رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هي القديسة أغريبينا العذراء الشهيدة التي يحتفل بها كاثوليك مصر اليوم؟

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية اليوم بذكرى القديسة أغريبينا العذراء الشهيدة، وبهذه المناسبة قال الاب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني إنه ولدت القدّيسة أغريبينا في روما عام 243م تلك العاصمة العظيمة التي حكمت الدنيا، في كنف عائلة من النبلاء. وكانت تمتاز كسائر العذارى المسيحيات بطهارة حياتها وتقواها ووداعتها.

 كرّست نفسها لله منذ شبابها مع أخواتها الثلاث واراد أيضا عدد كبير من الفتيات أن يشاركنها طريقة حياتها التماسا لنعم الله وكنّ جميعاً عائشات معاً بالسلام والمحبّة والوفاق والهنا، كما تعيش الملائكة في السماء.. مدّت المسيحيّين، بفضل فضائلها الطيّبة، بمذاق مسبق لطيّبات الفردوس ودفعتهم إلى نبذ الأهواء والاقتداء بها في سعيها إلى النقاوة والعذرية. فلمّا أثار الملك فاليريان زوبعة الاضطهاد ضد المسيحيين، وقعت الفتاة أغريبينا بين أيدي الولاة القساة الظالمين. 

اتهمت بالطعن بمؤسسة الزواج واجتذاب الفتيات إليها بالحيلة فأجابت بأنّها قدّمتهن لله، والعذرية التي تدعو إليها هي اتحاد بالمخلص الآتي إلى العالم مولودا من عذراء. وقد قدّمت نفسها للشهادة بفرح ومحبّة بالختن السماوي. ضربوها على فمها فلزمت الصمت. وجلدت حتى بلّل دمها التراب، اخيرا افتقدها ملاك وشفى جراحها.

فهددوها بأشد العذابات إن لم تكفر بالمسيح. فأبت أن تجحد عريس قلبها وحياتها وأبديتها، بل اعترفت به بكل جرأةٍ وبسالة. فضربوها ضرباً بربريّاً، ثم أحاطوا بها وأخذوها يجلدونها جلداً عنيفاً بأعصاب البقر. فلم يحتمل طويلاً جسمها النحيف ذلك العذاب الأليم، ففارقت نفسها الحياة تحت ضرب السياط وطارت إلى الخدر الإلهي الأبدي عام 262م بروما، لتنعم مع المسيح عروسها إلى الأبد.

وبعد أن ماتت أغريبينا ودُفنت، جاءت أخواتها فسرقن جسدها وحملنه وذهبن به إلى جزيرة صقلّية، حيث دفنّه بإكرام. وأضحى ذلك القبر ينبوعاً فائضاً للعجائب الباهرة. فكان البرص يطهّرون، والصم يسمعون، والخرس يتكلّمون والمقعدون يقومون، والجميع يمجّدون الله على عجائبه في قديسيه. وليس بكثير على الفادي الإلهي أن يشرّف عروسته على الأرض، كما شرّفت هي اسمه واعترفت به وسفكت دماءها الذكيّة لأجله.

ويذكر التاريخ أن أخواتها الثلاث لحقن بها ونلنَ نظيرها إكليل الاستشهاد.