عاطف الطيب.. محامى الغلابة
هو أحد أعمدة سينما ثمانينيات القرن الماضى، فدائمًا ما كانت أفلامه هى سلاحه أمام الجهل والفساد، لينجح من خلالها فى معالجة العديد من الأزمات المختلفة داخل المجتمع، ورغم أن مسيرته الفنية قصيرة، لم تتجاوز الـ١٥ عامًا، فإنه استطاع أن يكون حصنًا واقيًا للسينما العربية ككل، إنه المخرج الثورى الراحل عاطف الطيب الذى يصادف غدا ٢٣ يونيو ذكرى وفاته الـ٢٨ حيث توفى فى العام ١٩٩٥.
عُرف عن «الطيب» أن جميع نهايات أفلامه صادمة ومؤلمة، ينتصر فيها للحق بالثورة على الظلم بكل أشكاله. كان حريصًا على نقل الصورة الواقعية عن المواطن المصرى والمجتمع بكل جرأة وإبداع حتى صارات أفلامه إحدى علامات السينما المصرية، ولعل أبرز الأفلام التى لامست القلوب لما تحمله من فكرة جريئة كان فيلم «ضد الحكومة»، الذى تدور أحداثه عن محامٍ يرفع دعوى ضد وزراء فى الحكومة بعد أن تسبب الإهمال فى وفاة وإصابة عدد كبير من تلاميذ إحدى المدارس كانوا فى طريقهم إلى رحلة حين علق الأتوبيس الذى يقلهم على مزلقان سكة حديد وصدمه قطار.
وهنا وقف «الطيب» بكل شجاعة أمام المسئولين، وحاول أن يسلط الضوء على الفساد والإهمال وأن يلقى باللوم على الحكومة ممثلة فى وزيرى التعليم والنقل، مطالبًا بمحاسبتهما.
كما تناول «الطيب» الكثير من القضايا الشائكة، مثلما جاء فى فيلم «البرىء» لأحمد زكى الذى كان تحدث عن الأوضاع فى مصر بعد سياسة الانفتاح.