رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حديث القرآن والسنة عن الأمن".. موضوع خطبة الجمعة اليوم ثالث أيام عيد الأضحى

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 30 يونيو 2023 م، والتي جاءت بعنوان "حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن"، وذلك بتاريخ 12 ذو الحجة 1444هـ ، الموافق 30 يونيو 2023م.

موضوع خطبة الجمعة اليوم 30 يونيو 2023 م

أولى القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفةُ الأمن عناية بالغة، فقد امتن الله عز وجل على عباده في كتابه الكريم بنعمة الأمن حيث يقول الحق سبحانه: (لإيلاف قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشَّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعِ وَآمَنْهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، ويقول سبحانه: (أَوَلَمْ تُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا أَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنْ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، ويقول تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا أَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَينِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ)، وجعل نبينا صلى الله عليه وسلم الأمن في مقدمة النعم التي ينبغي أن تشكر يقول عليه الصلاة والسلام: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرَّبه، مُعَافَى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِه | فَكَأَنَّمَا حِيْزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَدَا فِيرِهَا).

ولأن الأمن مطلب إنساني عام به تستقيم حياة الناس وتحل السكينة والطمأنينة قلوبهم، فقد جعله خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام في مستهل دعائه لربه، حيث يقول الحق سبحانه: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، ويقول سبحانه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِي أَن نَّعْبُدَ الأَصنام، وجعل سيدنا يوسف عليه السلام، الأمن دعوةً لمصر وأهلها، حيث يقول سبحانه: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ).

كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن ندعو الله جل وعلا أن يهبنا الأمن والأمان، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدُّنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذُ بعظمتك أن أغتال من تحتي، وكان صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الهلال مطلع كل شهر قمري ويدعو الله تعالى أن يجعله هلال أمن وأمان وسلم وسلام فيقول صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ).

كما جعل صلى الله عليه وسلم المؤمن الحق هو من أمِنَه الناسُ وسلموا من أذاه يقول عليه الصلاة والسلام: المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، ويقول صلى الله عليه وسلم: وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَانقَه، وقد جعل الحق سبحانه الأمن جزاء المتقين يوم القيامة، وجعله من أعظم ثوابهم في الجنة، حيث يقول الحق سبحانه: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعِ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ، ويقول سبحانه: لا يَحْزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ | الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، ويقول تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ | آمنين، ويقول سبحانه: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)، ويقول تعالى: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضَّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ).