رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسار واحد ومصير مشترك.. مصر والسودان.. «وحدة» تهزم كل التحديات الصعبة

السيسي والبرهان
السيسي والبرهان

شدد عدد من الخبراء والمحللين والسياسيين على أهمية الدور المصرى فى تحقيق الاستقرار السياسى فى السودان، فى ظل العلاقات التاريخية بين شعبى وادى النيل، ووحدة مصيرهما فى الحاضر والمستقبل، مشيرين إلى أن الشعب السودانى يعوّل كثيرًا على القاهرة من أجل دعم الخرطوم فى مواجهة الأزمات ومساعدة الفرقاء السودانيين على التعاون والتوافق.

وأوضح الخبراء والسياسيون من مصر والسودان، خلال حديثهم إلى «الدستور»، أن مصر تعد الشريك الأول للسودان فى معظم الملفات، والوسيط النزيه بين مختلف القوى السياسية به، داعين للإسراع بمواصلة الدور المصرى فى دعم المفاوضات السودانية - السودانية، مع العمل على تحقيق التكامل الاقتصادى للمساعدة على مواجهة التحديات التى تواجه البلدين.

خبراء وسياسيون سودانيون: مصر الشريك الأول والوسيط النزيه 

محمد تورشين: جهات «مغرضة» تعمل على إثارة الفتنة بين الشعبين

أكد الأكاديمى والباحث السياسى السودانى محمد تورشين، دور مصر الفاعل فى دعم العملية السياسية بالسودان، فى ظل إدراك القاهرة التام أن تهديد الأمن القومى السودانى ينعكس بشكلٍ مباشر على أمنها القومى. وأشار إلى أن ذلك الإدراك انعكس على الحضور المصرى الدائم فى دعم العملية السياسية والمؤسسة العسكرية، وكذلك فى احتضان القاهرة، فى فبراير الماضى، مؤتمر الكتلة الديمقراطية «ورشة القاهرة»، وهى كتلة كبيرة تضم عددًا من الأحزاب السودانية. وقال «تورشين»: «مصر قدمت دعوات كثيرة للقوى السياسية السودانية، واستضافت الكثير من الجولات انطلاقًا من رغبتها فى أن تكون حاضرة دائمًا لدعم الملف السودانى، وهذا يصب فى مصلحة تحسين الوضع بالسودان». ولفت إلى أن مجالات التعاون بين مصر والسودان متعددة، وعلى رأسها المجال العسكرى، وهو ما ظهر من خلال المناورات التى تمت بين البلدين تحت مسمى «النيل ١» و«النيل ٢»، وكذلك التعاون الاستخباراتى وتبادل المعلومات، وأيضًا تبادل المجرمين الذين يمثلون تهديدًا للأمن القومى للبلدين. ونوه إلى التعاون الاقتصادى الكبير بين البلدين، خاصة أن السودان يصدر كميات كبيرة من اللحوم والمواد الأولية لمصر، ويستورد سلعًا أخرى كثيرة، منها الأجهزة الكهربائية والخضروات والفاكهة، بالإضافة إلى التعاون فى مجال التبادل الثقافى والتعليمى، فى ظل وجود عدد كبير من السودانيين يدرسون فى الجامعات والمعاهد المصرية. وتابع: «التعاون بين مصر والسودان جيد فى كل المجالات، خاصة أزمة سد النهضة، ودائمًا ترغب مصر فى تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية، لكن الوضع فى السودان حاليًا مرتبك تمامًا، فلا توجد حكومة أو مؤسسات محل إجماع، كما أنه يعانى من تدخل أطراف أخرى». وأضاف: «تعزيز الشراكة بين مصر والسودان ينبغى أن يكون على أساس الندية والاحترام المتبادل»، محذرًا من وجود جهات فى السودان ترفض الحضور للقاهرة، وتعمل على رفض التعاون بين البلدين، مع شحن وإثارة الغضب الشعبى لإحداث تأثير مباشر على تطور العلاقات بين البلدين، بشكل أو بآخر، وهو ما ظهر مؤخرًا فى مباراة كرة القدم التى جمعت بين فريقى الأهلى المصرى والهلال السودانى، على حد تعبيره.

