إعصار جنوب أمريكا.. كيف هدد السكان بكارثة إنسانية؟
أكد جهاز إدارة الطوارئ بولاية "مسيسيبي" الأمريكية أن عواصف عنيفة أودت بحياة 23 شخصا على الأقل وتسببت في إصابة العشرات في الولاية الجنوبية، الإعصار المثير في أمريكا خرج عن سيطرة الحكومة التي كتبت عبر جهاز الطوارئ في تويتر: «للأسف، من المتوقع تغيير تلك الأرقام».
وأكد هيئة الأرصاد الوطنية الأمريكية أن إعصارا واحدا اجتاح الولاية، وتسبب في أضرار في بلدتي "سيلفر سيتي" و"رولينج فورك".
وسائل الإعلام الأمريكية رصدت عنف الإعصار، حيث أطاح بأسقف المنازل واقتلعت الأشجار وخطوط الكهرباء وسوت تقريبا بعض الأحياء بالأرض.
فيما تسبب الطقس القاسي في تساقط حبات برد بحجم كرات الجولف وتحرك عبر عدة ولايات جنوبية ما دفع السلطات إلى تحذير البعض في طريق العاصفة من أنهم في "وضع يهدد حياتهم".
أمريكا أرض الأعاصير
داخل الولايات المتحدة تعرضت كل ولاية لإعصار واحد على الأقل، وبعضها يعاني العشرات منها كل عام، ويبلغ متوسط عدد وفيات الأعاصير في الولايات المتحدة سنويا 73 شخصا.
في أوروبا، حيث تكون الأعاصير عادة أضعف بكثير، يقدر عدد الوفيات بما يتراوح بين 10 و15 سنويا، وتتعرض ولاية تكساس لـ140 إعصارا سنويا، وهي الولاية الأكثر عرضة لهذه الكارثة الجوية.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن الدكتور هارولد بروكس، كبير العلماء في مختبر NOAA الوطني للعواصف قوله: "المكونات الأساسية للعواصف الرعدية الشديدة التي يمكن أن تتسبب في حدوث الأعاصير هي الهواء الدافئ والرطب بالقرب من الأرض، والهواء البارد والجاف نسبيا (حوالي 10000 إلى 30000 قدم)، والرياح الأفقية في البيئة التي تشكلها العاصفة كلما انتقلت".
البحث عن البشر وسط حطام الإعصار
ويقوم منقذون بالبحث عن ناجين بين حطام منازل في فلوريدا غمرتها المياه الناجمة من الإعصار وتنتظر ضوء النهار لتقييم الأضرار الناجمة عن الضربة الثانية للعاصفة، حيث استمرت بقايا واحدة من أقوى الكوارث التي تضرب الولايات المتحدة وأكثرها تكلفة على الإطلاق.
أصاب الإعصار القوي ملايين الأشخاص بالرعب معظم الأيام، وحشد ما يكفي من القوة لضربة نهائية لولاية مسيسيبي الجنوبية.
ويقول أنتوني ريفيرا، لمجلة فوربس الأمريكية، إن الإعصار جعله يتسلق عبر نافذة شقته في الطابق الأول أثناء العاصفة لنقل جدته وصديقته إلى الطابق الثاني، وبينما كانوا يسارعون للهروب من ارتفاع منسوب المياه، جرفت العاصفة قاربا بجوار شقته.
وحسبما نقلت وكالة فرانس برس عن مواطنين أن مسئولي الإطفاء المحليين طلبوا منهم في منتصف الليل إخلاء منازلهم.
وقال جونز لين المقيم في المنطقة منذ نحو 20 عامًا: "لقد أيقظنا ضجيج صفارات الإنذار"، وأضاف أن مسؤولين جاؤوا في وقت لاحقوطرقوا بابه عدة مرات، لكنه قرر الانتظار حتى الساعة الخامسة صباحًا قبل أن يغادر مع زوجته مع ارتفاع منسوب مياه الفيضانات فيمحيط المنزل.