رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«امسك لجنة».. الدستور ترصد حملات المخربين لتشويه الدراما

مربوحة
مربوحة

بالحملات الاستباقية والصور المكذوبة والبوستات المكررة وتصيد الأخطاء، تعرّض عدد من الأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام لهجوم شرس من حسابات مزيفة وصفحات مشبوهة، استهدفت إقناع الجمهور بوجود أخطاء فادحة فى تلك الأعمال، وإبعادهم عن مشاهدتها، مع الحط من شأن عدد من النجوم المحبوبين لدى الجمهور، وإظهار المشهد الرمضانى بشكل مشوه، بما يلبى أغراض البعض فى نشر مناخ الإحباط واليأس.

 ورغم شراسة الحملات التى انطلقت حتى قبل بداية الموسم الدرامى نجح عدد من النجوم، اعتمادًا على موهبتهم الحقيقية، فى تثبيت أقدامهم فى مواجهة تلك الحملات، كما راهن بعض الأعمال على وعى الجمهور المصرى والعربى، الذى أصبح استدراجه لميدان الأكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعى أكثر صعوبة، خاصة بعدما أدرك كثيرون مدى قدرة العناصر الخارجية المشبوهة واللجان الإلكترونية المنظمة على التلاعب بـ«السوشيال ميديا» لخدمة أهداف مغرضة وممولة. 

فى السطور التالية، تستعرض «الدستور»، أبرز وقائع ذلك الاستهداف الممنهج، وآراء النقاد فيما يتم شنه من حملات تشويه وغيرها من التفاصيل.

استهداف «مربوحة» رغم نجاحها.. انتقاد «تحت الوصاية» قبل عرضه.. وخصوم خالد يوسف يهاجمون «سره الباتع»

بداية الحملات المغرضة ضد الأعمال الدرامية المصرية فى رمضان انطلقت حتى قبل بدء الموسم الدرامى، مع تعرض النجمة منى زكى ومسلسلها الجديد «تحت الوصاية» لحملة كبيرة ومنظمة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، استهدفت تشويه العمل دون انتظار عرضه.

ورغم شراسة الحملة فإنها خمدت بعد فترة، خاصة عندما أيقن الجمهور أنها مجرد حملة ممنهجة، يقودها بعض اللجان الإلكترونية ضد واحدة من أهم نجمات الجيل الحالى، ما جعل كثيرين يعربون عن ترقبهم عرض العمل الجديد ومتابعته بشغف.

الحملة الأبرز فى الموسم، تمثلت فى الهجوم على الفنانة الشابة رحمة أحمد، التى تؤدى شخصية «مربوحة»، فى الجزء السابع من مسلسل «الكبير أوى»، بعد عرض أولى حلقات المسلسل هذا العام، رغم نجاحها الجارف فى الموسم الماضى.

ولاحظ الجمهور هجومًا غير مبرر على أحد أفضل المسلسلات الكوميدية، التى ارتبط بها كثيرون منذ سنوات، مع انتشار مكثف لمنشور موحد ومغرض على كل الصفحات التى شاركت فى الحملة الشعواء ضد المسلسل، دون أى تغيير فى صياغته.

ومع عودة الدراما الدينية إلى المشهد الرمضانى، على يد الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لم يسلم مسلسل «رسالة الإمام»، بطولة النجم خالد النبوى، والذى يتناول سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعى، من الهجوم غير المبرر، الذى يتعمد تشويه العمل وتوجيه انتقادات غير منطقية إليه، دون البناء على أسس نقدية واضحة، فى محاولة لإقناع الجمهور بأخطاء وهمية فى العمل، رغم الإشادات الكبيرة التى حظى بها من المتخصصين والنقاد.

كما نال مسلسل «سره الباتع»، الذى يوثق بعض صور التاريخ الوطنى فى أثناء النضال ضد الحملة الفرنسية على مصر، قسمًا من الهجوم بسبب بعض المشاهد التى يمكن أن تمر دون أن تؤثر على السياق الدرامى للعمل ككل، ما اعتُبر استهدافًا للمخرج خالد يوسف مخرج العمل، الذى يعود للساحة الفنية بعد غياب عدة سنوات. 

ناهد صالح:  حملات ممنهجة يشنها أشخاص متخفون وراء الحسابات الوهمية 

اعتبرت الناقدة الفنية ناهد صالح أن حملة الهجوم على مسلسلات موسم الدراما الرمضانى غير محايدة، وممنهجة. وقالت: «فى هذا التوقيت أصبح أى شخص يستطيع أن يتخفى وراء شاشة وحساب وهمى، ويشن حملة ضد أى شخص أو فنان أو عمل فنى.. هذه الحملات ليست على المستوى المحلى فقط بل نراها على المستوى العالمى ضد نجوم هوليوود، وتؤثر سلبًا على أعمالهم». وأشارت «ناهد» إلى أن هناك تنوعًا كبيرًا فى الأعمال التليفزيونية المعروضة ضمن الماراثون الرمضانى، مضيفة: هناك أعمال تاريخية واجتماعية وكوميدية، وأود أن أشيد بمسلسلات «سوق الكانتو» لأمير كرارة، و«رسالة الإمام» لخالد النبوى، و«سره الباتع» و«مذكرات زوج»، «١٠٠٠حمدالله على السلامة» و«الصفارة».

محمد هشام عبيه: الأزهر لم يُبد أى اعتراض على «رسالة الإمام» 

فند المؤلف محمد هشام عبيه الأكاذيب التى تم ترويجها خلال الفترة الماضية حول مسلسله «رسالة الإمام» والشخصيات المقدمة فيه، إضافة إلى مسألة اللهجة التى يتحدث بها بطل العمل.

