لاتين مصر يحيون ذكرى السغمرينجي وحلول الإثنين الثالث للفصح
تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الإثنين الثالث للفصح، وتذكار اختياريّ للقدّيس أمين السغمرينجي، الكاهن الشهيد، الذي ولد في بلدة سيجمارنجن في المانيا عام 1578، ودخل الرهبنة لدى الرهبان الكبوشيين. وسلك حياة تقشف في الصلاة والصيام. عكف على الوعظ.
أرسل من قبل مجمع الايمان الى سويسرا في مقاطعة "ريتسيا" لتثبيت الناس في الايمان القويم. ألقي عليه القبض عام 1622، وحكم عليه بالموت من أجل تعليمه القويم في سويسرا حيث مات شهيداً.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إنّ السؤال: "ما هو الله؟" لم يستطع شرحَه كلُّ المعلمين الّذين مرّوا عبر التاريخ، لأنّ الله أسمى من أيّ فكرة ومن أيّ فطنة. وبالرّغم من ذلك، فإن الإنسان الغيور الّذي يبحث باجتهاد عن معرفة الله يصل إليها، وإن كان بطريقة مختلفة جدًّا... ولذلك بحث بعض المعلمّين الوثنيّن الفضلاء عنه فيما مضى، وبالأخصّ الحكيم أرسطوطاليس. لقد تفحّص مجرى الأمور... بحث بحماس ووجد. لقد استنتج من الطبيعة نفسها أنّه يتحتّم أن يكون هناك سيّد واحد، وربٌّ لكلّ المخلوقات، وهذا ما نسميه نحن الله.
إنّ كيان الله هو مادّة روحيّة سامية، حتّى أن العين الفانية لا تستطيع التأمّل بها، ولكن يمكن النظر إليها من خلال مصنوعاته، على حسب قول القدّيس بولس: "لا يَزالُ ما لا يَظهَرُ مِن صِفاتِه، أَي قُدرَتُه الأَزَلِيَّةُ وأُلوهَتُه، ظاهِرًا لِلبَصائِرِ في مَخلوقاتِه"، فلنتوقّف عند هذا الأمر قليلاً... أنظر إلى فوق وحواليك، كم هي السّماء عالية وشاسعة... أنظر بكم من النّبل رصّعها ربّها بالكواكب السبع، وكيف زيّنها بعدد لا يحصى من النجوم. عندما تتلألأ الشمس صافيه، كم من الثمار كم من الخير تجلب للأرض! أنظر كم هي البراري خضراء ناصعة، وكم الزهور منتعشة! اسمع كيف يتردّد تغريد صغار العصافير اللطيف في البراري والوديان! أنظر كيف أنّ جميع الحيوانات الّتي اختبأت خلال الشتاء القارس تتدافع إلى الخارج وتبتهج! أنظر كيف يصبح البشر، الشباب منهم والكواهل، سعداء من ذلك الفرح الّذي يجلب لهم الهناء. يا الله الحنون إن كنت تستأهل بحقّ أن تكون محبوبًا من أجل ما صنعته، فكم يجب بالحريّ أن تكون جميلاً ومستأهلاً لأنّ تكون محبوبًا لشخصك.