رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة عن واقعة المخلع: تدخل سماوى لشفاء الأمراض

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس بأسبوع المخلع حيث تتذكر الماء المتحرّك في بركة الضأن ومعجزة شفاء المخلّع.

وعلى خلفية الاحتفالات، قال الأنبا نيقولا أنطونيو، متحدث الكنيسة الرسمي في تصريح له: لقد صعد يسوع إلى أورشليم، كما ذهب إلى السامرة ليقابل السامريّة. وفي أورشليم عند باب الضأن بركة يقال لها بالعبرانية «بيت حسدا» أي «الرحمة الإلهيّة»، ولها خمسة أروقة.

باب الضأن هو باب في سور أورشليم وبجانبه الحظيرة التي كانوا يأتون منها بالخراف لتقديمها ذبائح في الهيكل، تكفيرًا عن الخطايا. والأرجح أن الكهنة كانوا يغسلون الخراف في بركة قريبة تسمّى بركة بيت حسدا أو البركة الغنميّة. هناك جلس المخلّع ينتظر مَن يرميه في الماء.

هنا نرى تدخّلاً سماويًّا عجائبيًّا في العهد القديم لشفاء أمراض ميؤوس من شفائها. وفكرة الماء الذي فيه قوّة الشفاء والحياة موجودة في العهد القديم وما هي إلّا استباق لمجيء الطبيب الشافي نفسًا وجسدًا. فالمسيح في العهد الجديد شفى الأعمى بأن صنع له مقلتين من طين ثم أمره أن يغتسل في بركة سلوام، إشارة لما يعمله الروح القدس عندما يغتسل الإنسان تائبًا وطالبًا رحمة الله. يقول القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم إنّ النصّ الإنجيليّ هذا تصوير مسبق للمعمودية. وتحريك الماء إشارة إلى ما سيعمله الروح القدس في كلّ من ينال المعمودية المقدسة.

ويقول القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو: "كانت للناس علامةٌ، أمّا أنتم فلكم الإيمان. عليهم كان ينزل ملاكٌ، وعليكم ينزل الروح القدس. لأجلهم كانت الخليقة تتحرّك، ولأجلكم يعمل المسيح نفسه، ربّ الخليقة. آنذاك واحدٌ فقط كان ينال الشفاء، والآن يصبح الجميع أصحّاء. تلك البركة كانت رمزًا لتؤمنوا بأنّ قوّة الله تنزل على هذا الجرن (جرن المعموديّة)".

كما يرى القدّيس امبروسيوس أيضًا: "أنّ نزول الملاك يرمز إلى نزول الروح القدس الذي ينزل في أيّامنا ويقدّس المياه التي تحرّكها صلاة الكاهن. في ذلك الوقت كان الملاك خادمًا للروح القدس، والآن نعمة الروح أمست دواءً لأمراض نفوسنا وأذهاننا".

طالما هاجم نقّاد الكتاب المقدّس هذا النص إذ لم يستدلوا على بركة بهذا الاسم، إلى أن تم اكتشاف البركة فعلًا ووجدوا لها ٥ أروقة ووجدوا أنّها انطمست أثناء غزو الرومان. والأروقة هي دهاليز مسقوفة تستعمل كأماكن انتظار للمرضى. والبركة طولها ١٠٠متر. وعرضها يتراوح بين ٥٠ و٧٠مترًا. وحولها أعمدة قسمت المساحة لخمس صالات للانتظار. وكان اليهود يستخدمون هذه البركة للتطهير الناموسي ويتركون ملابسهم في الأروقة، إلى أن حدثت ظاهرة تحريك الماء فتحوّلت البركة إلى مكان استشفاء. وكان المرضى يضّطجعون في هذه الأروقة. وكانت هذه الظاهرة علامة على قرب مجيء المسيح الشافي الذي كان اليهود ينتظرونه.