رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لم يفرضها النبى.. مرصد الأزهر يرد على الشبهات حول الجزية ..عبر قناة الناس(فيديو)

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر

رد الدكتور أسامة رسلان، مشرف وحدة اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر، على الشبهات حول إلزام غير المسلمين بدفع الجزية، مؤكدًا أن الجزية مفهوم قائم فى تاريخنا لا إنكار لذلك، لكنه قائم فى كل الحضارات التى عاصرت الإسلام وكانت من قبله وجاءت من بعده، فالإسلام لم يبتدع الجزية بين هذه الرسالات أو الحضارات.  

وأوضح رسلان، خلال لقائه ببرنامج "فكر"، المذاع على فضائية "الناس"، أن مرجع الجزية فى الآية الكريمة "قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"، موضحًا أن الآية تتطلب التدبر فى 3 أمور وهى: سبب نزولها، وما المقصود من قوله تعالى قاتلوا، وما الحكمة من مشروعية الجزية. 

وأشار رسلان إلى أن سبب نزول الآية هو كان إعداد النبي والمسلمين لقتال الروم، لأن الروم كانوا كحضارة فى ذلك الوقت تناوش المسلمين من وقت لآخر، فكانت بناء على ذلك موقعة تبوك. 

الحرب لصد الاعتداء ولا نبادر بالعدوان

وأضاف مشرف وحدة اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر، أن هناك فرقًا بين قاتلوا واقتلوا، فالأولى مشتقة من فاعلوا من المفاعلة يعنى أنه هناك أكثر من طرف، فالحرب في الإسلام هي حرب افتداء وليست حرب اعتداء، إذن نفهم من الآية الكريمة أن الحرب جاءت لصد الاعتداء ولا نبادر بالعدوان. 

أما عن مفهوم الجزية، فقد أوضح رسلان أن من كان يدفع الجزية هو غير المسلم، هل هذا معناه أن الجزية بديلة عن الدين؟ فإن كان التفكير كذلك فهذا شيء يدعو للخجل، كأن الدين يقول يا تسلم يا تدفع، لكن الموضوع بديل عن الحماية وليس عن الدين.

وأضاف: "كما أن الجزية لا تفرض على غير القادرين وهو ما فعله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وهذا يعنى أنها لم تكن بديلًا عن الدين، فالجزية تؤخذ للحماية فكان غير المسلم يبذل مالًا والمسلم يبذل نفسًا". 

لم يفرضها الرسول في المدينة

أما عن المشاركة في الجيش أو الجزية، فأشار إلى أن النبي حين أسس كتاب المدينة أو ما يسمى دستور المدينة أسس لمبدأ المواطنة، والذى ضم جميع الأديان فى المدينة سواء سماوية أو غير سماوية، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب لم يفرض الجزية على غير المسلمين، إذن الجزية ليست فرضًا طالما نطبق مبدأ المواطنة، فكتاب المدينة هو المرجع الذى أقره النبى وأشرف على كل حرف فيه بنفسه.