رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متعة الدراما.. أهالى السيدة زينب: بنفطر على «جعفر العمدة» والمسلسل عبَّر عن أصالة الحى العريق

جعفر العمدة
جعفر العمدة

«السيدة أحلى من التجمع»، و«السيدة زينب مش دولة جوه الدولة»، و«هنا بنحترم قانون بلدنا»، و«من أصغر واحد لأكبر واحد هنا بيفهم فى الأصول».. جمل عديدة ورد فيها اسم حى «السيدة زينب» على لسان الفنان محمد رمضان فى مسلسله الجديد «جعفر العمدة»، أشاد خلالها بأصالة سكان الحى العتيق الذى صور العمل فى شوارعه، وتتمحور حوله الأحداث.

وعقب النجاح الكبير الذى حققته الحلقات الأولى من المسلسل، تجولت «الدستور» فى «السيدة زينب»، لاستكشاف الأماكن التى تم تصوير العمل فيها، والتقينا عددًا من السكان الذى عايشوا أجواء التصوير وتفاصيل أداء الممثلين.

مررنا ببناية فى شارع «بورسعيد» تطل على مسجد السيدة زينب، الذى ظهر «جعفر العمدة» فى أول مشاهده بالمسلسل، وهو يقف من شرفة الدور الأخير فيها وينظر إلى مقام «السيدة»، وتبين أن المبنى يضم ٤ طوابق، والدور الأخير فيه عبارة عن فندق شعبى يسمى «عرفة».

فى مدخل العمارة، وجدنا مصعدًا معطلًا، تبدو عليه علامات التهالك، لذلك اضطررنا للصعود على السلالم من أجل الوصول إلى الفندق، وهناك استقبلنا «أحمد» مدير الفندق بترحاب كبير، واصطحبنا فى جولة داخل المكان الذى يمتلئ بممرات ضيقة وطويلة.

وحول كواليس تصوير المشهد، حكى «أحمد»: «قبل شهر رمضان بأيام، فوجئنا بحضور عدد من الأشخاص التابعين لشركة إنتاج مسلسل (جعفر العمدة)، وعاينوا المكان، وصوروا عددًا من المشاهد فى الغرف المطلة على مسجد السيدة زينب، والتى ظهرت فى الحلقات الأولى للمسلسل»، مضيفًا: «كلنا هنا سعداء بالمسلسل وبنجاحه الكبير، وتفاعل الناس مع مشاهده فى المنطقة».

دخلنا إلى الغرفة التى تم تصوير المشهد فيها، وتبين أن محتوياتها عبارة عن دولاب صغير وسريرين، وشرفة مطلة على المسجد وشارع «بورسعيد»، وهى التى ظهر فيها «جعفر العمدة» فى الحلقة الأولى، عندما استيقظ من نومه على أذان صلاة الفجر، وأطل منها على المسجد مسترجعًا ذكريات اختطاف ابنه.

وقال «أحمد»: «الفندق هنا له تاريخ كبير، ويقع فى مكان استراتيجى بإطلالته على مقام السيدة، ومر على إنشائه أكثر من ٤٠ عامًا، وحظى بشعبية كبيرة بين أحباب وزوار السيدة الغرباء عن المنطقة، الذين يحرصون على الإقامة به لقربه الشديد من المسجد، وأيضًا لوجوده بالقرب من مناطق مثل وسط البلد ورمسيس وباب الشعرية».

أما «محمود» أحد العاملين فى الفندق فقال: «لم أكن موجودًا عندما حضر صناع المسلسل، ولكن علمت بعدها أنه تم تصوير بعض المشاهد فى الفندق، وفرحت كثيرًا بعدما شاهدت تلك المشاهد فى الحلقات الأولى، والتى ظهر فيها شارع بورسعيد وشارع السد، وسوق الملابس الحريمى».