بكرى المدنى: التكامل الاقتصادى يحقق مصالح الشعبين

قال الصحفى والكاتب السودانى بكرى المدنى، إن العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وارتباطهما ومصيرهما المشترك فى التاريخ والحاضر والمستقبل، يجعل من مصر محل ثقة السودان، لأن استقراره يعنى استقرار مصر وسلامتها أيضًا.

وأضاف: «فى ظل الأزمة السودانية التى تراوح مكانها، ودون مؤشرات واضحة على حلول قريبة، تبقى الحاجة ماسّة لدور مصرى مستمر من أجل إيجاد حلول للأزمة، وقد رتبت مصر بالفعل حوارًا سودانيًا- سودانيًا فى القاهرة، ووفرت له كامل الرعاية والدعم، وهو ما عرف إعلاميًا بـ(ورشة القاهرة)، والمطلوب منها اليوم وغدًا أن تواصل هذا الدور، وتتابع تفاصيل تنفيذ توصيات الورشة حتى وصول أكبر عدد ممكن من الأطراف السياسية السودانية إلى وفاق واتفاق يفضى إلى تشكيل حكومة انتقالية تمثل أكبر قاعدة شعبية ممكنة».

ورأى أنه «إذا أردنا حلولًا استراتيجية جذرية للأزمة السودانية، بل ولبعض التحديات التى تواجه مصر أيضًا على المستوى الاقتصادى، فإن الحل يكمن فى بناء تكامل اقتصادى بين البلدين يحقق مصلحة الشعبيين ويكفى حاجتهما للأبد».

مكى المغربى:  نشكر «أُم الدنيا» على استضافة المفاوضات السودانية

دعا الكاتب الصحفى والمحلل السياسى السودانى مكى المغربى الفرقاء السودانيين للاستفادة من الوساطة المصرية، خاصة أن مصر تعد بيئة صديقة للجميع، مؤكدًا أن الحوار المشترك بين جميع القوى السودانية بالقاهرة سيكون أسهل.

وقال: «مصر مشكورة على استضافتها المفاوضات السودانية، ونحن نشكرها على دورها كوسيط لحل الأزمة السودانية، وندعوها لدور أكبر من أجل حل الأزمة السياسية بالسودان، كما ندعوها للتنسيق مع الولايات المتحدة فى هذا الملف؛ لأن التعاون بين مصر وأمريكا قد يقدم نتائج إيجابية». وأضاف: «مصر هى الشريك الإقليمى الأول للسودان، سواء على المستوى السياسى أو الشعبى، والسودانيون يلجأون لمصر للاستقرار والإقامة والاستثمار أكثر مما يذهبون إلى أى مكان آخر، وهناك تعويل شعبى كبير على مصر حتى فى ملف الاستقرار الأسرى، وعدد الطلاب السودانيين الذين يدرسون فى جامعات مصرية يزداد كل يوم، وعدد السودانيين الذين يمتلكون عقارات فى مصر هو الأكبر، لأن العلاقات بين البلدين هى الأقدم تاريخيًا». وأكد ضرورة تعزيز العلاقات التجارية الاقتصادية بين مصر والسودان، مع عقد سلسلة من ورش العمل والمؤتمرات، والتفاوض بين مختلف الأطراف فى البلدين، سواء فى الحكومة أو القطاع الخاص، لدعم التعاون بينهما فى جميع الملفات، خاصة فى ملف الزراعة والثروة الحيوانية. 

أمين مجذوب:  الدعم المصرى لا يقتصر على مجال واحد.. والتعاون الثنائى «تاريخى»

وصف اللواء أمين إسماعيل مجذوب، الخبير العسكرى السودانى، مصر بأنها «الشقيقة الكبرى» لبلاده، ولديها إلمام كامل بالأزمة السودانية، مشيرًا إلى أن العلاقة بين البلدين «تاريخية».

