تجديد التاريخ فى مناهج التعليم...
بعد كل ما اثارته ازمة فيلم كليوباترا الاخيره... وبعد تلك الدوشه التى احدثتها عملية التعامل مع ملامحنا فى جداريات جرافيكس ومنتجات مياه غازيه... اجدنى مضطرا للسوال... خاصة ونحن فى سياق حوار وطنى غير مسبوق نتابع فعالياته يوميا.... هل نحن فى حاجه لاعادة صياغة لعلاقتنا بالتاريخ المصرى... هل نحن فى حاجه لاعادة صياغة علاقتنا باللغة المصريه... يبدو اننا نحتاج اللى ذلك وبسرعه وعلى عجل....
ازيدكم من الشعر بيتا ومن الأسئلة سؤالا احسبه مهما... هل يفكر الساده الذين يضعون مناهج اللغه والتاريخ لاولادنا فى المدارس فيما يحدث حولنا من شتات فكرى اذا ما احسنت الظن ومن ترتيب خبيث لاعادة كتابة التاريخ المصرى بهوى وخبث وسلب هوياتنا البصريه والانسانيه معا... ماذا يبقى لنا بعد جيل او جيلين واطفالنا يتهربون من دراسة لغتهم الامه فضلا عن معرفتهم المعدومه بالعربيه... ماذا يبقى لهم والتاريخ الذى يعرفون القشور منه يجرى تشويهه على المنصات الامريكيه وباموال غير محدوده... ؟هل ما ندرسه لاطفالنا فى مدارسنا من الاصل يصلح لان يتسلح به ابناء الجيل الجديد فى مواجهة كل تلك التقلبات من حولنا....
لقد اهدرنا فى سنوات فرصا غير قليله لمواجهة تلك الظواهر... لكننا اختصرنا كل المطلوب فى تقنيات وسيطه فى عمليات التعليم والتعلم ونسينا الاصل... نظره صغيره الى مايدرسه اطفالنا... وعسى ان نستغل حوارنا الوطنى ونقترب من اصل المشكله... من بيت الداء... من يضع هذه المناهج... من هم... وهل لديهم هدف يتناسب مع طموح هذه البلاد التى تبنى فى كل شبر فى البلاد... وتصنع ملامح جديده للتاريخ والجغرافيا... لست من اللذين يتعصبون لتاريخنا... ولا لغتنا... لكننى ضد ان نتركهما للهواه الذين يكتبون هذه المناهج بطريقة جعلت اولادنا يهجرون كلاهما.... اللغه والتاريخ...
فى مشهد عابر ليحى الفخرانى فى احد الافلام لا اذكر اسمه يسال يحى ابنه... مش عايز تروح حصة العربى ليه... فيقول الطفل بعد ان يستخرج كتابه عشان منافقين... ابوتمام بيمدح الخليفه بعد ان يعطيه مالا فى اول الكتاب... ويذمه فى اخر الكتاب عندما يمنع عنه هذا المال... كان ذلك الامر منذ سنوات وانتبهت له الدراما... لكن من ينتقى الشعر فى مناهج العربيه لم ينتبه... وحتى هذه اللحظه التى يدخل فيها اولادنا موسم امتحانات جديد نرى العجب العجاب فى هذه المناهج... اننى اسال بجدية ماذا يستفيد اطفال مصر من هذه المعلقات وشعراءها ولغتها العقيمه المنفره.... لقد توقفوا عند شوقى ربما... وعندما ارادوا اضافة شعراء جدد جاءوا ببشر لم نسمع بهم يكتبون كلاما تافها ومملا وسخيفا يسمونه شعرا ويطلبون من اطفالنا فى زمن الذكاء الاصطناعى ان يخفظوه... ماذا يدرس تلاميذنا حتى خروجهم من الجامعه عن تاريخ مصر... القديمه والحديثه... الامر يحتاج الى تدخل عاجل.. وحوار حقيقى.... الخكايه لم تعد كتب محفوظات يلقيها الامهات الى بائع الروبابيكيا نهاية كل موسم... من يصنع تلك الافلام فى هوليود يعرف ماذا يفعل جيدا... الحكايه مش كليوباترا بيضا ولا سمرا... الحكايه ان اطفالنا الذين لم يجدوا عنها شيئا فى التاريخ الذى يدرسونه يعتقدون انها مجرد رسمه على علبة سجاير...
