رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شراكة متعددة.. خبراء عن زيارة رئيس الوزراء الهندى القاهرة: استثمار بـ«اقتصادية القناة» وتبادل تجارى بالعملات المحلية

جريدة الدستور

أسامة الشندويلى - هويدا سعيد - علا العلاف - أسماء إبراهيم -دعاء أبوالعزم

بعد ٥ أشهر من زيارة تاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى دولة الهند، ليكون ضيف الشرف الرئيسى فى احتفالية يوم الجمهورية الهندية، احتفاء بمرور ٧٥ عامًا على العلاقات بين الدولتين، يبدأ رئيس الوزراء الهندى، ناريندرا مودى، زيارته الأولى منذ توليه منصبه إلى مصر غدًا، فى زيارة يؤكد الخبراء أهميتها السياسية والاقتصادية، ودلالات توقيتها فى ظل الأوضاع العالمية الراهنة.

وتعكس الزيارة المرتقبة، كما قال رئيس الوزراء الهندى نفسه قبل يومين، «طبيعة الشراكة السريعة التطور بين مصر والهند، والتى تمت ترقيتها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة الرئيس السيسى إلى نيودلهى»، مع تأكيده أنها ستشهد «إعطاء المزيد من الزخم لشراكتنا الحضارية والمتعددة الأوجه». ومن المتوقع، وفقًا للخبراء، أن تشهد الزيارة اتفاقات لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، مع زيادة الاستثمارات الهندية فى مصر، بوابة الهند إلى إفريقيا، فى عدة قطاعات، من أهمها التكنولوجيا والطاقة المتجددة، خاصة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وكذلك بحث التبادل التجارى بالعملات المحلية لتخفيف العبء عن اقتصاد الدولتين، بالإضافة إلى مناقشة طلب مصر الانضمام إلى تجمع «بريكس»، التى تعد الهند أحد مؤسسيه. 

يسرى الشرقاوى: الطاقة المتجددة والاتصالات أهم مجالات التعاون

أكد الدكتور يسرى الشرقاوى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أهمية زيارة رئيس الوزراء الهندى إلى القاهرة، خاصة أنها الأولى له منذ توليه منصبه، لافتًا إلى أنها تأتى استجابة لدعوة الرئيس السيسى، وتحمل أهمية قصوى فى توقيتها، كما تحمل عددًا من الدلالات المهمة على عمق العلاقات بين البلدين.

وقال: «الزيارة تستهدف بالأساس تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون فى المجالات المختلفة، وعلى رأسها التبادل التجارى والاقتصادى، بالإضافة إلى توسيع التواجد الهندى بالقارة الإفريقية من خلال مصر، التى تعد بوابة العالم على القارة السمراء، مع بحث الفرص الاستثمارية فى السوق المصرية».

وعن النتائج المتوقعة من الزيارة قال: «من المتوقع زيادة الشركات الهندية العاملة فى مصر، مع ارتفاع الاستثمارات فى مجالات الطاقة المتجددة والكيماويات والاتصالات والبرمجيات». واستطرد: «ستمثل الزيارة فرصة لتوسيع الاستثمارات الهندية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث سجلت الاستثمارات الهندية فى هذه المنطقة حوالى ١٢ مليار دولار، مع الاهتمام بقطاعات الطاقة والتعبئة والتغليف والمنتجات الغذائية، ولا ننسى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين يصل حاليًا إلى نحو ٥ مليارات دولار.

كريم عادل: مصر بوابة الأسواق العربية وإلافريقية

أشار الدكتور كريم عادل، الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بحزب الجيل، إلى أن الهند تعد من الدول الرائدة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مشيرًا إلى ضرورة استفادة الاقتصاد المصرى من خبرات الهند.

وأوضح «عادل» أن مصر تعد بوابة دخول للشركات الهندية إلى أسواق المنطقة العربية وإفريقيا.

وأضاف: «يمثل التعاون الاقتصادى بين مصر والهند فرصة كبيرة للتعاون والتنمية المشتركة، وتحقيق مزيد من الاستثمارات والفرص التجارية المتبادلة، كما يعد هذا التعاون مثالًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠».

وأوضح أن الحكومتين تعملان على تعزيز التعاون الاقتصادى بينهما من خلال توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية، كما يتم عقد المؤتمرات والمعارض التجارية المشتركة؛ لتعزيز التبادل التجارى بين البلدين، وتعزيز التعاون فى مجال الاستثمار.

وأشار إلى أن مصر تستفيد من استثمارات الشركات الهندية فى قطاعات الطاقة والصناعات الثقيلة والزراعة، حيث تساعد هذه الاستثمارات فى توفير فرص عمل للشباب المصرى، وتطوير البنية التحتية فى البلاد. وأضاف: «تتميز الشركات الهندية بخبراتها الواسعة فى مجالات الهندسة والتصميم والتكنولوجيا، مما يساعد فى تطوير الصناعات فى مصر وتعزيز التنمية المستدامة».

أحمد عبدالظاهر:  تنفيذ مجمع البتروكيماويات بالسويس بـ7.5 مليار دولار

قال المهندس أحمد عبدالظاهر، مدير مركز معلومات قطاع الأعمال العام السابق، إن التعاون الاقتصادى بين البلدين بدأ عام ١٩٥٥، ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقات الاقتصادية بينهما بشكل كبير. وبين أن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ نحو ٣.٥ مليار دولار فى عام ٢٠٢٠، وبلغت الصادرات المصرية إلى الهند نحو ٢.٣ مليار دولار، وبلغت الواردات نحو ١.٢ مليار دولار.

