رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لم نعد فى طى النسيان

شهد السباق الدرامى فى رمضان المنقضى حالة تهادن وتصالح مع المرأة، بعد أن كادت أن تُنسى على مدى عقود طويلة، وذلك بتناول الأعمال الدرامية هذا الموسم عددًا كبيرًا من القضايا الاجتماعية الخاصة بـ«حواء»، بشكل يؤثر إيجابًا فى الرأى العام بشأن هذه القضايا.

فدراما هذا العام لم تركز على عنصرى التسلية والترفيه فحسب، بل اعتمدت على أحداث تحاكى الواقع الحقيقى، فى محاولة لتقييم ومعالجة قضايا لم يقرب إليها أحد من قبل، وعرضها أمام ذوى الاختصاص، ليتحول العمل الدرامى إلى «صافرة إنذار» أو «ناقوس خطر» يلفت الانتباه إلى مثل هذه القضايا التى ترتبط ارتباطًا وثيقًا بكل أفراد الأسرة، وبالتالى المساهمة فى وضع حلول فعالة لها.

وكان الواقع يحتاج بالفعل إلى إعادة نظر فى الدراما المتعلقة بالمرأة خلال السنوات الماضية، عبر تقديم أعمال تطرح قضايا حواء وتقدمها للرأى العام، ثم تضع حلولًا ومعالجات لها فى إطار درامى.

وتحقق ذلك خلال الموسم الدرامى المنقضى، ولم تعد المرأة تظهر على الشاشة بأدوار تقليدية مثل «منكسرة الخاطر» و«المغلوبة على أمرها»، بل ظهرت بصورة تعطيها مكانتها التى تستحقها.

وقدمت دراما رمضان المنقضى عرضًا للعديد من قضايا المرأة، وزودتها بمجموعة من الحلول والمعالجات، وينتظر أن تسهم فى تحرك المسئولين للبت فى التشريعات التى تحول دون حصول حواء على حقوقها، فى إطار صورتها ومكانتها التى كرمها الله، عز وجل، وأوصى بها رسولنا الكريم.

وجاء على رأس هذه القضايا: الإجبار على الزواج، وزواج القاصرات، وتعدد الزوجات، وميراث المرأة الصعيدية، وقانون الوصاية. وانطلقت الدراما فى معالجتها من فكرة أساسية، هى ضرورة وجود امرأة قادرة على النهوض بالمجتمع جنبًا إلى جنب مع الرجل، ليمكن لحواء أن تقول بكل فخر: «لم نعد فى طى النسيان».