رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

10 سنوات على ثورة 30 يونيو وتأثيرها على التوازنات الاستراتيجية ودور مصر

 ثورة 30 يونيو
ثورة 30 يونيو

10 سنوات علي ثورة 30 يونيو، ثورة الشعب المصري ضد جماعة الإخوان الإرهابية، وانتفاضة المصريين ضد محاولات تغيير الهوية والشخصية المصرية.

 

وبنجاح المصريين في إزاحة حكم الجماعة الإرهابية، ظهرت علي الساحة الدولية العديد من التأثيرات والنتائج التي ترتبت علي هذه الثورة، وعلي رأسها إقصاء حكم جماعة الإخوان عن حكم مصر. 

 

وفي كتابه “ثورة 30 يونيو وتأثيرها علي المعادلات والتوازنات الاستراتيجية ودور مصر، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يذهب دكتور مصطفي كامل محمد، إلي أن: الواقع يشير إلي أن ثورة 30 يونيو فرضت نفسها كأكثر المتغيرات أهمية علي الساحتين الدولية والإقليمية، حيث تميزت أحداثها بسرعة وكثافة تراكم تفاعلاتها، فأثرت تأثيرا بالغا علي المعادلتين الدولية والإقليمية، إذ يمكن تناول هذه الأحداث في استيلاء التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية علي حكم مصر بمساعدة الولايات المتحدة، بعد أن قدمت نفسها للإدارة الأمريكية بأنها البديل المناسب لنظام حكم الرئيس مبارك، وبعد أن أبدي هذا التنظيم الدولي استعداده الكامل، ورغبته الصادقة في صيانة مصالحها في المنطقة، بخاصة تلك التي تتعلق بأمن إسرائيل المطلق، فتظاهرت الولايات المتحدة بأنها وجدت البديل المناسب في هذا التنظيم، فعززت وصوله إلي حكم مصر ليتسق مع نظام الحكم في تركيا، وعملت علي التعجيل لإسقاط حكم مبارك، وتحقيق هدفها الرئيسي في المنطقة وفقا لمنظورها الجيوبوليتيكي في تحقيق مشروعها ”إعادة هيكلة وتشكيل الشرق الأوسط الكبير"، الذي يضيق ويتسع وفقا لهذا المنظور، وهو الهدف القائم علي تفكيك وتقسيم وتفتيت الدول العربية المركزية إلي كنتونات ضعيفة، وتوطين شعوبها علي أساس عرقي أو ديني أو طائفي أو مذهبي، وترسيم الحدود النهائية بينها بما يتماشي مع تركيبة الشعوب، وتصحيح حدود سايكس ــ بيكو، إذ تمثل مصر في المنظور الجيوبوليتيكي الأمريكي موقع القلب لمنطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فإن من يسيطر علي مصر فإنه لن يلبث طويلا حتي يسيطر على الشرق الأوسط بأسره.

 

ــ مساعي جماعة الإخوان لتغيير الهوية المصرية

ويمضي الكاتب مصطفي كامل محمد، مضيفا: وبمجرد وصول هذا التنظيم إلي حكم مصر، مارس كل صنوف الاستقواء والاستعداء والاستعلاء ضد جموع الأمة المصرية طوال عام الظلام الذي حكموا فيه، فأصدر رئيسهم  ما يسمي بـ “الإعلان الدستوري المكمل” الذي يهدف إلي تحصين مجلس الشوري واللجنة التأسيسية الثانية من الحل، ويهدف أيضا إلي تحصين جميع قرارات وقوانين ومراسيم الرئيس الإخواني “محمد مرسي” السابقة منها واللاحقة عنها علي حد سواء، وما ظهر منها وما بطن، والتي وصفها القيادي الإخواني البارز والضليع عصام العريان “بأن التاريخ سيذكر أن الله سبحانه وتعالي قد أنقذ بها الثورة، وأحبط بها خطط الكارهين الذين يتآمرون علي مصر من الداخل والخارج”، كما وصفها الرئيس الإخواني نفسه بأنها “تأتي بوحي من الله”، إذ يستخير الله قبل اتخاذها، ولذلك “لا يجوز الطعن عليها”.

 

ــ كيف اتخذت الجماعة الإرهابية الدين ذريعة؟

ويشدد مصطفي كامل محمد علي: هكذا اتخذ هذا التنظيم الإرهابي من الدين ذريعة، ومن القرآن حجة، ومن السنة جسرا لتثبيت حكمهم، وظنوا أن الدنيا قد خلت لهم، وأن نواميس الحياة لا تسري عليهم، ونسوا ما ذكروا به، فرحوا بما أوتوا، فحكموا علي معارضيهم بالكفر والإلحاد، ونسوا أن احترام رأي جموع  الأمة واجب، والتمسك بالرأي عناد، والرجوع إلي الحق فضيلة، والإصرار علي الخطأ نقيصة، والتعايش مع الجموع ضرورة، فقامت ثورة 30 يونيو لإسقاط نظام الحكم الإخواني الجائر.

 

ويشير الواقع إلي أن تفاعلات أحداث هذه الثورة قد بدأت قبل نحو شهرين تقريبا بفكرة عبقرية علي الرغم من بساطتها البالغة، التي عرفت بـ “حركة تمرد”، وتمكنت هذه الحركة من تجميع أكثر من 22 مليون وثيقة لسحب الثقة من الرئيس الإخواني، وحددت 30 يونيو بداية لفعاليات الثورة.