رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أيام الثورة والخلاص".. يونس مخيون الرئيس السابق لحزب «النور»: الإخوان أخلفوا وعدهم بعدم تقديم مرشح للرئاسة وقالوا «الدم هيكون للركب لو مرسى خسر»

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز و الدكتور يونس مخيون

من تحالف مع الإخوان لتوحيد صف التيار الإسلامى بعد يناير ٢٠١١، إلى مشاركة فى ثورة ضد حكم الإرهابية فى ٣٠ يونيو، وخلال تلك الأشهر كان حزب «النور» السلفى شاهدًا على انحرافات الجماعة التى أخلفت وعودها بعدم تقديم مرشح إسلامى فى انتخابات الرئاسة فى ٢٠١٢، ثم هددت بأن «الدم سيكون للركب» لو خسر مرشحهم محمد مرسى الانتخابات، قبل أن تنقلب على الجميع وتعمل على «أخونة الدولة» والانفراد بكل شىء، إلى أن أسقطها الشعب بجميع قواه وتياراته الفكرية والسياسية بعد عام واحد فقط من وصولها الحكم.

وحول تلك المرحلة، تنشر «الدستور» حوار الدكتور يونس مخيون، رئيس مجلس شيوخ حزب «النور» رئيس الحزب السابق، مع برنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز، على قناة «إكسترا نيوز»، والذى كشف خلاله عن كواليس الاتفاق والخلاف مع الجماعة الإرهابية، وكيفية تحول السلفيين من التحالف معها إلى الثورة ضدها، بالإضافة إلى تقييمه نهج الإخوان وفكرهم وأسباب تبنيهم خطاب التكفير والعنف ضد معارضيهم.

■ متى شعر حزب «النور» بأن هناك فراقًا سياسيًا بينه وبين جماعة الإخوان؟

- كنت شاهدًا على الأحداث، وفى قلبها، وما حدث فى ٣٠ يونيو هو ثمرة لأعمال وتصرفات كثيرة سبقت هذا اليوم نتيجة أخطاء متراكمة، فقد اتفقنا مع قيادات الإخوان بعد ٢٥ يناير على ألا يكون هناك مرشح يمثل التيار الإسلامى، حتى لا يحدث استقطاب فى الشارع وتكون نتيجته الصدام والفشل، وكان الإخوان مقتنعين بالفكرة ووعدوا بذلك، وصرح المرشد العام بذلك فى وسائل الإعلام، وقال: «لن نرشح أحدًا من الإخوان فى الرئاسة»، والقيادى سعد الكتاتنى أكد ذلك، لكننا فوجئنا بأنهم تقدموا بأوراق خيرت الشاطر، وعندما رُفض لأسباب معروفة، قدموا محمد مرسى، وكانت هذه أول نقطة خلاف مع الإخوان، وكان خيارنا ألا ننتخب مرسى.

■ هل برر الإخوان سبب تراجعهم عن الاتفاق الذى تم بينكما بعدم تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية؟

- للأسف لم يقدموا أى مبرر، ولم نعرف سبب التغير المفاجئ، وكانت وجهة نظرنا هى اختيار شخصية يتفق عليها الناس ولا تؤدى لاستقطاب فى الشارع ولا حدوث صراعات، واستقررنا على عبدالمنعم أبوالفتوح لأنه انفصل عن الإخوان، وكان يمكن أن يحصل عليه توافق من الشباب.

■ هل سمعتم أن الأمريكان وراء تقديم الإخوان مرشحهم للرئاسة؟

- خيرت الشاطر كان له فيديو معروف وقال فيه: لن نتقدم ونرشح أحدًا للرئاسة لأن الظروف المحلية والإقليمية والعالمية لا تقبل ذلك، ولن نكون تجربة مكررة لحركة «حماس»، ونحن لا نعرف سبب التغيير، ويمكن أن تكون هناك وعود خارجية، لكنها مجرد تخرصات وظنون، فليست لدينا معلومات.

■ بعد إعلان دعمكم لـ«أبوالفتوح».. هل حدثت اتصالات بينكم وبين الإخوان؟ 

- لم يحدث اتصال، فموقفنا كان واضحًا، والإخوان انزعجوا من الموقف، فكيف نرشح ونختار أبوالفتوح وقد نظموا حملة تشويه ضخمة ضده.

