«الإمام الصغير» ..«محمد» كفيف أنار الله قلبه بحفظ القرآن وحصد الجوائز بصوته المميز

أنار الله له طريقه بنور القرآن ليكون عوضًا كريمًا له عن فقدانه البصر، فأصبح من أبرز قراء القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، رغم سنوات عمره الصغيرة والتي لا تزيد عن 16عامًا، فحصد العديد من الجوائز في قراءة القرآن الكريم، وكرم من رئيس الجمهورية، ويسعى إلي أن يكون مؤثرًا حيث يتطلع أن يكون عالم في القرآن و مصطلح الحديث.

التقت «الدستور» بالطالب محمد أحمد حسن، إبن محافظة الإسكندرية، الذي نشأ في منزل عامر بالقرآن، فالأب والأم الذي لديهم 4 أبناء، أختار الله أن يكون ثلاثة من أبنائهم مكفوفي البصر، ولكن مبصري القلب، الذي نما بداخلهم حب القرآن الكريم؛ حتى أصبحوا حافظين لكتاب الله، وتميز «محمد» بالصوت المميز فحصد الجوائز القرآنية.

قال محمد أحمد حسن، الطالب بالصف الأول الثانوي الزهري، والفرقة الثانية من المرحلة التجويدية بمعهد القراءات القرآنية، إنه بدأ حفظ القرآن الكريم وهو عمره 3 سنوات، وأتم حفظ القرآن كاملاً في سن الـ8 سنوات، فضلا عن حصوله على الإجازة بالقراءات العشر الصغرى.

وأضاف خلال حديثه لـ«الدستور»، أن والديه كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالي أن يسلك مسلك حفظ القرآن الكريم، فهما من آخذا بيده في هذا الطريق ليصل لما وصل إليه في هذا الشأن، كما فعلا ذلك مع اشقائه؛ فشقيقه فارس حفظ القرآن كاملًا وشقيقته الصغرى ملك حفظت ربع القرآن حتى تم تلقيبهم بهرم التلاوة.

وتابع، أنه بدأ حفظ القرآن قبل دخوله المدرسة في دار تحفيظ على يد الشيخ فرج عبد الحميد،  وعند ألتحاقه بالدراسة كان قد حفظ ما يقرب من 20 جزءًا من القرآن الكريم، و كان يستمع منذ صغره للشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ محمود خليل الحصري وكلاهما كانا يتأثر بهما في حفظ القرآن ومراجعته، وكذلك الشيخ محمد محمود الطبلاوي.

وأكد، أنه حاليًا لابد لقارئ القرآن أن يمتاز بالسماع الجيد، ولا يقتصر على فئة معينة من المشايخ بل يتوسع ليستمع إلى كل قارئ ذى موهبة في قراءة القرآن الكريم، لافتًا أنه يستمع للكثير من القراء المصريين، ويستمع أيضًا لقراء غير مصريين مثل الشيخ خليل إسماعيل من العراق في تلاوة القرآن، ولكن لم يتوسع في مسألة القراء غير المصريين في هذا لشأن لأن القراء المصريين هم ملوك دولة التلاوة بلا منازع، كما يستمع إلى مبتهلين كُثر وابتهالات كثيرة.

وأوضح، أن ما يفكر فيه هو الحياة العلمية، حيث أتم القراءات العشر الصغرى، ولكن علم القراءات بحره واسع، ولا يزال في هذا الطريق وهناك القراءات العشر الكبرى بعد ذلك، والطرق، كما أنه يريد بعد إتمام المرحلة الثانوية الالتحاق بكلية أصول الدين قسم مصطلح الحديث بجامعة الازهر، وكذلك أن معهد القراءات يوصل إلى دخول كلية القرآن الكريم أيضا بجامعة الأزهر.

وأشار إلى أنه درس بعض المقامات الموسيقية، ولا يعتبرها هي الطريق للقارئ لاتقانه وإلمامه بعلوم التلاوة، فعلوم القرآن الكريم كثيرة ولا بد أن ينشغل القارئ بما ينفع به نفسه وينفع به الناس وقال سبحانه وتعالى «ورتل القرآن ترتيلا.

وعن الجوائز الذي حصل عليها، قال أنه شارك في العديد من المسابقات وأبرزهم أنه حصل مؤخرا على المركز الثاني في المسابقة العالمية للقرآن الكريم، وكُرم من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، كما حصل بالمسابقة المحلية على المركز الأول على مستوى الجمهورية في القرآن الكريم كاملًا 3مرات.

واستكمل أن كثرة المسابقات لها من الميزات الكثير أبرزها أننا نجتمع مع مشايخنا، ومع حفظة القرآن الكريم من مختلف البلدان على مائدة واحدة هي مائدة القرآن، حيث ألتقى بالكثير من المشايخ أبرزهم الشيخ محمد صالح حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية، كذلك الشيخ هاني السباعي رئيس لجنة شئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف والكثير من المشايخ، مشيرًا أن لاشك أن ذلك به توسع في الآفاق.

وذكر أنه شارك في احتفالات كثيرة وأحيا ليالي في مسجد سيدي المرسي ابو العباس بحضور  محافظ الإسكندرية ووكيل وزارة الأوقاف، كما قرأ القرآن أمام الرئيس السيسي في عام 2016 في افتتاح مشروع مدينة بشاير الخير، وألتقى بالرئيس السيسي بعد هذه المناسبة بـ6 سنوات خلال المسابقة العالمية للقرآن الكريم،  قائلًا:«كانت المقابلة مليئة بالحفاوة سواء لي أو لجميع المشاركين من أهل للقرآن الذين كرموا في هذه المسابقة، ونشكر الرئيس لاهتمامه بهذا الشأن ونشكر له حفاوته وتكريمه لأهل القرآن».

وأختتم حديثه، بأنه في شهر رمضان يأم المصليين في صلاة التراويح، بالإضافة أنه بدأ تقديم محتوى على السوشيال ميديا في كل ما يخص القرآن الكريم وعلومه عبر السوشيال ميديا بقدم من خلال فيديوهات منها سلسلة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كذلك التفسير، والفقه، وسلسة متن الاربعين النووية إلى غير ذلك.