رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نمط العيش الإمبريالى".. كتاب يكشف أساليب الرأسمالية العالمية فى استغلال الإنسان والطبيعة

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

يتعرض كتاب "نمط العيش الإمبريالي.. استغلال الإنسان والطبيعة في الرأسمالية العالمية" للكاتبين أولريش براند وماركوس فسن، والذي صدر حديثًا بترجمة عربية من إنجاز بشار الزبيدي، لأساليب استغلال الرأسمالية العالمية وعلى رأسها الاقتصادية والبيئية والديمقراطية للإنسان. 

الرأسمالية وأنماط العيش

يبين الكاتبان علاقة الرأسمالية بأنماط العيش في البلدان المختلفة، مجادلين بأن نمط العيش الراهن محكوم بالصفة "الإمبريالية"، ويرجع ذلك لأنه يتطلب وصولًا غير محدود إلى اليد العاملة والموارد ومصارف انبعاثات الكربون. 

يعتبر المؤلفان أن نمط العيش الإمبريالي يقيد فرص الناس في مختلف البلدان، وأنه يحمل تناقضًا أساسيًا يكمن في أنه يتوسع نحو بلدان الجنوب، على الرغم من أنه لا يمكن تعميمه لأسباب اجتماعية وبيئية.

ويدعو الباحثان إلى تبني "نمط عيش تضامني" قائم على العدالة وحماية البيئة كبديل لنمط العيش القائم على الإمبريالية؛ المعتمد على الاستغلال وتدمير البيئة، كما يحاججان بأهمية النضال من أجل التوزيع الديمقراطي للطاقة والتحول الأخضر والسيادة الغذائية وتعزيز تحول بيئي واجتماعي يخدم الجميع. 

وفي النبذة المقدمة عن الكتاب جاء: يعكس هذا الكتاب حرص الباحثَين واهتمامهما بالقضايا الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والسياسية الجوهرية التي يجهلها الكثير من الناس، وهو دعوة صريحة ومُلحَّة إلى تحول اجتماعي – بيئي شامل وعادل وإلى التأسيس لنمط عيش مستدام قائم على التضامن، يُنصِف الإنسان والبيئة على حد سواء.

في تقديم الكتاب، أشار الأكاديمي العراقي صباح الناصري إلى أن الكتاب يقسم إلى أربعة جوانب؛ فهو يتعامل أولًا مع الممارسات اليومية وعلاقات القوة الاجتماعية والدولية التي تستند إليها والتي تولد استغلال الإنسان والطبيعة وتديمه.

وثانيًا: يشرح المؤلفان لماذا في وقت الأزمات المتصاعدة يكون نمط العيش الإمبريالي مركزيًا، وهو أحد أسباب تغير المناخ والفقر العالمي والصراعات الجيوسياسية وتدمير الاقتصادات المحلية، كما يفسر المؤلفان في الجانب الثالث من عملهما الأزمات المذكورة بوصفها مظهرًا من مظاهر تناقضات العيش الإمبريالي. 

ويحث المؤلفان في الجانب الرابع من عملهما على بديل أكثر راديكالية من النقاش البيئي السائد حول ما تسمى الثورة الخضراء لأن هذا يتجاهل الدينامية الرأسمالية وعلاقات الهيمنة على اعتبار أن الدولة عامل أساسي في الحماية المؤسسية لنمط العيش الإمبريالي.

وأوضح الناصري أن المؤلفين من خلال مفهومهما لنمط العيش الإمبريالي يبينان أن الظروف السائدة للإنتاج والتوزيع والاستهلاك متجذرة في الممارسات الاجتماعية اليومية في الشمال وعلى نحو متزايد في البلدان الناشئة.