رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاده.. أزمات فى حياة عملاق الأدب "عباس العقاد"

عباس العقاد
عباس العقاد

هل المرأة كائن معقّد إلى درجة الغموض، أم كائن بسيطٍ متناهٍ في البساطة إلى درجة التعقيد؟، ومن أي الأبواب ندخل إلى عالم المرأة إن كان لها أبواب عديدة؟، هذه كانت أسئلة أشهر عازب مصرى فى جيله، والذي عُرف بعداوته للمرأة وبآرائه التى جعلها محورا فى عدد من مؤلفاته،عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد، والذي يحل اليوم 28 يونيو ذكرى ميلاده الـ134.

عُرف عن العقاد بأنه كان رجلا قاسيا ولا يميل عرف رأيه، وهذا دليل علي اختلافاته الأدبية والفكرية مع العديد من الشعراء وأهمها المعركة الفكرية والتي بدأت بينه وبين عميد الأدب العربي طه حسين حينما نشر كتابه "حول فلسفة أبى العلاء المعري"، حيث كتب "العقاد" مقالا قال فيه "رسالة الغفران": "إن رسالة الغفران نمط وحدها فى آدابنا العربية وأسلوب شائق ونسق طريف فى النقد والرواية وفكرة لبقة لا نعلم أن أحدًا سبق المعرى إليها"، ليستفز طه حسين من تلك الكلمات، ويكتب مقالا يسخر فيه "العقاد" قائلا: “ولكن الذى اختلف العقاد فيه مخالفة شديدة هو زعمه فى فصل آخر أن أبا العلاء لم يكن صاحب خيال حقًا فى رسالة الغفران، هذا نُكر من القول لا أدرى كيف تورط فيه كاتب كالعقاد”.

ولكن الهجوم الأكبر في حياة “العقاد” كان من نصيب المرأة، والتي تخلخلت في الكثير من روايته علي مدار حياته الأدبية حتي هاجمها العديد من المؤلفات، وكان ينظر إلي بنظرة دونية ويرى أن المرأة ناقصة كما ذكر بكتابه "هذه الشجرة"، ويقول إن المرأة أغوت الرجل منذ البداية ودفعته لأن يأكل من الشجرة المحرمة ويسقط فى الخطيئة، ويرى المرأة محكومة لأنها ضعيفة، وتارة أخري يصف المرأة، بوجه الآخر مرهف الحس وعميق المشاعر، والذى كتب أجمل أشعاره وخطاباته بمحبوبته الآسرة “مى زيادة”، التى أحبها حبًّا عاصفًا وخاطبها بـ"أنتِ الهدى يا مى فى لحظة البحر" ووصفها “بنجمة اليم.. ونور الأوان”.