وقال: «مجهودات الرئيس السيسى واضحة من خلال السفارة المصرية فى الخرطوم، والتى لها مجهود واضح فى جمع الأطراف المختلفة، والمساعدة فى تقريب وجهات النظر بينها، وهذا هو المطلوب والمتوقع من مصر كصديقة للسودان، وفى إطار العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين».

وأضاف: «يمكن أن تسهم العلاقات التى تجمع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، مساهمة كبيرة فى تقريب وجهات النظر، وحلحلة النقاط العالقة»، مشددًا على أن «استقرار السودان فى مصلحة مصر، وفى الوقت ذاته السودان يريد من مصر أن تكون شقيقة وشريكة فى كل المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية، كما كانت دائمًا على مدى التاريخ».

وواصل: «مصر على مدى التاريخ تسهم فى المجال السياسى السودانى، وتوجت هذه الجهود بورشة القاهرة فى فبراير الماضى، ومن الواضح جدًا حرص مصر على تحقيق الاستقرار فى السودان، وما زالت مجهوداتها فى هذا الإطار موجودة حتى الآن».

وتابع: «جهود مصر تتمثل فى استضافة وفود الأطراف السودانية، وتوفير المقار والخبرات، وكل هذه الجهود على مدى التاريخ كانت ناجحة ولها دور كبير جدًا فى تحقيق الاستقرار والأمن».

وشدد على أن الدعم المصرى لا يقتصر على الجانب السياسى فحسب، بل يمتد إلى المجالات الاقتصادية، من خلال مؤتمرات دعم السودان، وتوقيع مذكرات تفاهم فى مجال الاستيراد والتصدير، وسط وجود شراكة اقتصادية ممتازة بين البلدين. وأعرب عن تطلعه والسودانيين لدور سياسى أكبر لمصر خلال الفترة المقبلة، وجعل القاهرة قِبلة للمؤتمرات السياسية السودانية، لما توفره من أجواء وبنية تحتية متطورة، مشيرًا إلى أن القاهرة هى المفضلة للسودانيين حاليًا، وكذلك عين شمس وأسوان. واختتم بقوله إن السودان يحتاج لمساهمة الأخوة المصريين فى العديد من الملفات، بداية من عضوية السودان المعلقة فى الاتحاد الإفريقى، والتقريب بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة، وبين «الحرية والتغيير» و«الكتلة الديمقراطية»، فكل هذه الملفات والأزمات يمكن أن تستضيف مصر جلسات لحسمها خلال الفترة المقبلة.

مصطفى إلياس:  القاهرة صاحبة دور أساسى فى تحقيق استقرار بلدنا

قال الصحفى والمحلل السياسى السودانى، محمد مصطفى إلياس، إن مصر دعمت مسار العملية السياسية لحل الأزمة فى السودان عبر آليات ومبادرات كثيرة، مؤكدًا أن مصر عليها عبء كبير خلال الفترة المقبلة من أجل تحقيق الاستقرار السياسى فى السودان. وأوضح أن مصر يمكنها أن تلعب دورًا كبيرًا فى استقرار السودان وحل الإشكاليات التى تواجهه، مع الإسهام فى إيجاد حلول للمشكلات التى تعترض العملية السياسية فى الخرطوم. وأشار إلى أن مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ستعمل على توطيد علاقتها مع الحكومة المدنية المقبلة فى السودان، والسلطة التى ستحكم فى الخرطوم، فى إطار الاتفاق الإطارى السياسى الذى حدد أطراف العملية السياسية فى الفترة المقبلة، والتى تمثل ثورة ديسمبر، خاصة أن العلاقات بين البلدين متجذرة، وتحكمها الطبيعة والتاريخ والمصالح المتبادلة بين الشعبين.