■ فى الجولة الثانية من الانتخابات كيف اتخذتم القرار بدعم مرسى؟ وهل جرت اتصالات بينكم وبين المرشح الرئاسى أحمد شفيق؟ 

- انتخابات الإعادة كانت بين محمد مرسى، ممثل الإخوان، وأحمد شفيق، الذى يمثل النظام السابق، ولم يكن ممكنًا انتخاب شخص يمثل النظام الذى قامت الثورة عليه.

وقبل ظهور نتيجة انتخابات الإعادة، أنزل الإخوان أتباعهم إلى الميادين، وقالوا: «لو خرجت النتيجة بعدم فوز مرسى هيكون الدم للركب»، وكان عندهم تيار استقلال القضاء وأعلنوا النتيجة، وهى أن محمد مرسى الفائز، وفى نفس الوقت، هدد أحمد شفيق وقال إنه يمكن أن يقضى على من فى الميادين خلال ١٢ دقيقة، فوجدنا الأمر أصبح صعبًا جدًا، وأننا مقبلون على صدام وكارثة، فقلنا لا بد أن يكون لنا دور ولا نقف موقف المتفرج.

ووقتها أرسلنا وفدًا للتواصل مع جميع الأطراف، وهى المجلس العسكرى والإخوان وأحمد شفيق، لتهدئة الوضع، وحملنا رسالة للإخوان من المجلس العسكرى، والإخوان قالوا: «هنرد»، لكن لم تكن لديهم رغبة فى أن يكون لحزب «النور» دور، وتواصلوا مباشرة مع المجلس العسكرى ولم يحدث توافق.

■ الرئيس إخوانى وحزب «النور» له كثرة عددية.. كيف عادت الاتصالات مع الإخوان بعد تولى مرسى الرئاسة؟

- سيطرة حزب «النور» على ثلث البرلمان كانت أمرًا مفزعًا لجماعة الإخوان، وعندما حصلت القائمة التى كنت فيها على أعلى الأصوات فى محافظة البحيرة حرص الإخوان على عرقلة خروج النتيجة، لذا أعلن القاضى عن النتيجة من محافظة القاهرة وليس البحيرة، لتجنب أفعال الإخوان المشاغبة التى كانت تحدث أمام اللجان الانتخابية.

وقد حرصت الجماعة على استبدال حزب «النور»، وساهمت فى تأسيس حزب «الوطن»، وشوهتنا من خلال الشائعات التى طالت كل من كان يتبع حزبنا، وذلك لتنفرد بالمشهد والحكم دون منافس، ولكن كان للشعب قرار آخر تحقق فى النهاية.

وقد تعاملنا مع واقع أن محمد مرسى أصبح رئيس الجمهورية، والإخوان أغلبية فى البرلمان، وكل مؤسسات الدولة تعاملت معهم، والمؤسسة العسكرية تعاملت معه باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة بحكم الدستور، وكنا حريصين على نجاح التجربة، لكن للأسف الشديد انفردوا بالقرارات، ولم يكن هناك أى نوع من المشورة، ولا يستمعون إلى النصح.

■ الإخوان اختاروا من حزب «النور» بعض المساعدين والمستشارين فى الفريق الرئاسى

فما كان دورهم؟

- كان ثلاثة من قيادات الحزب ضمن المجلس الاستشارى لمرسى، وهم الدكتور خالد علم الدين، والدكتور عماد عبدالغفور، والدكتور بسام الزرقة، لكن معظمهم استقال نتيجة للتهميش، وكان الأمر مجرد مسمى فقط وليس لهم أى دور، فالإخوان اتهموا الدكتور خالد علم الدين باتهامات باطلة، وطلعوا كلام فى الإعلام لا أساس له من الصحة.

■ هل فوجئتم بسلوكهم معكم فى تلفيق الاتهامات؟ 

- الإخوان لا يتورعون عن فعل أى شىء، لكن لم نتخيل سلوكهم، خصوصًا أنهم يمثلون التيار الإسلامى، ومن المفروض أن يكونوا على درجة كبيرة من الأمانة والصدق والسلوك المنضبط بالإسلام، وليس تشويه صورة الناس والكذب عليهم وإلصاق التهم بهم، فهذا أمر خارج عن نطاق الأخلاق، وكان نقطة خلاف حاد بيننا وبينهم، فأقمنا مؤتمرًا صحفيًا، وبسام الزرقة أعلن عن استقالته من منصب مستشار رئيس الجمهورية، وظل الدكتور عماد عبدالغفور فى عمله.

