رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية في مصر تحتفل بذكرى الشهيدة فبرونيا

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى الشهيدة فبرونيا التي استشهدت في نصّيبين، ما بين النهرين، في بدء القرن الرابع.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "هو صُورَةُ اللهِ الَّذي لا يُرى وبِكْرُ كُلِّ خَليقَة"؛ إنّ الرّب يسوع المسيح هو الإنسان الكامل الذي رمَّمَ في ذريّة آدم المثالَ الإلهي الذي شوَّهَته الخطيئة الأولى. لأنّه هو الذي أخذَ الطبيعة البشريّة دونَ أن يُلاشيها، فرفَعَ هكذا طبيعتنا أيضًا إلى مرتبةٍ وكرامةٍ لا مثيلَ لهما. فبتجسّدِهِ إتَّحَدَ إبن الله نوعًا ما بكلِّ إنسان. لقد اشتغل بيَديّ إنسانٍ وفكّر كما يُفكّر الإنسان وعمل بإرادة إنسانٍ وأحبَّ بقلبِ إنسان. لقد وُلِدَ من العذراء مريم وصار حقًّا واحدًا منّا شبيهًا بنا في كلِّ شيء ما عدا الخطيئة... 

وعندما يصبحُ المسيحي مطابِقًا لصورةِ الابن، "البكر بين إخوةٍ كثيرين"، يقبل "بواكير الرُّوح"، التي تمنحه القوّة ليُتمِّمَ الشريعة الجديدة، شريعةَ الحبّ. وبواسطةِ هذا الرُّوح "عربون الميراث"، يتجدَّدُ الإنسان كلُّه باطنيًّا بانتظار "افتداء الجسد"... أجل، إنّه لضروريٌّ وواجبٌ على المسيحي أن يُحارب الشرّ، لقاء مشقّاتٍ كثيرة، إلى أن يحلّ به الموت. ولكن بما أنّه اشترك في سرّ الفصح، وشابه الرّب يسوع المسيح في الموت، وتَقَوَّى بالرجاء، فهو يسير نَحوَ القيامة.

ولا يصحّ ذلك فقط في الذين يؤمنون بالرّب يسوع المسيح، ولكنّ في كلّ الناس ذوي الإرادة الصالحة، الذين تعملُ النعمةُ في قلوبهم بطريقةٍ خفيّةٍ. فإذا كان الرّب يسوع المسيح قد ماتَ عن الجميع، وإذا كانت دعوة الإنسان الأخيرة هي حقًّا واحدةً للجميع، أي إنّها دعوة إلهيّة، علينا إذًا أن نتمسّك بأنّ الرُّوح القدس يُقدِّمُ للجميع إمكانيّة الإشتراك في سرّ الفصح بطريقةٍ يعرفها الله وحده.