وقال: «الكثير من الأمور التى انتقدها البعض فقهيًا وتاريخيًا مستندة إلى المصادر التاريخية والدينية المعتمدة، ووافق عليها مجمع البحوث التابع للأزهر الشريف».

وتابع: «ظهور شخصية مثل السيدة نفيسة، أمر طبيعى، وتم بعد الرجوع إلى الأزهر الشريف الذى أجاز المسلسل بالكامل»، مشيرًا إلى وجود متابعة يومية من الأزهر للحلقات بعد تصويرها وقبل عرضها وبعد عرضها، ولم يحدث أن أبدى الأزهر أى اعتراض على أى شىء يتعلق بالعمل.

محمد الجمل:  مواقع متخصصة لترويج الأكاذيب

قال محمد الجمل، خبير أمن المعلومات، إن المتلقى عليه دور كبير فى انتقاء ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة فى الفترة الحالية التى تنتشر فيها الأخبار المزيفة.

وأوضح «الجمل» أن هناك لجانًا إلكترونية تدير حملات بهدف توصيل معلومات مغلوطة للمتلقى، مضيفًا: «هناك مواقع يتم شراؤها بهدف مهاجمة الأعمال الفنية».

وأشار إلى أن هناك نسبة كبيرة جدًا من المتلقين يصدقون المعلومات المتداولة ولا يتحرون عن مدى دقتها، مشددًا على أهمية وجود فكر وثقافة لدى المتلقى تمكنه من التفريق بين ما هو حقيقى وما هو زائف.

وأضاف أن هناك مواقع متخصصة هدفها الترويج للمنشورات عن طريق زيادة التفاعل سواء بالتعليق أو الإعجاب، حتى يظهر وكأنه الأكثر مشاهدة.

وتابع: «السوشيال ميديا مجال كبير يتم فيه تداول الكثير من المعلومات، وجزء كبير منها يكون مغلوطًا، والأمر يرجع إلى المتلقى نفسه الذى يجب عليه التفريق جيدًا بين كل ما يقال».

علا الشافعى:  اصطياد أخطاء وليس نقدًا.. والمقياس الحقيقى سيكون فى استطلاعات الرأى

قالت الناقدة الفنية علا الشافعى، إن هناك من يحاولون اصطياد الأخطاء فى المسلسلات منذ بداية الشهر الكريم، مشيرة إلى أن موسم الدراما الرمضانى هذا العام دسم ومتنوع، ما يؤكد أن هذا الترصد جزء من حملة هجوم لا يبحث أصحابها عن محتوى جيد كما يدّعون، بل يهاجمون لمجرد الهجوم. وأضافت «علا»: «هاجم البعض مسلسل (رسالة الإمام) للنجم خالد النبوى، مؤخرًا، عبر مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، دون التفكير فى أن العمل تدور أحداثه فى الفترة الزمنية التى جاء فيها الإمام الشافعى إلى مصر، ويتناول جزءًا من حياته، وهنا تكمن الصعوبة فى تجسيد التفاصيل وتصوير الأحداث».

ولفتت إلى أن هناك صورة جرى تداولها، من داخل الكواليس ولا علاقة لها بمشاهد العمل الأصلية، واستخدمت للهجوم على المسلسل، متابعة: «هذا أمر مرفوض ويدل على أن هناك أشخاصًا ينتقدون من أجل الانتقاد دون أن يشاهدوا حلقة واحدة من العمل».

وأكدت أن «السوشيال ميديا» لا تعبر عن الواقع إطلاقًا، لأن الجمهور الفعلى أذكى بكثير ويستطيع التمييز بين العمل الجيد وغير الجيد، مطالبة بإجراء استطلاعات للرأى من الشارع المصرى حول الأعمال الرمضانية، لأنها المقياس الصادق والحقيقى. 

دعاء حلمى:  جهات مغرضة تستهدف الإساءة للأعمال الجادة.. والظاهرة منتشرة فى العالم العربى

أشارت الناقدة الفنية دعاء حلمى إلى أن هناك لجانًا إلكترونية موجودة خارج مصر ومنتشرة بشكل ملحوظ فى دول المغرب العربى، تونس والمغرب والجزائر، يجرى توظيفها لتشويه الأعمال الجادة.

وأضافت أنه من الطبيعى أن يهتم كل صانع عمل بتنفيذ حملات ترويج لعمله، من خلال منصات التواصل الاجتماعى، لكن بشكل إيجابى، بحيث يتحدث من خلالها عن عمله بشكل محترم يتماشى مع الواقع والقواعد ويراعى الآداب العامة.

وتابعت: «مؤخرًا خرج الأمر من نطاق النقد، من خلال الهجوم على الأعمال الدرامية الجادة والمنافسة، وأبرز مثال على ذلك الحملة المغرضة التى يتعرض لها مسلسل (رسالة الإمام)».

وضربت «حلمى» مثالًا بتداول اللجان الإلكترونية صورة مسربة للنجم خالد النبوى من كواليس تصوير مسلسل «رسالة الإمام»، أثناء مراجعة أحد المشاهد، وكان وقتها يرتدى نظارته التى يستخدمها فى القراءة.

وقالت: «جرى استخدام الصورة بشكل مكثف، وتصويرها على أنها مشهد فى إحدى الحلقات، فى إشارة إلى رعونة المخرج والمؤلف بإغفال هذه التفصيلة، وتحدثت اللجان بسذاجة عن أنه من غير المعقول أن تكون لدى الإمام الشافعى نظارة طبية حديثة رغم أنه عاش قبل نحو ١٢٠٠ عام».