رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قضى 17 عامًا في المنفى.. من هو أثناسيوس الكبير؟

اثناسيوس
اثناسيوس

تحتفل الكنيسة البيزنطية المعروفة باسم “كنيسة الروم الملكيين”، بذكرى نقل رفات أثناسيوس الكبير الذي ولد في الإسكندرية عام 295 ميلادية وتتلمذ ردحاً من الزمن على يد القديس انطونيوس الكبير ورسمه أسقف الإسكندرية الكسندروس قارئاً سنة 312 وشماساً إنجيلياً سنة 318. واصطحبه سنة 325 إلى المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية ضد الضلال الاريوسي.

وعلى أثر وفاة أسقفه الكسندروس، في 17 أبريل عام 328 ميلادية، وانتخب في 8 يونيو خليفة له على كرسي الإسكندرية، فكانت أسقفيته نضالاً بطوليّاً باللسان والقلم في سبيل الايمان القويم ضد الضلال الاريوسي، حيثما وجد، في القياصرة أو في الأساقفة أو في الشعب، وجلجلة عذاب، صعد إليها خطوةً خطوة، تسنده محبة المسيح. 

وتجمعت عليه قوى الضلال لتسحقه بحقدها واتهاماتها الكاذبة ونفوذها لدي القياصرة السائرين في ركابها، لينفى عدة مرات، حتى بلغت مجموعة ما قضاه في المنفى 17 سنة و6 أشهر و20 يوماً. وانتقل إلى الله في مثل هذا اليوم من سنة 373.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: 

"لقد دعا الربّ تلاميذه ـ"ملح الأرض" لأّنّهم رَفعوا، بمذاقِ الحكمةِ السماويّة، قلوب البشر التي انتزع الشيطان طعمها. وها هو الآن يدعوهم "نور العالم" لأنّهم، باستنارتهم به، هو النور الأبديّ والحقيقي، قد أصبحوا بدورهم "نورًا يُشرق في الظلمات" .. ولكونه هو نفسه "شمس البرّ"، بإمكانه أيضًا أن يدعو تلاميذه ـ"نور العالم"؛ فبهم، كما بأنوارٍ لامعةٍ، يُغدق نور معرفته على الأرض قاطبةً. في الواقع، لقد أظهروا نور الحقيقة، مبعدين بذلك ظلام الخطيئة عن قلب البشر".

وتابعت: "مستنيرين بهم، نحن أيضًا، غَدَونا نورًا، بعد أن كنّا في الظلام، كما قال القدّيس بولس: "بالأمْسِ كُنتُم ظَلامًا، أَمَّا اليَومَ فأَنتُم نُورٌ في الرَّبّ. فسِيروا سيرةَ أَبناءِ النُّور" كذلك: "لأَنَّكم جَميعًا أَبناءُ النُّورِ وأَبناءُ النَّهار. لَسْنا نَحنُ مِنَ اللَّيلِ ولا مِنَ الظُّلُمات"  كان لدى القديّس يوحنّا الحقّ أن يؤكّد في رسالته: أنّ "الله نور"؛ الذي يسكن في الله هو في النور، لأنّ الله هو النور. بما أنّ فرحنا أن نكون محرّرين من ظلام الخطيئة، علينا العيش في النور، سيروا في النور كأبناءٍ حقيقيّين للنور".