رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تتويج الملك تشارلز.. كنيسة الروم: هكذا يتم تتويج ملك بيزنطي في الكنيسة

الكنيسة
الكنيسة

بمناسبة تتويج الملك تشارلز على عرش بريطانيا، نشرت صفحة نسور الروم المتخصصة في خدمة ابناء كنيسة الروم الارثوكذس في الشرق الاوسط لاسيما الناطقين بالعربية نشرة تعريفية عن مراسم تتويج اباطرة الروم.

وقالت الكنيسة إنه قبل ليلة من يوم التتويج، كانت تقام سهرانية في كنيسة آيا صوفيا في القسطنطينية ترفع فيها الصلوات طوال الليل حتى ساعات الصباح الاولى، في حين ينتقل الامبراطور المزمع تتويجه من مكان اقامته المعتاد في قصر ڤلاخيرني ليقضي الليلة في القصر الرسمي الكبير، وفي فجر يوم التتويج، يجتمع اقارب الامبراطور والارستقراطيون وكبار المسؤولين مع عامة الشعب والجيش جميعاً في ساحة "الاڤغوسطاون" بين القصر الكبير وكنيسة آيا صوفيا. 

في ساعة الصباح الاولى من يوم التتويج يتوجه الامبراطور الى آيا صوفيا حيث يسلّم البطريرك خطاب قسمه مكتوباً بخط يده، ويستهله بتعهده الالتزام بالعقيدة الارثوذكسية والقوانين الكنسية وفي اولها دستور الايمان ، ويتضمن التعهد بالحفاظ على امتيازات الكنيسة، والحكم بالعدل والاحسان . ثم يكرر اليمين نفسه شفهياً امام البطريرك، هذا و يكلف احد اعضاء مجلس الشيوخ في هذا الوقت بتوزيع الهبات الملكية على المواطنين المتجمعين في ساحة الاوغسطاون، وهذه الهبات عبارة عن رزمات تتضمن ثلاث عملات ذهبية، وثلاث عملات فضية، وثلاث برونزية. 

و يغادر الامبراطور الى احدى قاعات القصر البطريركي حيث يحمله الجنود على درع، ويرفعونه ليراه المتجمهرون في الساحة، وينادون به امبراطوراً، وبعد ان يهتف الشعب والجيش له جميعاً، يُنزلونه عن الدرع ويرافقونه مجدداً الى كنيسة آيا صوفيا، كما يدخل الامبراطور "مكشوف الرأس" الى الغرفة الخشبية المعدة لتسليمه ثيابه الخاصة (الساكوس الامبراطوري واللوروس) بعد ان تتم مباركتها من الاساقفة. 

يبدأ البطريرك خدمة القداس الالهي ، وقبل ترتيل "قدوس الله قدوس القوي قدوس الذي لا يموت ارحمنا" ، تتوقف الخدمة ويسود الصمت، ثم يتوجه الامبراطور الى المنصة ويقف امام البطريرك الذي يمسحه بالزيت المقدس هاتفاً : "قدوس - (باليونانية آيوس)" ، ويهتف الجميع وراءه قدوس قدوس قدوس ثلاث مرات، ثم يتم احضار التاج عندها من الهيكل الى المنصة، ويضعه البطريرك على رأس الامبراطور هاتفاً : "مستحق - (باليونانية أكسيوس) " ، ليهتف الجميع وراءه بصوت واحد اكسيوس اكسيوس اكسيوس ثلاث مرات. 

اذا كان الامبراطور متزوجاً، فإنه يستلم تاج زوجته ايضاً من البطريرك، ثم يضع الامبراطور بنفسه التاج على رأس زوجته التي تنحني له علامة طاعتها، ثم يقرأ البطريرك صلاة اخرى من اجلهما ومن اجل الرعية، ثم يجلس الامبراطور وزوجته على كرسييهما ويظلان جالسين الا عند ترتيل التريصاجيون وقراءة الرسالة والانجيل . 

بعد ذلك يوضع على الامبراطور منتية ذهبية فوق ثيابه، ويحمل بيده اليسرى عصا الملك ، في حين يظل حاملاً الصليب بيده اليمنى، ثم يقود هو الدورة الكبرى في الكنيسة يطوف وراءه مئة من حرس النخبة الڤارانجيين، ومئة رجل من النبلاء المسلحين يسير وراءهم الاكليروس حاملين شارات الملك . 

هذا ويتوجه الامبراطور وحده الى الباب الملوكي في الهيكل ويقف وراءه الجميع، ويقف وحده امام البطريرك حيث يحني الرجلان رأسيهما احتراماً بعضهما لبعض، ويقوم الشماس بتبخير الامبراطور ، ثم يرتفع الاعلان : "ليذكر الرب الاله في ملكوته السماوي ملك جلالتك، كل حين الان وكل اوان والى دهر الداهرين" ، ويكرر الدعاء جميع الاكليروس. 

بعد ذلك وعندما يحين وقت المناولة يدعو الشمامسةُ الامبراطورَ للتوجه الى الهيكل حيث يدخل حاملاً مبخرة يبخّر بها المذبح بشكل صليب ثم يقوم هو بتبخير البطريرك الذي يلقي التحية على الامبراطور، ثم يأخذ منه المبخرة ويقوم البطريرك بدوره بتبخير الامبراطور. عندها ينزع الامبراطور تاجه ويعطيه للشمامسة، اما الامبراطور فيتناول جسد الرب ودمه كما يتناوله الاكليروس وليس المؤمنون العاديون. ففي حين يقوم الكهنة بمناولة المؤمنين بالملعقة جسد الرب ودمه ممزوجين، يتناول الامبراطور بنفسه الجسد والدم منفصلين. 

فبعد ان يتناول البطريرك قطعة من الخبز بنفسه ويأكلها، يضع في يد الامبراطور قطعة من الخبز الكريم ليتناولها بنفسه مباشرة هو ايضاً. وبعد ان يشرب البطريرك الدم الكريم من الكأس، يعطي الكأس للامبراطور ليشرب منه مباشرةً هو ايضاً ، وهكذا بعد ان يتناول الامبراطور في الهيكل، يضع تاجه على رأسه من جديد ويخرج من الهيكل الى صحن الكنيسة ، بعد ذلك وبعد انتهاء القداس يخرج الجميع من الكنيسة ويتوجهون الى القصر الكبير وسط الهتافات حيث تقام مأدبة كبيرة .