رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. عيد القديس تداؤس بكنيسة البيزنطيين في مصر

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القديس تداؤس الرسول، وهو شقيق يعقوب ابن حلفى. 

والقديس متى يدعوه "يهوذا او لبَّاوس الملقَّب تدّاوس". كان نسيب الرب بحسب الجسد وهو مؤلف الرسالة المعروفة باسمه، وهي آخر الرسائل الجامعة، وقد وجّهها إلى يهود الشتات بعد كارثة السنة السبعين وسقوط أورشليم، في عهد الإمبراطور فسبسيانوس.

والقت الكنيسة عظة احتفالية بهذه المناسبة قالت خلالها: "أَمَّا الآتي بَعدِي فهو أَقْوى مِنِّي، مَن لَستُ أَهْلاً لأَن أَخلَعَ نَعْلَيْه. إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار" هل نستطيع القول إنّ ذلك هو عملُ طبيعةٍ إنسانية تشبه طبيعتنا لديها القدّرة بأن تعمّد بالرُّوح القدس والنار؟ كيف يكون هذا ممكنًا؟ ومع ذلك، عندما كان يتكلّم عن إنسانٍ لم يأتِ بعد، أعلن يوحنا أنَّ هذا الإنسان "سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار". ليس كما يفعل خادم عادي عندما يُنزِل على المعمدّين روحًا ليس روحه، إنّما سيفعله بكونه إلهًا بطبيعته، إلهًا يُعطي بقدرة فائقة ما يأتي منه وهو ملكه الخاص. فبفضل ذلك تنطبع فينا البصمة الإلهية.

في الواقع، نحن نتحوّل الى الصورة الإلهية في المسيح يسوع ربّنا؛ لن يكون ذلك بأن يتّخذ جسدنا شكلاً جديدًا، لكنّنا سنقبل الرُّوح القدس وسوف "نمتلك" الرّب يسوع المسيح ذاته، الى حدّ انّنا نستطيع منذ الآن أن نهتف بفرح: "اِبتَهَجِ قَلْبي بِالرَّبّ وارتَفع رَأسي بِالرَّبّ واتَّسَعَ فَمي على أَعْدائي لأَنِّي قد فَرِحت بخَلاصِكَ". وقد قال بولس الرسول بهذا الخصوص: "فإِنَّكم جَميعًا، وقَدِ اعتَمَدتُم في المسيح، قد لَبِستُمُ المسيح".

والحال هذه، هل قد قَبِلنا العماد باسم إنسان؟ أصمت، أنت الّذي لستَ سوى إنسان؛ هل تريد أن تُسقِط منّا الرّجاء نهائيًّا؟ لقد عُمّدنا في إلهٍ صار إنسانًا؛ إنه يحرِّر من الآلام والأخطاء كل الذين يؤمنون به. "توبوا، وَلْيَعتَمِدْ كُلٌّ مِنكُم بِاسمِ يسوعَ المَسيح، لِغُفْرانِ خَطاياكم، فتَنالوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ القُدُس". إنه يحرّر المرتبطين به...، إنه يُنبع فينا طبيعته الخاصة... إنّ الابن الذي صار إنسانًا على مثالنا، لأنه هو الحياة لكل ما هو موجود.