رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المارونية في أحد الشعانين: المسيح هو ملك السلام

أحد الشعانين
أحد الشعانين

تحتفل الكنيسة المارونية بأحد الشعانين وبهذه المناسبة قالت الكنيسة في عظتها الاحتفالية: تشجّعي يا بِنتَ صِهيون، لا تخافي: "هُوَذا مَلِكُكَ آتِيًا إلَيكِ بارًّا مُخلِّصًا وَضيعًا راكِباً على حمارٍ وعلى جَحشٍ آبنِ أتان" إنّه قادم، هو الموجود في كلّ مكان ومالئ الكون، هو يتقدّم ليحقّق فيكِ السلام للجميع.

إنّه قادم هو الذي قال:"ما جِئتُ لأدعوَ الأبرار، بَلِ الخاطِئينَ إلى التوبَة"، ليُخِرج من الخطيئة أولئك الذين غرقوا فيها. لذا، لا تخافي: "اللهُ في وَسَطِكَ فلَن تَتزعزَعي". رافعة يديكِ، استقبلي ذاك الذي رسمَت يداه جدرانكِ. استقبلي ذاك الذي قبِلَ في ذاته كلّ ما هو لنا، ما عدا الخطيئة، ليتحمّلَ مسؤوليّتنا. ابتهجي يا بنتَ أورشليم، غنّي وارقصي من الفرح... “قومي استَنيري فإنَّ نورَكِ قد وافى ومَجدَ الربِّ قد أَشرَقَ علَيكِ”.

ما هو هذا النور؟ إنّه "النورُ الحَقّ الذي يُنيرُ كُلَّ إنسان آتِيًا إلى العالَم": النور الأبدي... الذي ظهرَ في الزمن؛ النور الذي تجلّى في الجسد وأُخفيَ من خلال الطبيعة البشريّة؛ النور الذي لفّ الرعاة وقاد المجوس؛ النور الذي كانَ في العالَم وبِه كانَ العالَم والعالَمُ لَم يَعرِفْهُ  النور الذي جاءَ إلى بَيتِه. فما قَبِلَه أهلُ بَيتِه.

أيّ من هذه الأحزان أثّرت أكثر في الربّ يسوع المسيح؟ ولا واحد؟ إذًا لماذا بكى؟ لقد قال: "قد ماتَ لَعاَزر، ويَسُرُّني، مِن أَجْلِكُم كي تُؤمِنوا، أَنِّي لم أَكُنْ هُناك"... وها هو يذرف دموعًا فانية في الوقت الذي يوزّع فيه روح الحياة! يا إخوة، هذا هو الإنسان: إنّه يذرف الدموع تحت تأثير الفرح، كما تحت تأثير الأسى.