رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. بيزنطيو مصر يحيون تذكار الرسل أرسترخوس وبوذي وتروفيموس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بتذكار الرسل أرسترخوس وبوذي وتروفيموس، وكان القدّيس ارسترخوس التسالونيكي رفيق رسول الأمم في كرازته وأسفاره، من أفسس إلى مكدونية، إلى اليونان، إلى اليهودية، حتى أسرِه الأول في روما. والقدّيس بوذي من أبناء كنيسة روما، يذكره بولس في آخر رسالته الثانية إلى تيموثاوس (21:4). أما تروفيموس الافسي، فقد رافق بولس إلى أورشليم. وبعد أسر بولس الأول في روما، رافقه في كرازته في آسيا. ثم تركه بولس مريضاً في ميلتس.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: نحن فعلة حقل الربّ وبنّاؤون لهيكله، وفعل تكريس الهيكل كان من ضمن تصميم الربّ لخلاصنا، لأنّه قام من بين الأموات بعد أن انتصر على الموت وقضى على كلّ أشكاله، وصعد إلى السماء... ونحن اليوم نعمل على بناء هذا الهيكل بواسطة الإيمان، لكي يصار إلى تكريسه عند القيامة النهائيّة. ولهذا قال المزمور: "عندما نتحرّر نعيد بناء الهيكل". فلنتذكّر العبوديّة التي كنّا فيها سابقًا، عندما كان الشيطان محكمًا قبضته على العالم كلّه، لأنّ البشر كانوا كقطيع من الكفرة. ولقد جاء الفادي ليحرّرنا من هذه العبوديّة. وسفك دمه لفدائنا، وبدمه المهرق محا ما كان علينا من صكّ وما فيه من أحكام .. لقد رُهنّا سابقًا إلى الخطيئة، ولكنّنا حُرِّرنا بالنعمة.

وبعد أن تحرّرنا من هذه العبوديّة، نبني اليوم الهيكل؛ ولنبنيه، علينا أن نعلن البشرى السارّة. لذلك، بدأ المزمور 96 هكذا: " أَنشِدوا للِرَّبِّ نَشيدًا جَديدًا". ولكيلا نعتقد أنّه علينا بناء هذا المعبد في منطقة محدّدة مثلما فعل الهراطقة الذين انفصلوا عن الكنيسة، علينا أن ننتبه إلى ما أضافه المزمور: أَنشِدوا للِرَّبِّ يا أَهلَ الأَرضِ جَميعًا".

"أَنشِدوا للِرَّبِّ نَشيدًا جَديدًا أَنشِدوا للِرَّبِّ يا أَهلَ الأَرضِ جَميعًا. أَنشِدوا للِرَّبِّ وبارِكوا اْسمَه بَشَروا مِن يَومٍ إِلى يومٍ بِخَلاصِه". أعلنوا أنّ هذا هو اليَومُ الَّذي وُلِد من يوم الخلاص، هذا هو اليوم الذي وُلِد من يوم الربّ يسوع المسيح. في الواقع، من هو خلاص الربّ إن لم يكن مسيحه؟ ولهذا الخلاص نصلّي في المزمور: "أرِنا يا رَبّ رَحمَتَكَ وهَبْ لَنا خَلاصَكَ".

لقد رغب آباء العهد القديم الأبرار في أن يعاينوا هذا الخلاص، وهذا ما تحدّث عنه الرّب يسوع المسيح لتلاميذه: "إِنَّ كثيراً مِنَ الأَنبِياءِ والمُلوكِ تَمنَّوا أَن يَرَوا ما أَنتُم تُبصِرونَ فلَم يَرَوا، وأَن يَسمَعوا ما أَنتُم تَسمَعونَ فلَم يَسمَعوا...". " أَنشِدوا للِرَّبِّ نَشيدًا جَديدًا أَنشِدوا للِرَّبِّ يا أَهلَ الأَرضِ جَميعًا". انظروا إلى حماسة البنّائين! " أَنشِدوا للِرَّبِّ وبارِكوا اْسمَه ". أعلنوا البشرى السارّة! أيّ بشرى سارّة؟ لقد ولد النهار من النهار... وانبثق النور من النور، والابن المولود من الآب هو خلاص الله! هكذا يتمّ بناء الهيكل عندما نتحرّر من العبوديّة.