■ الدكتور عماد عبدالغفور كان رئيس حزب «النور» وانفصل وشكّل حزب «الوطن» وقيل إن خيرت الشاطر وراء هذا التأسيس.. فهل كان الغرض منه ضرب كيانكم؟

- قطعًا، الدكتور عماد عبدالغفور كانت له وجهة نظر لإدارة الحزب، وينفرد بالتصرفات، وعملنا مؤسسى وليس فيه انفراد بالقرار، لذا عندما كان يتصرف انفراديًا خفنا على توريط الحزب، وبطريقة سلمية تم استبداله باجتماع الجمعية العمومية وصححنا المسار.

وحزب «الوطن»، الذى أسسه عماد عبدالغفور، سيطر على مقر حزب «النور» فى المعادى، وزارهم فى المقر بعد ربع ساعة حازم صلاح أبوإسماعيل، وكان واضحًا أن هناك من يُشعل الأزمة، وأن هناك أحدًا وراء الحزب الجديد، وهو ما استنتجناه، لأن الشواهد تقول ذلك.

■ كيف تعامل مرسى مع ملف «أخونة الدولة»؟ 

- عندما واجهت محمد مرسى بملف «أخونة الدولة»، الذى كشفت فيه عن أسماء قيادات إخوانية تحتل مناصب فى الحكومة من ١٣ محافظة، قال لى: هؤلاء ليسوا بإخوان وليسوا تابعين لنا، فقلت له: «يا دكتور مرسى هو إحنا هنحلل لهم دم؟، ما هو معروف دول إخوان ولا لأ»، ثم وصلنا إلى طريق شبه مسدود وحدث انسداد سياسى فى البلد بشكل عام.

■ ما تفاصيل مبادرة حزب «النور» التى تقدمتم بها لـ«مرسى»؟ 

- عندما توليت قيادة حزب «النور» نظمت مبادرة، وهى نفس المبادرة التى أعلنها الدكتور محمد مرسى فى آخر خطاب له، وبنفس البنود، وقال إن هذه المبادرة تقدم بها بعض القوى السياسية والقوات المسلحة.

وبالفعل، كان الجيش قد تقدم بعدها وفى ليلة ٣٠ يونيو بمبادرة كانت مطابقة لما تقدمنا به، ولم يكن بها مقترح إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وإنما حل مشكلة النائب العام، وإقامة ميثاق شرف إعلامى، وتغيير الوزارة، وإجراء حوار وطنى، وإذا كانت هناك تغييرات فى بعض بنود الدستور فإن ذلك يجب أن يكون بالتوافق، وكلها كانت أشياء سهلة جدًا، لكنهم لم يستجيبوا، وكل القوى قبلت هذه المبادرة ما عدا الإخوان، وشوهوا صورتنا تشويهًا غريبًا، واتهمونا بخيانة التيار الإسلامى وشق الصف، وأننا ارتمينا فى أحضان العلمانيين و«جبهة الإنقاذ»، كما شنوا علينا حربًا شعواء فى كل مكان.

■ كيف تعامل حزب «النور» مع «جبهة الإنقاذ» عندما بدأ الحراك فى الشارع ضد الإخوان؟ 

- عندما بدأ الحراك ضد الإخوان كنا نشعر فى حزب «النور» بالخطر، وقد كتبت منشورًا على صفحتى الخاصة على موقع «فيسبوك» ووجهته للدكتور مرسى، وقلت له فيه: «تدارك الأمر قبل غرق السفينة».

وعندما أطلق حزب «النور» مبادرته للحل كانت شاملة ولاقت القبول، وقد أعلنت عن هذه المبادرة فى مؤتمر صحفى، وتلقيت اتصالات كثيرة من السيد البدوى، رئيس حزب «الوفد» وقتها، وغيره من الذين رأوا أن هذه المبادرة إيجابية جدًا، ودعانا هؤلاء للقاء لعرض المبادرة، ولم نكن نمتلك مقرًا وقتها، فعرضناها فى مقر حزب «الوفد»، وذهبنا أيضًا لعرض مبادرتنا على «الجماعة الإسلامية» وحزب «البناء والتنمية»، حتى نسوّق وجهة نظرنا، وكان غرضنا هو لم الشمل وإخراج البلد من الأزمة التى يمر بها. 

وبعدها ذهبنا إلى لقاء «جبهة الإنقاذ» فى مقر حزب «الوفد»، ولم تكن هذه المرة الأولى التى نلتقيهم، فقد كانت هناك لقاءات قبل ذلك أثناء الترتيب للدستور، وكانت علاقاتنا جيدة وطيبة مع الكل، دون عداء مع أحد، وكنا حريصين على التواصل والتعاون باعتبارنا جزءًا من كل، وعندما عرضنا المبادرة لاقت قبولًا من الجميع، ما عدا الإخوان، الذين هاجمونا هجومًا شديدًا.