وأضاف أن الشركات الهندية تمكنت من الاستثمار فى العديد من المشروعات بمصر، بما فى ذلك قطاعات الطاقة والمياه والصناعات الخفيفة والثقيلة والزراعية والسياحة، إلى جانب التعاون فى مجالات البحث والتطوير ونقل التكنولوجيا.

وتابع أن التعاون الاقتصادى بين البلدين يتضمن عددًا من المشاريع المهمة، منها مشروع مجمع البتروكيماويات فى مدينة السويس بقيمة ٧.٥ مليار دولار، والذى يهدف إلى تطوير صناعة البتروكيماويات فى مصر، كما يتم التعاون فى مجالات الطاقة المتجددة والزراعة والتكنولوجيا والصحة والتعليم.

وذكر أن المنتجات الرئيسية التى تصدرها مصر إلى الهند، تتضمن البترول والغاز والملابس والمنسوجات والمواد الكيميائية والأسمدة والأغذية، فى حين تصدر الهند إلى مصر العديد من المنتجات، منها السيارات والأدوية والملابس والمجوهرات والإلكترونيات. وأشار إلى أن التعاون الاقتصادى بين مصر والهند بشكل عام يساعد على دفع عجلة النمو فى البلدين، وتحقيق فرص عمل جديدة وزيادة الاستثمارات المشتركة، كما يسهم التعاون فى تنمية الصادرات والواردات، وتوسيع السوق العالمية للمنتجات المصرية والهندية.

خالد أبوالمكارم: تعاقدات زراعية طويلة الأجل

اعتبر خالد أبوالمكارم، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية، أن زيارة ناريندرا مودى، رئيس الوزراء الهندى، إلى مصر، تؤكد عمق العلاقات المصرية الهندية. وقال «أبوالمكارم»: «الهند تعتبر من أكبر الدول التى تستقبل الصادرات المصرية من الأسمدة والكمياويات العضوية، وتلك الزيارة تأتى عقب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الهند، فى يناير من العام الجارى»، وأوضح: «تأتى الهند فى المرتبة الخامسة كأكبر شريك تجارى لمصر، وأكد أن من أهم الصادرات المصرية إلى الهند: الأسمدة والكيماويات العضوية بأنواعها والمنتجات الغذائية والحاصلات الزراعية، فضلًا عن وجود العديد من المشاريع الخاصة بالأسمدة، وستكون تعاقدات طويلة الأمد، وبعض المشاريع الأخرى التى تخص تكنولوجيا المعلومات، وبعض الفرص التصديرية الواعدة.

خالد الشافعى: التعامل بالعملات الوطنية لتحجيم الدولار

توقع الخبير الاقتصادى، خالد الشافعى، أن يكون لزيارة رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى للقاهرة مردود اقتصادى كبير، يتمثل فى اتفاقات تصب فى صالح الاقتصاد المصرى.

وقال: «زيارة (مودى) شديدة الأهمية فى الوقت الحالى، لأن الهند واحدة من أكبر دول العالم من حيث السكان، واقتصادها ضخم، كما أنها تسعى للدخول عبر بوابة مصر إلى القارة الإفريقية، ما يعنى أن الزيارة سيكون لها مردود إيجابى كبير على الاقتصاد المصرى، خاصة بعد زيارة الرئيس السيسى للهند، والتى نتج عنها اتفاق على رفع درجة التعاون والشراكة الاستراتيجة بين البلدين، وأضاف: مصر تبحث فى هذه المرحلة عن التعامل التجارى بالعملات المحلية لتخفيف الضغط على الدولار، وهو ما يمكن مناقشته مع الجانب الهندى».

وليد جاب الله: مناقشة إمكانية انضمام مصر لعضوية تجمع «بريكس»

قال الخبير الاقتصادى، وليد جاب الله، إن زيارة رئيس الوزراء الهندى إلى القاهرة بعد أشهر قليلة من زيارة الرئيس المصرى إلى نيودلهى تكشف عن حجم الخطوات المتخذة لتعزيز العلاقات بين البلدين.

وأضاف: «الزيارة مهمة فى توقيتها وطبيعتها، خاصة أن مصر تتطلع فى الفترة المقبلة، وبعد انضمامها لبنك التنمية التابع لدول (بريكس)، إلى الانضمام لتجمع (بريكس)، الذى تعد الهند أحد مؤسسيه، لذا فإن الزيارة ستناقش على الأرجح ملف عضوية مصر بهذا التجمع». وتابع: «من المقرر أيضًا بحث ملفات مثل تعزيز عمليات التبادل التجارى بين البلدين وزيادة حجم الاستثمارات المشتركة، فضلًا عن تعزيز التعاون بصورة تليق بالتاريخ الكبير والعلاقات الطيبة التى تربط بين الدولتين تاريخيًا، والتى تمتد بينهما لعدة قرون، خاصة أن الهند تعد الشريك الرئيسى لمصر فى جنوب آسيا، فى ظل استمرار التعاون الكبير بين البلدين».

على الإدريسى: توفير السلع الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائى

أكد الخبير الاقتصادى، على الإدريسى، أن زيارة رئيس الوزراء الهندى إلى مصر تعكس أهمية التعاون المشترك بين البلدين.

وأضاف: «الزيارة مهمة جدًا لتعزيز التبادل التجارى بين البلدين، مع زيادة حجم الاستثمارات المشتركة، وكذلك يسهم فى توفير العديد من السلع الاستراتيجية، وعلى رأسها القمح والأرز، ما يحقق الأمن الغذائى لمصر».