رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاده.. هكذا ارتبط اسم "لوركا" بآخر معقل للعرب فى إسبانيا

فيديريكو جارثيا لوركا
فيديريكو جارثيا لوركا

فيديريكو جارثيا لوركا، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1898، شاعر وكاتب مسرحي ورسام وعازف بيانو إسباني، ويعد من أبرز الشعراء في إسيانيا خلال القرن العشرين.

 

كان لميلاد "لوركا" في مقاطعة فيونيت فاجودس بغرناطة كبير الأثر في تكوينه الفني والإبداعي، حتى إنه عرف بين الأوساط الأدبية في إسبانيا بأنه "شاعر الأندلس".

 

وفي كتابه "لوركا شاعر الأندلس"، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، عام 1993، يذكر مؤلفه المترجم ماهر البطوطي، أن لوركا سئل ذات يوم عن سقوط الحكم العربي في غرناطة عام 1492 ميلادية، فأجاب قائلا: "لقد كان يوما أسود، رغم أنهم يذكرون لنا عكس ذلك في المدرسة، لقد ضاعت حضارة مدهشة، وشعر، وفلك، ومعمار، ورقة لا نظير لها في العالم، وحلت محلها مدينة فقيرة خانعة، تزخر بطالبي الصدقات، وحيث توجد الآن أسوأ طبقة برجوازية في إسبانيا.  

 

ويشدد "البطوطي" علي: وتعد هذه العبارات أصدق دليل على مدى تأثر الشاعر الفنان فيديريكو جارثيا لوركا، بمسقط رأسه وبيئته الغرناطية التي نشأ في أحضانها، بكل ما تنبض فيها من أجواء عربية وأندلسية بقيت آثارها على مر القرون، ولقد استبانت تلك الأجواء في شعره وفي مسرحياته التي استلهم فيها الروح الشعبية في قري الأندلس ومدنه.

 

ــ من "عين الدمعة" رحل فيديريكو جارثيا لوركا

ويضيف "البطوطي" عن الأثر الذي تركته البيئة الغرناطية الأندلسية في فن وشعر "لوركا": ومن غريب الطالع أن يرتبط موت الشاعر فيديريكو جارثيا لوركا في عام 1936 باسم عربي كذلك، إذ إن مصرعه الفاجع قد وقع في بقعة لاتزال تعرف باسمها العربي "عين الدمعة" بقرية "فرنار" من أرباض "غرناطة"، وهكذا كان مولد الشاعر وموته في تلك المدينة الأندلسية التي ارتبطت باسمه وأعماله، غرناطة، تلك المدينة الحبيبة إلى قلب كل عربي، غرناطة، آخر معقل للإسلام وللعرب في إسبانيا، تلك البلدة الجميلة التي تقع أجزاء منها فوق تلال عدة، وتنبسط أجزاء أخري تحت أقدام تلك التلال، وتمتد في الغرب منها رقعة واسعة من الأراضي الزراعية شديدة الخصوبة، يغذيها نهرا "حدرة" و"شنيل"، اللذان تغني بهما شعراء العرب ثم شعراء الإسبان من بعدهم ومنهم "لوركا" بالذات، واللذان يستمدان مياههما من ثلوج أعلي جبال المنطقة، “سييرا نيفادا” التي سماها العرب جبال "شلير"، وبجوارهما جبال البشرات، وتعد تلك الرقعة الزراعية الغرناطية من أخصب المناطق في البلاد وأكفها زراعة، وقد قال عنها الرحالة العرب الأولون أنها تفوق غوطة دمشق مساحة وخصبا.