■ ما موقفهم من اتصالكم بـ«جبهة الإنقاذ»؟

- الإخوان رفضوا مبادرة حزب «النور» ولم يكتفوا بذلك، بل شنوا حربًا عن طريق الكتائب الإلكترونية اتهمونا فيها بخيانة التيار الإسلامى وشق الصف والارتماء فى أحضان العلمانيين، وفى اجتماعاتهم مع بعض الشخصيات السياسية نفوا أنهم ناقشوا مبادرتنا، لأنهم استكثروا أن يكون لحزب «النور» دور، وأن يطرح مبادرة تلقى قبولًا.

فالحزب، رغم حداثته فى الحياة السياسية فإنه كانت لديه خلفية شرعية وإدراك لفقه المصالح والمفاسد والشورى، وكانت تصرفات أعضائه عاقلة ومنضبطة، فهو يضع مصلحة الوطن نصب عينه، فمصلحته هى الأهم، لأنه لن يكون لنا وجود دون وطن.

■ ما حقيقة طرحكم مقترح إقامة مجلس رئاسى بعد مرسى؟

- فكرة المجلس الرئاسى لم تكن فكرتنا، بل كانت فكرة بعض القوى الأخرى، لكنهم لم يتفقوا عليها.

■ كنتم تشكلون أغلبية البرلمان مع الإخوان وحمّلكم كثيرون مسئولية المسار الذى اتخذه الدستور.. فكيف خرج دستور ٢٠١٢ بهذا الشكل؟

- كان هدف حزب «النور» الأساسى فيما يتعلق بالدستور هو الحفاظ على الهوية وفكرة الشريعة الإسلامية، ووجود الأزهر كمرجعية، وكان الحزب يقف بالمرصاد لأى مواد فى الدستور تصادم الهوية والشريعة، وكان صدامنا مع الليبراليين والعلمانيين، كما كان صدامنا الأساسى مع الإخوان هو كيفية إدارة المشهد واختيار الأشخاص.

وقد وجهنا وقتها دعوات لكل الأحزاب لمواجهة هيمنة الإخوان على تشكيل لجان البرلمان، كما أن الإخوان عرضوا علينا التنسيق فى انتخابات لجان البرلمان ورفضنا، لأن حزب «النور» متشدد فى الثوابت ولدينا مرونة للتوافق فى أمور أخرى.

■ «الإخوان» فى لحظة كانت تصور نفسها على أنها الدين وترفع شعار «اللهم أمتنى على الإخوان» ووصلوا أحيانًا فى التعامل مع مرشدهم إلى شىء من القداسة.. فما تقييمك الشرعى لفكر الجماعة ومنطلقاتها الفكرية؟

- بيننا وبين الإخوان اختلافات فكرية وجوهرية من قبل ثورة ٣٠ يونيو، منها على سبيل المثال مسألة «البيعة» والسمع والطاعة المطلقة، فكيف يكون محمد مرسى رئيسًا للجمهورية ولكل المصريين وفى عنقه بيعة للمرشد، وكان لا بد له أن يتحلل من هذه البيعة طالما أصبح رئيسًا.

والمسألة الثانية فى اختلافنا مع الإخوان هى عدم اهتمامهم بالعلوم الشرعية، لأنهم لا يهتمون بالناحية العلمية نهائيًا، وهذه مشكلة كبيرة جدًا، فالحكم إما أن يكون بالشرع أو بالهوى، وأنا أقول لو أن الإخوان احتكموا للشرع فى كل صغيرة وكبيرة لكانت سارت أمورهم بشكل صحيح.

وفى الدعوة السلفية هناك حرمة للدماء، فهى شىء مقدس وكذلك حرمة للمواطنين، وأى شىء به أذى لمؤسسات الدولة هو حرام، كما أن التكفير والتفجير من المحرمات.

ولذلك، ونتيجة لعدم اهتمام الإخوان بالأمور الشرعية وعدم تحصينهم شبابهم وجدنا منهم نزعة التكفير التى ظهرت خاصة بعد ٣٠ يونيو، و٣ يوليو، بعدما كفروا كل مخالف لهم، لدرجة أنهم كفرونا نحن أيضًا، بالإضافة إلى الاستهانة بالدماء وتنفيذ التفجيرات، وقد كنا شاهدين على أن مرتكبى هذه الجرائم هم الإخوان.

