الأطباء أنه يعانى من ضغط نفسى كبير».

وأكملت: «طلبت منه أن أستضيفه عندى فى إجازة عيد الأضحى، لنسافر معًا لقضاء وقت ممتع فى محافظة الإسكندرية، فتفاجأت أنه وافق، وعلى هذا الأساس أخبرت ابنى بذلك، فكان فى غاية السعادة، وكان كل يومين يتصل بى هاتفيًا ويسألنى عن موعد السفر». وواصلت: «منذ خمسة أيام اتصلت بطليقى أكثر من مرة لأعرف منه متى سنتقابل لأخذ الطفل، لكنه لم يرد على هاتفى، وأرسل لى رسالة على الـ(واتس آب) مفادها أننى لن أستطيع استضافة ابنى نهائيًا، وأن علىّ رؤيته فقط فى الوقت المسموح به فى الرؤية، وطلب منى عدم الاتصال به مرة أخرى حتى لا أتسبب فى مشكلة بينه وبين زوجته». وقالت: «أصبت بحالة من الانهيار والبكاء، وتوسلت له بأن يوافق حتى لا يكسر قلب ابننا، لكنه لم يرد مطلقًا على رسائلى».

طبيب نفسى:  حرمان الابن من أحد أبويه يصيبه بعدم الأمان

طالب الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، بتعديل قانون الأحوال الشخصية ليكون أكثر عدالة، خاصة فيما يتعلق بحق الرؤية، موضحًا أن حرمان الطفل من أحد والديه يصيبه بالإحساس الدائم بالنقص وعدم الشعور بالأمان. وقال: «الأبناء هم من يدفعون ثمن الطلاق والتفكك الأسرى الناتج عنه، والخلافات والعناد بين الأبوين، ما يؤدى لفقدانهم أحد الطرفين، سواءً الأب أو الأم، ما يجعلهم عرضة لمشكلات نفسية خطيرة». وأضاف: «بعد الطلاق، كثيرًا ما يستخدم الأب أو الأم كارت الأطفال للعناد مع الطرف الآخر، دون اهتمام بما يتسبب به ذلك من أذى نفسى لهم، واستطرد: «من المشكلات الخطيرة التى تواجه أطفال التفكك الأسرى عدم المشاركة الفعالة فى الحياة وعدم التكيف فى المدرسة، والفشل فى بناء الصداقات الناجحة، والغيرة الواضحة تجاه زملائهم الذين يعيشون حياة طبيعية، بالإضافة إلى تظاهرهم الدائم بالسعادة لإخفاء الانكسار الذى يملأ قلوبهم».

محامٍ:  القانون الحالى غير منصف

قال هيثم الفتوى، المحامى المتخصص فى قضايا الأسرة، إن قانون الأحوال الشخصية الحالى غير منصف، خاصة فيما يتعلق بحق الرؤية، الذى لا ينصف الآباء أو الأطفال، لأنه جعل الحضانة للأم حتى بلوغ الطفل ١٥ عامًا، وجعل الطفل لا يرى أباه بشكل طبيعى، بما يؤثر فى تكوين شخصيته. وتابع: «تنص المادة الخامسة من قانون الأحوال الشخصية الحالى على أنه يجب ألا تقل مدة الرؤية عن ثلاث ساعات أسبوعيًا خلال العطلات الرسمية، وتكون فى أحد النوادى الرياضية أو الاجتماعية أو أحد مراكز رعاية الشباب».

واستطرد: «لذلك، نحن نطالب بسرعة تطبيق القانون الجديد، الذى تم فيه استحداث مادة الاستضافة، حتى يتمكن الآباء من استضافة أبنائهم من ٨ ساعات كحد أدنى إلى ١٢ ساعة، مع إتاحة مبيت الطفل أيضًا، ليكون من حق الأب أن يبيت معه الطفل مرتين فى الشهر، مع الاحتفاظ بالرؤية، ومن هنا يستطيع الأب قضاء وقت أطول مع أطفاله، خاصة فى الأعياد والمناسبات».