رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهم اجتماعات تنموية إفريقية

تحت عنوان «حشد موارد القطاع الخاص لتمويل دعم المناخ والنمو الأخضر فى إفريقيا»، تعقد «مجموعة بنك التنمية الإفريقى» اجتماعاتها السنوية فى مدينة شرم الشيخ، بحضور عدد من رؤساء الدول الإفريقية الشقيقة، والمؤسسات الإقليمية، ورؤساء الحكومات، ومحافظى البنوك المركزية ووزراء مالية الدول الـ٨١ الأعضاء فى المجموعة، والأكاديميين وممثلى وكالات التنمية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، والمجتمع المدنى و... و... وفى كلمة الافتتاح، أكدّ الرئيس عبدالفتاح السيسى، مجددًا، أن مصر مستمرة فى دفع جهود تحقيق التنمية الاقتصادية لدول القارة الإفريقية على المستويين الإقليمى والدولى.

المجموعة، التى تأسست سنة ١٩٦٤، تضم ثلاثة كيانات: بنك التنمية الإفريقى، الصندوق الإفريقى للتنمية، والصندوق الائتمانى النيجيرى. وكما كانت «دولة ٢٣ يوليو» شريكًا رئيسيًا فى تأسيس المجموعة، صارت «دولة ٣٠ يونيو» ثانى أكبر المساهمين الإقليميين فيها، بعد نيجيريا، وبلغت فيمة الاستثمارات التراكمية لمجموعة البنك فى الدولة المصرية حوالى ٧ مليارات دولار، مع محفظة نشطة تبلغ قيمتها ١.٤ مليار دولار. ومِن عبدالرحمن دياو، مديرها القُطرى الجديد فى مصر، عرفنا أن المجموعة تعمل مع جمعية «رجال الأعمال المصريين الأفارقة» على استكشاف مجالات التعاون المحتملة ودعم نمو القطاع الخاص المصرى.

تضمنت الجلسة الافتتاحية لاجتماعات هذه السنة، التى نراها أهم الاجتماعات التنموية الإفريقية، حوارًا رئاسيًا رفيع المستوى حول هيكل النظام المالى العالمى، ودور المؤسسات التنموية متعددة الأطراف فى تعبئة تمويل القطاع الخاص للتكيف مع التغيرات المناخية، وتحقيق النمو الأخضر فى القارة الإفريقية. وأعرب خلالها الرئيس السيسى عن تقديره الدور الحيوى، الذى تقوم به المجموعة، خاصة فى ظل التحديات الاقتصادية المتنامية. كما أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أن هناك دورًا قويًا يمكن أن يقوم به بنك التنمية الإفريقى فى الفترة المقبلة، لتأمين احتياجات دول القارة من التمويل الميسر بصورة جزئية مع باقى المؤسسات الدولية، لمساعدتها فى تنفيذ مشروعاتها التنموية ومواجهة التغيرات المناخية.

اجتماعات المجموعة السنوية، المستمرة حتى بعد غدٍ الجمعة، تشمل الدورة الثامنة والخمسين للجمعية السنوية لمجموعة البنك، والدورة التاسعة والأربعين للصندوق الإفريقى للتنمية. وكانت البعثة التحضيرية، التى يترأسها فينسنت نمهيلى، الأمين العام للمجموعة، قد زارت شرم الشيخ، فى فبراير الماضى، وأشادت بما تتمتع به المدينة من بنية تحتية قوية، ومرافق خدمية على أعلى مستوى. واليوم، بات واضحًا أن الدولة المصرية لم تدخر جهدًا لجعل اجتماعات هذه السنة متميزة واستثنائية.

مع مراجعة أنشطة المجموعة خلال السنة الماضية، تركز اجتماعات المجموعة، هذه السنة، على كيفية الاستفادة من موارد إفريقيا الطبيعية غير المستغلة، وسبل تعميق التعاون بين الأفارقة وتشجيع التكامل الاقتصادى القارى، والإجراءات الرئيسية التى يتطلبها تحقيق النمو الشامل والتنمية المستدامة فى دول القارة، ودور التكنولوجيا المالية فى إطلاق التمويل المستدام والتحول إلى الاقتصاد الأخضر. إضافة إلى بحث سبل توفير المزيد من الاستثمارات للدول الإفريقية، بناء على مقررات قمة شرم الشيخ للمناخ، «كوب ٢٧»، التى كان أبرزها انتزاع الموافقة على إنشاء «صندوق الخسائر والأضرار». 

أيضًا، سيتم خلال الاجتماعات تقييم استجابة الدول الإفريقية لتأثيرات الأزمة الأوكرانية على الأمن الغذائى، وستنظم «المؤسسة الإفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية» جلسة، لمناقشة أعمالها ودورها، يشارك فيها خبراء ومسئولون من قطاع الصحة فى مصر والقارة والعالم، وتطرح خلالها بادماشرى جيل سامباث، كبيرة مستشارى رئيس البنك للأدوية والصحة، مبادرة تستهدف تسهيل تحديث قطاع الأدوية وتحفيز نقل التكنولوجيا لدول القارة. وبمشاركة «مجلس معايير الاستدامة الدولية»، ISSBK، تعقد المجموعة أيضًا حوارًا رفيع المستوى بشأن حاجة المستثمرين الملحة لتحسين الإفصاح المالى المتعلق بالاستدامة فى المنطقة الإفريقية.

.. وأخيرًا، نتطلع، كما تطلّع حسن عبدالله، محافظ البنك المركزى المصرى، الرئيس الحالى لمجلس محافظى «مجموعة بنك التنمية الإفريقى»، إلى أن تثمر الاجتماعات السنوية للمجموعة عن بلورة رؤية واقعية واضحة لخارطة طريق مستقبلية، تتعامل مع كل القضايا والموضوعات المطروحة للنقاش، وتوجد آليات تمويلية جديدة ومبتكرة لتعزيز قدرات دول القارة على مواجهة التحديات، وتحقيق النمو الاقتصادى الشامل.