وخلال جولتنا فى الشوارع المحيطة بالفندق، رصدنا ردود أفعال أهالى السيدة زينب وتفاعلهم مع المسلسل، وكانت البداية مع خالد سليم، صاحب مكتبة بجوار سينما «الشرق» فى ميدان السيدة، الذى قال: «المسلسل ناجح جدًا، وجميعنا يتابعه، خاصة أن أحداثه تدور عن حى السيدة زينب العريق».

وأضاف «سليم»: «حظى المسلسل بشعبية كبيرة هنا، خاصة أنه بطولة نجم كبير مثل محمد رمضان، الذى تحظى أعماله دائمًا بالنجاح الكبير».

ومن بين أهالى «السيدة زينب» الذين التقيناهم، عم حمدى، صاحب مطعم فول وطعمية، الذى قال: «مسلسل (جعفر العمدة) ناجح بامتياز، ويوميًا نتناول طعام الإفطار أثناء مشاهدته، لأن الأحداث تحكى عن حى السيدة زينب العريق».

وأضاف: «حى السيدة منطقة شعبية تاريخية خرج منها عمالقة فى مجال الفن والرياضة على سبيل المثال الفنان فريد شوقى وحش الشاشة، والفنان نور الشريف، وعبده نصحى، نجم كرة القدم، وفاروق جعفر، نجم الزمالك، وغيرهم من المشاهير».

وواصل: «هناك كثير من المشاهير تربوا وعاشوا فى السيدة زينب، وحين أشاهد أى عمل درامى تدور أحداثه فى المنطقة، أحرص على متابعته، وأكون فخورًا بمنطقتى».

وأكمل: «أوجه الشكر لصناع العمل الفنى وأبارك لهم هذا النجاح، وهذه الكوكبة من النجوم، خاصة بطل العمل الفنان محمد رمضان، الذى ردد خلال أحداث المسلسل عدة حكم وأمثال تعبر عن أصالة وعراقة الحى الشعبى الجميل».

ووجه الشكر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المنتجة لهذا العمل الفنى الضخم، على الوجبة الدرامية الدسمة هذا العام، مضيفًا: «نتابع أعمالًا درامية أخرى من إنتاج الشركة بجانب (جعفر العمدة)، خاصة مسلسل (رسالة الإمام) عن الإمام الشافعى، الذى يعد نجاحًا آخر يضاف لرصيد الشركة، التى لا تدخر أى جهد لتقديم أعمال فنية متميزة تليق بالمشاهد المصرى، وهو ما تحقق بالفعل خلال السنوات القليلة الماضية».

ونجحت الفنانة هالة صدقى فى لفت الأنظار إليها بشدة خلال الموسم الدرامى الرمضانى الحالى من خلال شخصية «الحاجة صفصف»، والدة «جعفر العمدة»، الشخصية التى يجسدها النجم محمد رمضان، وهى سيدة من حى شعبى، تميل للتعامل بتلقائية، وتفضل ارتداء «العبايات» كحال شريحة عريضة من النساء فى المناطق الشعبية.

فهل أتقنت الفنانة الدور ولم تقع فى أى أخطاء لها علاقة بالتقاليد أو الأزياء؟ هذا السؤال بحثنا عن إجابة عنه لدى أميرة على، بائعة ملابس، فى حى «السيدة زينب».

قالت «أميرة»: «شاهدت مسلسل جعفر العمدة، ولاحظت خلال الحلقات الدور المميز الذى ظهرت به الفنانة الجميلة هالة صدقى، وحرصها على الظهور فى غالبية المشاهد وهى ترتدى العبايات العربى الشهيرة، التى لاقت استحسان الجمهور».

وأضافت: «السيدات فى المناطق الشعبية مثل منطقة السيدة زينب يفضلن ارتداء العبايات، وهناك قواعد وأصول لهذا الأمر جميعها التزمت بها الفنانة الكبيرة خلال عرض حلقات المسلسل».

وتابعت: «أسعار العبايات العربى باهظة جدًا على عكس ما يعتقد الناس من خارج المناطق الشعبية».