محمد الموجى: تقدم عمر أم كلثوم أثر على أدائها الصوتى وعبدالوهاب أنقذنا من كارثة
تحل اليوم ذكرى رحيل فارس النغم” الموسيقار محمد الموجي، حيث رحل عن عالمنا فى 1 يوليو 1995، ويعد واحد من أبرز المجددين في الموسيقى والغناء العربيين بعد ثورة يوليو 1952، كما ساهم فى صناعة الالحان لنجوم الغناء في مصر والعالم العربي والذي اثرت موسيقاه قلوب المستمعين.
تحدث الملحن محمد الموجي عن إبداعات غنوة “من غير ليه” للفنان محمد عبد الوهاب وأكد أن إبداعات الغنوة كثيرة ونجدها من البدايه للنهاية ولم يكن الفنان عبد الوهاب يقبل إلا أن يقدم شيئا جديدا يحمل الكثير من الإبداعات خاصة بعد 30 عاما من الخبرة والتميز المعروف عنه.
وأكد الموجى أن جماليات الغنوة في الجمل الموسيقية الجميلة والراقية كما أنها تخلو من الشوائب وكذلك كيفية توظيفها في القالب الموسيقي المناسب، هو أستاذ يدرك معنى اللحن ومهمة التأليف الموسيقي وعوامل نجاحه من خلال الجمل الموسيقية في مقدمة اللحن ووضع الفواصل الموسيقية بين الكوبليهات، وبالرغم من بلوغه سن الـ80 نجد صوته في الغنوة رائق كصوت شاب مازال في سن الأربعين.
وقال الموجى "عندما لحنت لأم كلثوم غنوة (اسأل روحك) فوجئت انها لم تصل لمستوى معين في المقامات كانت تصل له وهى أصغر سنا، كنت اتخيل ان أم كلثوم من استطاعت ان تغني “غلبت أصالح في روحي” وغيرها من الأغاني مرتفعة المقامات يسهل عليها أداء غنوة “اسأل روحك” وهي من مقام الحجاز وكانت تغني اثناء البروفات بشكل سليم ولكنها كانت تترك مناطق في الغنوة و كأن لسانها يحفظ ما تقول حتي وصلت إلى نهاية الغنوة حيث الكوبليه الأخير الذي يتضمن مقاما عاليا وكنت أستمع للغنوة في السيارة وكان برفقتي الصديق جلال معوض ووجدتها تكمل الكوبليه الأخير بصعوبة، وكدت أن أدفع برأسي في عجلة القيادة من شدة غضبي وحزني، وذهبت إلى البيت واتصل بي في اليوم الثاني صباحًا الفنان محمد عبدالوهاب وعاتبني وأخبرني كيف تلحن لأم كلثوم وكأنها مازالت في سن الأربعين، ونصحني بأن أدنوا بالطبقة تون ونصف التون وأخبرته أن ذلك سيحدث هلهلة في الآلات الموسيقية و قال لي "في داهية" وعاودت البروفات مرة أخرى ووافقت أم كلثوم دون تعليق منها كونها شعرت بما وصلت إليه".
وأضاف الملحن محمد الموجي "اقيم الحفل بعد شهر من ذلك الوقت وعاود الفنان محمد عبد الوهاب الاتصالي بي مرة أخرى وقال لي: "ها غنينا كويس يا سيدي".
واختتم الموجي “كنت سعيد بحرص عبد الوهاب على عملي ونصيحته لي التي أنقذتنا جميعًا دون حقد أو خوف من نجاحي ودلني على طريق النجاح”.