رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنيسة اللاتين: الله يمنح المؤمن حياة مختلفة وحكمة ومواهب

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الثلاثاء السادس للفصح، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: الماءُ الَّذي أُعطِيهِ إِيَّاهُ يصيرُ فيه عَينَ ماءٍ يَتفَجَّرُ حَياةً أَبَديَّة".. هي مياه جديدة أبدًا، حيّة ومتدفّقة، متدفّقة للّذين يستحقّونها. ما هو سبب تسمية عطيّة الرُّوح "ماء"؟ لأنّ الماء هو أساس كلّ شيء؛ لأنّ الماء يعطي النبات والحياة؛ لأنّ الماء ينزل من السماء بشكل مطر؛ لأنّه، مع أنّه ينزل تحت شكل واحد، إلّا أنّه يفعل بعدّة أشكال... هو مختلف في النخلة، مختلف في الكرمة، يجعل ذاته بكليّته للكلّ. ليس له إلّا طريقة واحدة للوجود، وهو ليس مختلفًا عن ذاته. المطر لا يتبدّل عندما يهطل هنا أو هناك ولكن، بتكيّفه مع بُنية الكائنات الّتي تتلقّاه، يُنتج في كلّ واحدٍ ما هو مناسب له.

هكذا يتصرّف الرُّوح القدس. مع أنّه واحد، بسيط، وغير قابل للتجزئة، يوزّع "على كُلِّ واحِدٍ ما يُوافِقُه كما يَشاء". كما أنّ الخشب الجافّ، عندما يختلط بالمياه، ينتج البراعم، كذلك هي حال النّفس الّتي كانت تعيش في الخطيئة، إذ ثمار العدالة بعد أن تجعلها التوبة قادرة على تلقّي الرُّوح القدس. مع أنّ الرُّوح بسيطٌ، إلاّ أنّه هو الّذي، بإيعازٍ من الله الآب وباسم الرّب يسوع المسيح، يُحيي العديد من الفضائل. 

إنّه يستعمل لسان إنسانٍ في خدمة الحكمة؛ وينير بالنبوءة روح إنسانٍ آخر؛ ويعطي لآخَر القدرة على طرد الشياطين؛ ولآخر أيضًا قدرة تفسير الكتب الإلهيّة. يقوّي عفّة الواحد، ويعلّم الآخَر فنّ الصَدَقَة، يعلّم هذا الصوم والتقشّف، وآخَر يعلّمه أن ينكر حاجات الجسد، ويُهيّئُ آخَر أيضًا للشهادة. مع أنّه مختلِف لدى مختلَف الناس، إلاّ أنّه ليس مختلِفًا عن ذاته، كما هو مكتوب: " لِكُلِّ واحِدٍ يوهَبُ ما يُظهِرُ الرُّوحَ لأَجْلِ الخَيرِ العامّ".