رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعترافات قاتل عجوز المنيرة وابنتها: "نحرتهما وملقتش غير 900 جنيه"

المتهم
المتهم

أدلى المتهم بقتل عجوز المنيرة الغربية وابنتها باعترافات كاملة لجريمته التي نفذها بدافع السرقة لكنه لم يعثر سوى على 900 جنيه فقط، واستولى على طقم شوك وسكاكين وأسطوانة غاز. 

المتهم الذي نجحت مباحث الجيزة في الإيقاع به بعد أيام قليلة من ارتكابه الجريمة، قال إنه عامل الضحية العجوز وابنتها الخمسينية كما يعامل الأضاحي التي ينحرها بحكم عمله كجزار حيث كان يطمع في ثراء المجني عليهما لأنه يعلم أن العجوز الكبيرة تمتلك عدة عقارات تجمع إيراد إيجارها فاعتقد أنه سيتغير حاله من الضيق إلى الثراء لكنه لم يجد سوى القليل وفر هاربا حتى سقط في أيدي رجال الأمن.

الملابسات الكاملة للجريمة الشنيعة كشفتها تحريات مباحث الجيزة بعدما تلقت غرفة النجدة بلاغا من أهالي منطقة المنيرة الغربية بالعثور على جثتي عجوز وابنتها، ووجه اللواء هشام أبو النصر مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، بسرعة الانتقال إلى مسرح البلاغ لفحص ملابسات الجريمة. 

رجال مباحث قسم المنيرة الغربية انتقلوا إلى العقار محل البلاغ، وتبين من الفحص والعثور على جثتي عجوز تدعى اعتدال تبلغ من العمر 80 عاما وابنتها 50 عاما كلتاهما مصابتين بجروح طعنية في الرقبة وغارقتين في دمائهما ومر على الجريمة أكثر من 48 ساعة نظرا لحالة الجثتين المتيبسة ودخولها في مرحلة التعفن. 

وشكل اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة فريق بحث رفيع المستوى ترأسه العميد هاني شعراوي رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة والذي بدأ في جمع المعلومات من خلال مناقشة ضباط فريق البحث لجيران المجني عليهما وابن القتيلة الذي قال إنه تلقى اتصالا هاتفيا من بعضر الجيران باختفاء شقيقته على غير المعتاد وعدم خروجها من المنزل لشراء احتياجاتهما فاتصل هاتفيا عدة مرات بوالدته وشقيقته وعندما لم يتلق منهما رد أسرع للمنزل بعدما انتابه القلق ليدخل إلى الشقة ويعثر عليهما جثتين هامدتين. 

الخيط الأول لخطة البحث لم يسفر عن أية معلومات حيث اعتمد على فحص كاميرات المراقبة بمحيط العقار إلا أن فريق البحث اكتشف عدم وجود كاميرات بالشارع الذي يقع به العقار مسرح الجريمة فتم الانتقال للبند التالي بفحص سكان العقار، وآخر المترددين عليه لتنجح التحريات في التوصل الى جزار قال سكان العقار إنه كان يقطن في الشقة أسفل شقة المجني عليهما رفقة والدته لكنهما تركا الشقة منذ 6 أشهر ليستأجرا شقة في مكان آخر فتم وضعه في دائرة الاشتباه. 

خيط آخر كان دليلا قويا على هوية الجاني حيث تم التوصل إلى مشاهدة أحد سكان الشارع للجزار في وقت مبكر قبل اكتشاف جثتي المجني عليهما بأيام يقترب من العقار مسرح الجريمة وهو ما دعم فكرة الاشتباه به، خاصة أنه ترك الشقة والمنطقة منذ عدة أشهر فلما يعود في وقت معاصر لوقوع الجريمة. 

بعد تقنين الإجراءات واستئذان النيابة العامة خرجت عدة مأموريات يقودها المقدم محمد مختار وكيل فرقة شمال الجيزة والرائد أحمد عصام عبد الباقي رئيس مباحث المنيرة الغربية للبحث عن الجزار المشتبه به حتى تم إلقاء القبض عليه في محافظة الإسكندرية بعد تتبع خطوط سيره والأماكن التي يتردد عليها. 

فور إلقاء القبض على المتهم، أنكر ارتكابه الجريمة وأمام العميد هاني شعراوي رئيس فريق البحث وبعد مواجهته بالأدلة التي تشير لتواجده في محيط مسرح الحادث أدلى المتهم باعترافات تفصيلية معترفا بقتل الحاجة اعتدال وابنتها بدافع السرقة. 

وقال المتهم إنه كان يعمل جزار وتوقف عن العمل منذ فترة ويمر بضائقة مالية ففكر في طريقة للحصول على الأموال فقفزت إلى ذهنه فكرة سرقة جارته العجوز خاصة أنه يعلم أنها تقيم وابنتها بمفردهما وكلتاهما سنهما كبير وباعتباره جار قديم لهما كان يعلم أن الأم العجوز تمتلك 3 عقارات بخلاف العقار الذي كان يقيم به أسفل شقتها، وأنها تجمع مبلغا ماليا إيراد إيجار الشقق بتلك العقارات لذلك كانت هي الفريسة المناسبة له. 

وأضاف أنه ذهب إلى الشارع قبل الساعة الثامنة صباحا لعلمه بهدوء المنطقة في ذلك الوقت وأن ابنة المجني عليها تخرج في ذلك التوقيت لقضاء احتياجات المنزل وعندما انتظر ولم يشاهدها تخرج من المنزل صعد الى الشقة وقام بفتح الباب الحديدي الخارجي ثم الباب الخشبي وساعده ضعف كالون الباب وكان يحمل سلاح ابيض كبير الذي يستخدمه في نحر المواشي وفور فتح الباب فوجئ بالابنة في صالة الشقة وقبل أن تتمكن من إدراك الأمر والاستغاثة وجه له ضربة في مكان معين بالرقبة يعلمه جيدا لتنفجر الدماء من عنقها وتسقط قتيلة، ثم اتجه الى غرفة الأم العجوز وكرر ما فعله مع ابنتها لتنضم إليها. 

وأشار المتهم إلى أنه بعدما ارتكبه بحث مطولا في الشقة فكانت المفاجأة الصاعقة له أنه لم يعثر سوى على مبلغ 900 جنيه فقط فانتباه اليأس، وقرر سرقة ما يمكن بيعه واستولى على طقم "شوك ومعالق" واسطوانة غاز وفر هاربا بعدما أغلق باب الشقة خلفه مجددا حتى لا يلفت الانتباه. 

وخرج المتهم حاملا أسطوانة الغاز وباقي المسروقات وهو يدرك جيدا عدم وجود كاميرات مراقبة بالشارع الذي يقع به العقار، واختفى حتى فوجئ برجال الشرطة يلقون القبض عليه وأرشدهم عن المسروقات. 

بعد استجوابه وإدلائه باعتراف تفصيلي اقتادت مباحث المنيرة الغربية المتهم إلى نيابة حوادث شمال الجيزة وسط حراسة أمنية وباشرت معه النيابة التحقيق وقررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.