رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بلا منهج علمى.. عالم مصريات فرنسى: «الأفروسنتريك» تعتمد على أدلة زائفة

جريدة الدستور

قال تشارلز فانثورنوت، عالم المصريات والمؤرخ الفرنسى بجامعة لورين الفرنسية، إن الحديث عن لون بشرة الملكة كليوباترا كان أحد الأسئلة التى كثيرًا ما طُرحت منذ القرن التاسع عشر، لكن وفقًا للمصادر القديمة لا نعرف شيئًا عنها.

وأوضح «فانثورنوت» أن هناك صمتًا من المصادر القديمة حول هذا الموضوع، مضيفًا: «ما نعرفه هو أنها جاءت من سلالة البطالمة وهذا يعنى أنها يونانية فى الأصل».

وأوضح أن الحركة الإفريقية المركزية «الأفروسنتريك» «Afrocentrism» تطورت منذ القرن التاسع عشر، لا سيما فى الولايات المتحدة، لكنها ظلت مجرد حركة تعرف نفسها على أنها إعادة كتابة ورؤية للتاريخ بالتأكيد على القيم الثقافية الإفريقية، فضلًا عن رؤية الأفارقة لأنفسهم، مشيرًا إلى أنها حركة تدعى أن الحضارة المصرية القديمة كانت سوداء. 

وحول ذلك قال عالم المصريات: «بالتأكيد كان هناك فراعنة سود، لا سيما خلال الأسرة الخامسة والعشرين من كوش، لكن لا يمكن للمرء أن يقول إن المجتمع المصرى القديم كان كله أسود، ففى الواقع، هذا نقاش لا نهاية له من جانب الإفريقيين الذين يقاتلون من أجل مصر السوداء، ومن ناحية أخرى الذين يدافعون عن مصر المختلطة». 

وأضاف «كان هناك تجمع فى اليونسكو فى عام ١٩٧٤، وأجريت اختبارات الحمض النووى على الآلاف من المومياوات وكذلك عمليات المسح، وخلصت إلى أن المصريين القدماء كانوا مجموعة متنوعة، فكان هناك (بيض وسود) وما إلى ذلك، وبعبارة أخرى، كان لون بشرتهم مشابهًا تمامًا للون بشرة الشرق الأوسط وأماكن من أوروبا». وتابع «تستند التأكيدات ذات الطابع الإفريقى على أدلة مشكوك فيها وملفقة فى بعض الأحيان».

وأشار إلى أن مصر القديمة، على سبيل المثال، استعمرت اليونان، كما أن اليونانيين مثل أرسطو سرقوا المعرفة المصرية ثم نقلوها إلى الرومان، موضحًا أن المركزية الإفريقية هى ظاهرة ثقافية، ومصدر فخر لهولاء الأفارقة المقتنعين بها أكثر من كونها نهجًا علميًا.