رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بعيد زيارة السيدة العذراء

السيدة العذراء
السيدة العذراء

تحتفل الكنيسة اللاتينية بعيد زيارة القدّيسة مريم البتول إلى اليصابات، حيث ورد في الإنجيل بحسب ما ورد في بشارة القديس لوقا إنه قامت مريم فمضت مسرعة إلى الجبل إلى مدينة في يهوذا، ودخلت بيت زكريا، فسلمت على أليصابات، فلما سمعت أليصابات سلام مريم، ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت من الروح القدس، فهتفت بأعلى صوتها: مباركة أنت في النساء ! ومباركة ثمرة بطنك ! من أين لي أن تأتيني أم ربي؟ فما إن وقع صوت سلامك في أذني حتى ارتكض الجنين ابتهاجا في بطني فطوبى لمن آمنت: فسيتم ما بلغها من عند الرب.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: تصعد العذراء اليوم، ممجّدة إلى السماء. تُفرِح الملائكة والقديسين. فهي حتمًا، التي ألقت السلام بكلمة بسيطة فجعلت الجنين يرتكض فرحًا وهو ما زال في أحشاء أمّه.. يا له من فرحٍ كبير، فرحُ الملائكة والقديسين عندما تمكنّوا من سماع صوتها ورؤية وجهها، والتمتّع بحضورها المبارك! أيّها الأخوة الأحبّاء، يا له من عيدٍ لنا في صعودها الممجّد، ويا له من سبب بهجةٍ ونبع فرحٍ اليوم! إن حضور مريم ينير العالم بأكمله، وتتألّق السماء مضاءة بشعاع العذراء كليّة القداسة. لذا، فبحق يدوّي في السماوات عمل المحبة والتمجيد. 

أما بالنسبة إلينا...، بما أن السماء تفرح بحضور العذراء، أليس من المنطق أن يبكي عالمنا في الأسفل غيابها؟ لكن لا، لا يجب أن نتذمّر، إذ ليست لنا هنا مدينة باقية  نحن نبحث عن المدينة التي وصلت إليها العذراء مريم اليوم. إن كنّا مُدْرَجين ضمن عدد سكان هذه المدينة، فيليق اليوم إذًا أن نتذّكرها...أن نتشارك فرحتها، وأن نشارك في هذا الابتهاج الذي يُفرح مدينة الله؛ هي تعود وتنزل كالنّدى على أرضنا. نعم، لقد سبقتنا ملكتنا، سبقتنا واسْتُقبِلَت بتمجيد يجعلنا، نحن خدّامها المتواضعين، نتبعها بكلّ ثقة ونحن نهتف [مع العروس في نشيد الأناشيد]: "أَطْيابُكَ طَيِّبَةُ الرَّائِحة...إِجذِبْني وَراءَكَ فنَجْري". أيها المسافرون في الأرض، لقد أرسلنا أمامنا المدافعة عنّا... أمّ الرّحمة لكي تدافع بقوّة عن خلاصنا.