■ هل ترى أن ممارسات الإخوان فاقت أساليب الحزب الوطنى؟

- نعم، سلوك الإخوان فى انتخابات مجلس النواب كان مفاجأة كبيرة لكل الشعب المصرى، إذ فعلوا الكثير من الأفعال غير الأخلاقية التى لا يصدقها العقل، وقاموا بالتشويه والتزوير وتلطيخ السمعة من أجل الوصول للمناصب، لذا يمكن القول إن ممارساتهم فاقت أساليب الحزب الوطنى بأكمله، وجميع أفعالهم كانت لا تدل على أن هذه الجماعة تعمل وفق أسس الدين الإسلامى.

والإخوان كانوا ينظرون لأنفسهم نظرة تتلخص فى أنهم يشعرون بالسيادة على الجميع، وأنهم الجماعة الإسلامية الأم، والجهة الوحيدة التى تفهم الدين الإسلامى، وأن الخارج عنهم لا يتبع الدين، وكان لديهم شعور بالاستعلاء وأنهم يعيشون فى مجتمع ملىء بالشخصيات الجاهلة، لذا كانوا يرون أن لهم الحق فى الحديث باسم الدين الإسلامى.

■ ما تعليقك على منهج «حازمون»؟

- رابطة «حازمون» انتهجت نهج عنف، ولهذا تم استغلالها من قِبل الجماعة، فكانت أداة لعنف الإخوان، الذين كانوا يريدون استخدامنا بنفس الطريقة لكننا لم نستجب لدعواتهم المتكررة.

وقد دعتنا الجماعة الإرهابية للمشاركة فى أحداث رابعة، لتجاوز الأزمة بالعنف وليس العمل على حلها بشكل سلمى، فرفضنا ذلك.

■ هل استفدتم كحزب «النور» والدعوة السلفية فى تجربتكم السياسية من إخفاقات الإخوان؟

- نعم.. كل إخفاقات الإخوان كانت دروسًا وعِبرًا بالنسبة لنا وللأجيال القادمة، وذلك لأن نهج الإخوان فى رغبتهم فى السيطرة على كل شىء وتجاهل الناس لا ينفع، فنحن قدرنا أن نكون فى بيت واحد.

وحزب «النور» أخلاقه لا تتجزأ، وقمنا بدخول السياسة بأخلاق الإسلام، ولكن كان للإخوان نهج مختلف، فقد تعمدوا إسقاط الدكتور عبدالمنعم شحات فى الانتخابات، وتحالفت الجماعة مع المنافس، لذا يصح أن أقول إن الإخوان كان عندهم استعداد لدعم أى حزب سوى حزب «النور»، فهو لا يبيع المبادئ من أجل المناصب، وإذا تعارض الحزب مع مصلحة الوطن فسنقوم بحله على الفور.

■ ما القضايا التى يدعمها الحزب؟

- السلفية العامة متواجدة بكثرة فى القاهرة، ونحن فى الدعوة السلفية نتبع منهجًا واضحًا، وندعم قضايا بعينها، مثل تجريم التكفير والعنف، ونحصن الشباب من الانجراف وراء تلك الأفكار الضالة التى يغرسها الإخوان فيهم، وبعض من كان يتبع المنهج السلفى العام انساق وراء أكاذيب الإخوان الخداعة، وتم تكفيرنا ومهاجمتنا من هؤلاء بسبب عدم مساندتنا لهم فى أحداث رابعة.

مَن كان يحكم مصر بالفعل وقت الإخوان؟

- قرار الحكم فى الإخوان لم يكن ملك الرئيس المعزول محمد مرسى، والدليل على ذلك تراجعه عن الكثير من القرارات الرسمية التى كان يتخذها. وعندما عرضت عليهم مبادرة حزب «النور» أخذنا وعدًا من مرسى بعرض المبادرة فى أول حوار وطنى، وأثناء هذا الحوار وجدنا أن الاتفاق لم يعد له وجود على أرض الواقع. وعندما قامت القوات المسلحة بدعوة رموز الأحزاب المصرية فى مبنى القوات الجوية بهدف إحداث تقارب بين الأحزاب، تم الاعتذار عن اللقاء فى صباح نفس اليوم، بسبب رغبة الإخوان فى ألا يكون للقوات المسلحة دور فى الحياة السياسية، لذا فإن أفعال مرسى كانت تضع القوات المسلحة فى حرج كبير، وكانت خير دليل على أن قراره لم يكن بيده، لأن السطوة الحقيقية للإخوان كانت بيد خيرت الشاطر، وكان شديد الكره لحزب «النور»، لكونه يعلم أننا ننافسه ونرفض توجيهاته.