محمد فاضل: لم يتوقف عن الإبداع يومًا
محمد أبوالعلا السلامونى إنسان عفيف النفس، ومعرفتى به ممتدة منذ بداية كتابته فى المسرح، وذلك فى منتصف ستينيات القرن الماضى، وكنت حريصًا على متابعة أعماله المسرحية وحضورها، حتى التقينا من خلال مسلسل بعنوان «سنوات الحب والملح»، الذى كان عن ثلاث روايات للروائى جميل عطية إبراهيم، وكانت سهير حجازى مسئولة عن النصوص التى تقدم لصوت القاهرة آنذاك، كما تعاونا من خلال مسرحية «ديوان البقر»، وهو المشروع الذى لم يخرج للنور، ففى البداية كان يتبع قطاع شئون الإنتاج الثقافى، وكان من المقرر تقديمه بمسرح الهناجر للفنون، وظللنا لمدة أربعة أشهر نجرى بروفات، ولكن للأسف لم تستكمل التجربة فى الهناجر؛ نظرًا لأن ميزانيتها كبيرة، فتم تحويل العرض إلى البيت الفنى للمسرح، المسرح الحديث، وللأسف لم تقدم التجربة حتى الآن، ورغم قيمة وحجم الكاتب المسرحى محمد أبوالعلا السلامونى وحصوله على العديد من الجوائز، ومنها جائزة الدولة التقديرية، لكنه لم يستغل هذا الأمر ولم يحاول الوصول لأى شىء بعلاقاته، إذ إنه يمتاز بالعفة، وهو غير لحوح فى أن تقدم أعماله. أذكر أنه قدم مشروعًا، وكان أول دراما من نوعها تقدم عن النوبة، عن رواية محمد خليل قاسم «الشمندورة»، وقدمها عام ٢٠١٤، ولكن المشروع أيضًا ظل حبيس الأدراج، وكان مقررًا أن تنتج له الشركة المتحدة فيلمًا سينمائيًا عن رفاعة الطهطاوى، لكنه أيضًا لم يخرج للنور، ولديه أعمال أخرى كثيرة ظلت حبيسة الأدراج ولم تُقدم، وظل لآخر يوم فى عمره يكتب، وقبل رحيله ببضعة أيام تلقيت رسالة منه عن تقرير سيقدمه للمهرجان القومى للمسرح.. فهو لم يتوقف عن الإبداع سواء فى الكتابة المسرحية أو الأبحاث الخاصة بالمسرح، إذ إنه أحد علماء المسرح فى مصر.