رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم الخميس.. البيزنطيون يحتفلون بعيد مرتينوس بابا روما

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى مرتينوس بابا روما الذي كان ممثلاً للكرسي الروماني في القسطنطينيّة، ثم انتخب أسقفاً لروما سنة 649.

وفي شهر أكتوبر من السنة ذاتها جمع مجمعاً محليّاً في روما ضد القائلين بالمشيئة الواحدة في المسيح: ثاوذورس أقف فاران، وكيرس بطريرك الإسكندرية وثلاثة من بطاركة القسطنطينيّة، وهم سرجيوس (610-638) وبيرّوس (638-641) وبولس خلفه.

وأعلن الايمان القويم وحذّر من أضاليل المخالفين. وإذ كان كرسي أورشليم شاغراً منذ زمن طويل بوفاة بطريركه القدّيس صفرونيوس سنة 638، وكذلك كرسي إنطاكية، أقام القدّيس مرتينوس يوحنا، أسقف فيلادلفيا، قائمقاماً على الكرسيين البطريركيين المذكورين، اللذين نهكتهما اضطرابات الهراطقة، آمراً "بقوة السلطان الرسولي الذي منحه إياه الرب يسوع، بواسطة القدّيس بطرس، ان يقوّم الاعوجاج، وأن يرسم في كل مدينة أساقفة وكهنة وشمامسة".

ثم عزل بولس رئيس أساقفة تسالونيكي، الذي انحاز إلى الضلال، إلا إن هذه التدابير الرعوية أثارت الإمبراطور كونستنسوس، الذي استدعاه من روما سنة 653، وحطّمه علناً، وسجنه في دار القضاء، ثم نفاه إلى خرصونة سنة 655، حيث انتقل إلى الله مخلفاً أروع مثال في الجرأة الرعوية والغيرة على نقاء العقيدة. تذكار الرسل أرسترخوس وبوذي وتروفيموس.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: "الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لَكَ: ما مِن أَحَدٍ يُمكِنَه أَن يَرى مَلَكوتَ الله إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِن عَلُ"  – ماذا يمكن أن يعني لنيقوديموس أن يولد الإنسان من عَلُ؟ "قال له نيقوديموس: كَيفَ يُمكِنُ الإِنسانَ أَن يُولَدَ وهوَ شَيخٌ كَبير؟ أَيَستَطيعُ أَن يَعودَ إِلى بَطنِ أُمِّهِ ويُولَد؟"

إنّه لم يفهم. ماذا يعني أن "يولَد"؟  شيء عميق، بالطبع. فالولادة أمرٌ لا يحدث إلاّ مرّة واحدة في حياتنا. فماذا أراد الرّب يسوع أن يقول إذًا؟ ماذا قصد بكلمة "الولادة" هذه؟ حسنًا! هناك حياة أخرى. لديكم حياة بشريّة، ثمّ هناك حياة أخرى، وهي حياة إلهيّة. تلك  الحياة كانت منتشرة على البشريّة، لكن كما في سحابة، منذ اليوم التالي للسقطة. لا ينسى الله البشريّة، إنّه يأتي لمساعدتها بشكلٍ غامض، بطريقة ضمنيّة، مغلَّفة للغاية، كما في ضباب؛ ثمّ الآن، تظهر هذه الأشياء على عتبة الأزمنة الأخيرة من تاريخ الخلاص.

ما كانت ردّة فعل الرّب يسوع؟ إنّه لم يُجِب كما قد يجيب أحد الفلاسفة:  أردتُ أن أقول هذا أو ذاك. كلا، فإنّه لم يُرِد حلّ المسألة، بل أراد أن يفتحها أكثر على خلفيّة ستبدو أكثر تطلّبًا وأكثر روعةً فالرّب لم يَحُلّ المشاكل، بل فتحها في الاتّجاه الصحيح. لقد تصرّف  بطريقة مختلفة تمامًا عن فيلسوف يعطي درسًا، أو عالِم يقدّم بُرهانًا. فالأمر الرئيسيّ هو انفتاح القلب، حيث يتدخّل (الرّب يسوع) بشكلٍ سرّيّ. كان الأب غاريغو-لاغرانج يقول: - لمّا كان الرّب يسوع يعظ بالأمثال، كان يضع مستمعيه – المنتبهين طبعًا - كما في حالة تأمُّل، ليتأمّلوا، كلٌّ بحسب مستواه، الرسالة التي كان يوجّهها.