رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشرف أمين. . النجار الذي أبدع


قبل خمسة أشهر كتبت على الفيسبوك بوست طويل نسبيا في محبة القاص والمبدع الدمياطي أشرف أمين، وقلت في ختامه أن البوست كتابة أولية عن أشرف ولنا عودة في كتابة مفصلة، اخذتنا الأيام في وجهها نقف قليلا ثم تمسح بنا البلاط كثيرا، كل هذا لا يهم ولكن وعد الحر دين عليه.

إخترت الاحتفاء بإسم القاص أشرف أمين لأسباب كثيرة أولها لأنني اعتبره  قيمة إنسانية نادرة ومبدع أصيل، إختار الظل سكنا ليعيش في سلام وتصالح مع روحه ترك شقة المهندسين وعاد إلى دمياط مهد صباه بحثا عن اتساق روحه مع المكان، ألم يقل الشاعر ( وقد يهون العمر إلا ساعة وقد تهون الأرض إلا موضعا ) لذلك عاد أشرف قبل سنوات إلى دمياط ولم يكن يعرف أن الوسط الأدبي قاتل محترف ما إن تستدير وتعطيه ظهرك حتى يلعب معك لعبته المفضلة وهي التجاهل والنسيان.
لذلك جئت أنا لهم أدق الجرس، عندما أسست الثقافة الجماهيرية سلسلة إبداعات أدبية كانت تبحث عن المواهب الحادة كي تدشن تلك السلسلة ولم يكن غريبا أن يكون إسم أشرف أمين من الأسماء الأوائل التي تطبع أعمالها على نفقة الدولة وهذا أمر ليس بسيط، صدرت مجموعته القصصية الرائعة "حبات العنب" واحتفت بها الأوساط الأدبية وتكلم عنها الكبار مثل حلمي سالم وعادل الضوي وغيرهم.
كان من المهم أن تتوالى أعماله ولكن غربة اضطرارية مدتها ثماني سنوات في الإمارات عطلت المبدع الكبير ولكنه غير نادم، الغربة وتأجيل مشروعة الأدبي كانا سببا في أن يؤدي أشرف أمين واجباته تجاه إخوته، أشرف الذي بدأ حياته نجارا في دمياط وصنايعي موهوب في نجارة الأويمه لا يرى فرقا بين الإبداع على الخشب والإبداع باصطياد اللحظات الشاردة وكتابتها في قصة قصيرة.
قبل أيام كنت في زيارة له بدمياط يرافقني شاعر مصر الكبير مدحت منير ومحمد حلمي أو الحكيم كما نسميه في الوسط السياسي والثقافي، الآن لم يعد سر إذا كتبت أن زيارتنا للمبدع الكبير أشرف أمين تمت كي نشد عزمه في نضال كمحارب ضد السرطان.
ابتسامته العذبة اسعدتنا ولكن كرمه الزائد عن الحد جعلنا نتأكد انه يكرمنا كي ينفي إتهام الدمايطة ب البخل وبينما يروح الكلام ويجيء جاءت المفاجأة السارة من بمكالمة من فرنسا وكان على الطرف الآخر صديقنا وأستاذ جيلنا الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي يطمئن على صحة أشرف.
يمكنك أن تعرف صدق صديقك من اهتمامه بك .. فهل يصدق القاريء أن الرائع أشرف أمين كاد أن يجعل خط تليفونه مفتوحا معنا في رحلة عودتنا للإسماعيلية كي يطمئن على سلامة رجوعنا لبيوتنا. 
المحبة نادرة في هذا الزمن والصدق أكثر ندرة ولكنهما عند أشرف أمين هما العادي واليومي والمتكرر، لذلك أتعجب من محافظة دمياط وأقصد هنا الأدباء والسياسيين كيف يكون بين أيديكم أشرف أمين ولا تقام له التكريمات اللازمة، مازالت الفرصة سانحة وقد يكفر قصر الثقافة بدمياط عن ذنوبه ويعرف قيمة الكبير فنيا واخلاقيا وسياسيا أشرف أمين فيمنحه ليلة للحب والتكريم.
وقبل أن ابتعد أشير إلى أن المسكوت عنه في الحديث عن اشرف هي رحلته النضالية المنحازة للبسطاء والمطالبة بالعدالة الإجتماعية. . فضلا عن نشأته في أسرة مناضلة يتقدمها الراحل الكبير أنيس البياع.
وباسم أدباء الإسماعيلية أصدقاء ورفاق أشرف أمين أقول أننا مستعدون فورا وبكامل عددنا المشاركة في ليلة بدمياط عنوانها الإنساني الأوسع هو (في محبة أشرف أمين ).