رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حرملك جعفر العمدة»

المخرج محمد سامي قدم كل ما لديه من كتابة قصة وسيناريو وإخراج واختيار موفق لكل النجوم في عمل متكامل لرمضان هذا العام، «جعفر العمدة» معه تضحك وتبكي في نفس المشهد، لا يمكن أن تصنفه مسلسلًا تراجيديًا، والغالب الكوميدي على معظم المشاهد وإنتاج ضخم من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. 
قصة زواج الرجل من أربع نساء قدمتها الدراما من قبل في أعمال شهيرة منها «الحاج متولي» للفنان الراحل «نور الشريف»، إلا أن جعفر وزوجاته حالة أخرى مختلفة نجح المخرج محمد سامي أن يقدم نماذج متنوعة، وباتت نساء حرملك «جعفر» حالة استثنائية بقيادة السيدة «صفية»، أو الفنانة القديرة «هالة صدقي» أو ما يمكن وصفها بـ«الملكة سايقة شرق وغرب» وكاريزما «صفصف» أعادت إلى الأذهان علاقة «ماما نونا» بـ«حمادة عزو»  في إطار كوميدي  على طريقة «صفصف وجعفر» في ثنائية جديدة محببة للمشاهدين.. وفي السيدة زينب أحد أهم أحياء القاهرة، ومن الحارة المصرية تختار «صفصف» مواقفها وثقافتها، وهي الأم المسيطرة رغم قوة ابنها بطل الحي الشعبي، تقدم نصائح في حب الست لزوجها، وإن كانت النساء يستخدمن عطرًا، إلا أن «الست صفصف» تفضل رائحة المعسل العالقة بملابس زوجها.. «صفصف» يمكن أن تعتبرها مسلسلًا داخل المسلسل، مستقلة بمشاهد الغالب عليها الطابع الكوميدي، وما إن تجعلك تبتسم وتضحك في مشهد تنقلك إلى إحساس آخر يدمي القلوب في مشهد آخر حين تقول لابنها «جعفر»: «مش يمكن الواد اللي جالك النهارده وطردته ده ابنك بجد؟».. تحمل على عاتقها سر نجاح ابنها، أو بالأحرى نجاح العمل الدرامي.  تعترف لجمهورها أن ابنها هو نمبر وان وأنا كمان نمبر وان. خلاف دائم بين «صفصف» وجعفر بسبب تعدد زيجانه ودائمًا ما تعبر عن هذا الرفض في حوار يحمل من القسوة أحيانًا، إلا أنها تغلف كلماتها بالرحمة في مواقف أخرى... تختار كلمات وجملًا معبرة صنعت خصيصًا لـ«صفصف» متمكنة من فعلها، قصف جبهات لا يمكن أن تكون ردود زوجات جعفر قادرة على التصدي لها أو التعبير بقوة كلمات «صفصف».
دائمًا ما تثير حالة من الجدل بين الجمهور زواج الرجل بأكثر من امرأة، ما بين مؤيد ومعارض، ولا سيما أن الأعمال الدرامية غالبًا ما تقدم نماذج تثير الإعجاب والتمني بأن يكون لكل رجل أكثر من زوجة، وماذا لو أن لديك يا عزيزي الرجل زوجة تشبه الفنانة «مي كساب»، فهي  تشعرك أنها أحد أفراد عائلتك، تشبهنا كثيرًا طبيعية بدرجة الصدق، أدت مشهدًا بقلب أم حقيقي حين ذهبت تبحث عن بصيص أمل يطمئنها أن ابنها على قيد الحياة، نضج فني وحالة تعيشها بوجدانها مع «العمدة». جمعت «مي كساب» في المشهد الواحد تضحكنا وتبكينا، إنها قدرات فائقة لا يقوى عليها إلا ممثل متمكن من أدواته، إنها المعادلة الصعبة التي حققتها شخصية «ثريا» في أكثر من مشهد بحرفية واقتدار نجحت في الاستحواذ على ردود أفعال إيجابية من رواد السوشيال ميديا، ومن أهم المشاهد التي تركت أثرًا لدى الجمهور تقبيلها «كارم فتح الله» العدو اللدود لزوجها «جعفر»، والمشهد الآخر الذي تفوقت على نفسها حين رفضت الزواج من «فتح الله» بعد أن وعدته بالزواج، وعبرت ملامح وجهها عن حالة الرفض دون أن تنطق بكلمة.
نموذج آخر لزوجة تشبه «منة فضالي» إحدى زوجات «جعفر»، وعودة قوية وترحاب من المشاهدين لـ«منة فضالي» بعد أن خلعت عباءة البنت المراهقة، وأدت دور زوجة ثانية أو ثالثة، وحرصها الدائم في الدفاع عن حبها ومكانتها، بالرغم أنها ليست الزوجة الأولى ولا الأخيرة، نجحت باقتدار في أن تلعب دورًا لشخصية من الحارة المصرية قلبها جسور، اعتبرها الجمهور هي الأقوى والأفضل ضمن مملكة «جعفر».
ثلاث ضراير يتصفن بخفة دم لا مثيل لها، تشعر أحيانًا أنهن أخوات، إلا أن «إيمان العاصي» أو «دلال»، موهبة فنية تزداد تألقًا من عمل لآخر، ونضج فني ملحوظ، تعترف بقدرة المخرج محمد سامى على منحه للعمل جهدًا خاصًا ويسمح لهن بالإضافة للدور أو حذف ما يرينه غير ملائم لهن.  ويبدو أن العلاقة بين الزوجات أو «الضراير» لن تستمر على وتيرة واحدة أو حالة الانسجام بينهن، ولذا ننتظر مفاجآت ومواقف أخرى تغير من طبيعة العلاقة مع الزوج «جعفر العمدة».
الحالة الثنائية بين المخرج محمد سامي وزوجته مي عمر، والتي يعتقد أنها تميمة كل ما يقدمه المخرج، كان لا بد من فصل العلاقة الفنية بينهما، وكان هذا مطلب الجميع، وكأن محمد سامي يكتب لزوجته فقط، وفي مسلسل «جعفر العمدة» اختفت هذه الثنائية، وإن كان على ما يبدو أن دور «عايدة» كتب من أجل «مي عمر» هكذا دائمًا يراها الزوج  المخرج في عينيه الشابة الجميلة بنت الحسب والنسب المتألقة. على أي حال كان هذا الدور من نصيب الفنانة «زينة» والتي تسببت أزمة مالية لوالدها أن تصبح الزوجة الرابعة لـ«جعفر»، وتواترت الأخبار برفض «زينة» نشر صورها من كواليس المسلسل أو التنويه عنه على حساباتها الشخصية، وغابت عن حضور دعوة السحور لأبطال المسلسل دون معرفة الأسباب. هذا لا يعني أن دور «دلال» يقل مساحة عن باقي زوجات «جعفر»، على العكس تمامًا دور «زينة» رائع وإضافة لرصيدها الفني ولا ينتقص من مشوارها وإبداعها.