عبدالله العساف: زيارة السيسى للسعودية جيوسياسية واقتصادية مهمة
قال عبدالله بن عبدالمحسن العساف، أستاذ الإعلام السياسي السعودي، إن العلاقات "السعوديةـ المصرية" هو حديث عن تاريخ طويل وعريق بين البلدين الشقيقين، حيث تربطه أواصر قوية واحترام متبادل، وعلاقات وثيقة على كافة المستويات وفي جميع مجالات التعاون في خدمة المصالح المشتركة للبلدين وخدمة القضايا العربية والإسلامية، والأمن والسلم الدوليين.
وأضاف العساف، لـ"الدستور"، أنه على الصعيد العربي تؤكد الخبرة التاريخية والأحداث المختلفة أن الرياض والقاهرة هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.
وتابع أن الحديث عن العلاقات السعودية- المصرية لا بد وأن نستحضر كلمات الملك عبدالعزيز رحمه الله: "لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب" وهي حقيقة أكدتها الأيام والأحداث المتلاحقة التي مرت بها منطقتنا العربية، وسجل التاريخ مساهمات عديدة للسعودية ومصر في إنهاء الأزمات في المنطقة وإعادة الاستقرار لها.
عناصر التعاون بين البلدين
وأكد العساف في تصريحاته أن من أبرز عناصر التعاون بين البلدين الربط الكهربائي، والجسر البري، والطاقة، والاستثمار الاقتصادي، والتبادل التجاري، والتعاون العلمي من خلال جامعة الملك سلمان، والتعاون الأمني والعسكري والتشاور المستمر بين البلدين، إضافة إلى توقيع الكثير من الاتفاقيات بين البلدين حول الإسكان واتفاق لإنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار برأسمال 60 مليار ريال التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين وزارة التعاون الدولي في مصر والصندوق السعودي للتنمية، وهذه الاتفاقيات ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء، وغيرها.
الدور السعودي المصري
واستعرض العساف الأحداث الأخيرة التي يمر بها العالم من تداعيات الأزمة الأوكرانية خير شاهد، حيث أعادت للواجهة الدور السعودي المصري وضرورة التنسيق بينهما في مساندة القضايا العربية، وحفظ أمنها واستقرارها وتنسيق الموقف العربي تجاه ما يحدث في العالم الذي نحن جزء مهم منه نؤثر ونتأثر بمجرياته، فهما مركز ثقل في الأحداث لا يمكن تجاوزه، فالسعودية ومصر دولتان وازنتان في الإقليم وفي العالم وعليهما بحكم مكانتهما مسؤولية مشتركة في النأي بمنطقتنا عن الصراعات الدولية وحفظها من الانحياز إلا لمصالحها.
وأكد أستاذ العلوم السياسية السعودية أن العلاقات السعودية المصرية تكتسب أهمية خاصة في ظل تسارع التغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة ومصر، حيث تجمع السياستان السعودية والمصرية رغبة مشتركة في الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم وبالخصوص في المنطقة ويعبر البلدان في كل مناسبة عن ارتياحهما التام لتطور العلاقات الثنائية في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاعية وعن تطابق وجهات النظر حيال الكثير من القضايا المشتركة.
فإن ما يميز العلاقات السياسية الخارجية للمملكة العربية السعودية أنها علاقات متوازنة وهادفة مع جميع العواصم العالمية المتقدمة والمتطورة وهذا يحسب للسياسة السعودية التي استطاعت تبني سياسة معتدلة ومتزنة وهادئة مكنتها من خدمة مجتمعها وشعبها وفي نفس الوقت حافظت على قيمها ومبادئها الإسلامية الأصيلة.
أبرز القطاعات للاستثمار
وأشار إلى أن السعودية تقود الاستثمارات الخليجية في مصر الشركات السعودية لديها ثقة كبيرة فى السوق المصرية وهو ما يتجلى فى وجود 6225 شركة صناعية سعودية تعمل فى مصر باستثمارات تبلغ 30 مليار دولار، يؤكد النمو المتزايد فى العلاقات الاقتصادية، وخصوصا العقارات والصناعة والزراعة.
ولا تخلو العلاقات بين الدول من مد وجز ولكن تبقى العلاقات الاستراتيجية صامدة وقادرة على ترميم ما يعتريها من خلل، ولذا يجب تجنيب العلاقات المتميزة بين السعودية ومصر من مسعري النار في الاعلام والسوشال ميديا.
زيارة جيوسياسية واقتصادية هامة
وأكد العساف أن هناك تغيرات مهمة جيوسياسية واقتصادية واستراتيجية في العالم، فنحن في هذا الوقت بحاجة للتكيف مع المشهد العالمي الجديد، وهذا لن يتحقق إلا بتنقية الأجواء العربية وإعادة بناء الثقة وإعادة انتاج تعريف جديد للأمن الوقمي العربي، خصوصا أن أجواء المصالحة تسود في هذه الأيام بين دول المنطقة، ونحن على أعتاب قمة عربية في الرياض فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يؤمن بوحدوية القرار الإسلامي والعربي، ويراهن على أن مصير هذه المنطقة يجب ألا يُترك لغير دولها أو يُهمل لتعبث به قوى إقليمية أو دولية المنطقة أحوج إلى التكاتف لا إلى التنافر، ومن هنا تأتي عمليات التشاور والتنسيق بين السعودية ودول الخليج ومصر فالخطوة الأولى للتعامل الرشيد مع هذه الأوضاع هي أن يسود إدراك مشترك بين العرب أنهم هم الذين سوف يدفعون الثمن، إن لم يكن بينهم تعاون نابع من المصلحة العامة وتصفير المشاكل فمثل هذا الإدراك العام والمشترك والذى يعلو فوق الخلافات هو الذى يمكن أن يفتح الباب أمام عمل مشترك يتحول فيه العرب أخيرا إلى صانعين لمستقبلهم ومشاركين على قدم المساواة مع هذه القوى الأخرى العالمية والإقليمية في تشكيل مستقبل العالم على نحو يضمن الأمن والرخاء للجميع، حيث يبدو أننا أمام أعظم تهديد يواجهنا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يسعى لإعادة رسم الخرائط وإنشاء نظام عالم جديد.
مساهمات التعاون المصري السعودي في دعم وحماية منطقة الخليج
وأضاف العساف، علينا أن ننظر لموقف السعودية ودول الخليج في حماية مصر منذ زمن مبكر ففي عام 1956 عندما رفضت أمريكا تمويل السد العالي قدمت السعودية 100 مليون دولار لبناء السد العالي، والموقف السعودي في حرب 1973، وفي ثورة 30 يونيو وموقف السعودية من مصر ورفض التدخل الأجنبي فيها ونشر الفوضى الهدامة، في المقابل تشكل مصر ضمانه مهمه لأمن الخليج وكان لها موقف مهم أثناء تحرير الكويت.