رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الأوقاف لـ«الدستور»: تكثيف الجرعة الدعوية والدروس اليومية طوال رمضان (حوار)

جانب من الحوار
جانب من الحوار

- 27 برنامجًا دعويًا وإطلاق «سهرة رمضانية» يوم السبت من كل أسبوع بقصور الثقافة 

- 3830 مقرأة و8 مسابقات دينية كبرى وفقرة دينية للأئمة باللغات الأجنبية لأول مرة

- إقامة «المنبر الثابت» مرتين أسبوعيًا بـ1000 مسجد بعد العصر بالتعاون مع الأزهر

كشف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عن إعداد برنامج دعوى حافل لـ«الأوقاف» خلال شهر رمضان المبارك، مع تكثيف الأنشطة والبرامج المختلفة بجميع محافظات الجمهورية، والتوسع فى استخدام وسائل الإعلام المختلفة، وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعى، للوصول لأكبر عدد من الجمهور، محليًا وعالميًا.

وقال وزير الأوقاف، خلال حواره مع «الدستور»، إن شهر رمضان الجارى سيشهد تنظيم ٢٧ برنامجًا دعويًا مختلفًا وإطلاق «سهرة رمضانية» يوم السبت من كل أسبوع بقصور الثقافة بجميع المحافظات، بالتعاون مع وزارة الثقافة، مع إقامة برنامج «المنبر الثابت» مرتين أسبوعيًا بـ ١٠٠٠ مسجد، بالتعاون مع الأزهر الشريف، ورعاية ٣٨٣٠ مقرأة و٨ مسابقات دينية كبرى وفقرة دينية للأئمة باللغات الأجنبية لأول مرة.

وأوضح أن شهر رمضان سيشهد أيضًا تنظيم ملتقى فكرى بمسجد الإمام الحسين، و٢٦ مسجدًا آخر بالمحافظات، مع تنظيم ملتقى للواعظات بـمسجد «السيدة نفيسة»، ووجود مفتية للنساء وشيخات للمقارئ لأول مرة فى مصر بمساجد «الأوقاف»، مشيرًا إلى أن الوزارة ستتولى توزيع ١٠ أطنان من اللحوم يوميًا طوال أيام الشهر الكريم، وكذلك مليون ونصف المليون شنطة على الأسر الأولى بالرعاية، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى. 

■ بداية.. كيف استعدت وزارة الأوقاف لاستقبال شهر رمضان المبارك؟

- أول الاستعدادات كان بما حدث فى مجال عمارة المساجد، إحلالًا وتجديدًا وصيانة وتطويرًا، فقد حققت وزارة الأوقاف فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى أرقامًا قياسية متعددة وغير مسبوقة فى افتتاح المساجد الجديدة، التى تم إنشاؤها بمعرفة الوزارة أو بالجهود الذاتية تحت إشرافها.

وقد بلغ عدد تلك المساجد فى الفترة من ٤ سبتمبر ٢٠٢٠ وحتى ١٧ مارس ٢٠٢٣، ٣ آلاف و٥٦٣ مسجدًا، منها ٣٠٧٥ مسجدًا جديدًا، و٤٨٨ مسجدًا تمت صيانته وتطويره. 

كما بلغ إجمالى عدد المساجد التى تم إحلالها وتجديدها وصيانتها وتطويرها فى عهد الرئيس السيسى ١٠ آلاف و٦٠٠ مسجد بتكلفة تزيد على ١٠.٢ مليار جنيه، مع فرش أكثر من ٦ آلاف و٤٨٠ مسجدًا منها بتكلفة فرش تزيد على مليون و٩٠٠ ألف جنيه من السجاد المحراب، الذى ينتجه مصنع سجاد دمنهور، المملوك لهيئة الأوقاف المصرية.

■ ما تفاصيل خطة الدعوة خلال الشهر الكريم؟

- أعدت وزارة الأوقاف خلال هذا الشهر الفضيل مجموعة من البرامج الدعوية المتميزة، وتقدم لأول مرة فقرة دينية باللغات الأجنبية لأئمة الأوقاف، و٢٧ برنامجًا دعويًّا متميزًا، إلكترونيًّا وتليفزيونيًّا وإذاعيًّا ومقاليًّا، و٨ مسابقات كبرى متنوعة، إضافة إلى البرامج الدعوية بالمساجد على مستوى الجمهورية. 

ونحن نستغل إقبال الناس على أداء شعائرهم بالمساجد خلال الشهر الكريم بزيادة وتكثيف الجرعة الدعوية من خلال محاور عدة، فالمساجد فى رمضان تشهد إقامة جميع الشعائر، مثل الاعتكاف والتراويح والتهجد، وتم تحديد أكثر من ٦٢٠٠ مسجد للاعتكاف، و١٠٤٦٠ مسجدًا لصلاة التهجد، مع اختيار مجموعة متميزة من الأئمة لصلاة التهجد بالمساجد الكبرى.

بالإضافة إلى ذلك سيستمر عمل المقارئ، التى حرصنا فيها على أن تصل إلى الناس جميعًا، مع التنوع فيها، فهناك مقارئ للجمهور يحضرها القادرون على الحضور من رواد المساجد، ومقارئ لكبار القراء، يتم بثها عن بعد من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، كما أن لدينا مقارئ لشباب النابهين من القراء.

ونستطيع بثقة أن نقول إن مصر تشهد عصر العمالقة الثانى فى التلاوة، ونقيم تواصلًا بين جيل الشيوخ من القراء وجيل الشباب، من خلال اللقاء والتعايش والسماع وجهًا لوجه، فالأوقاف ترعى ٣٨٣٠ مقرأة، منها ٣٥٠٠ للقراء و٣٣٠ للأئمة، وقد طورنا الفكرة بأن جعلنا مقرأة كبرى فى كل محافظة تجمع المتميزين من أصحاب الأصوات الندية.

فضلًا عن ذلك، تقيم «الأوقاف» الملتقى الفكرى خلال شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى الدروس اليومية وخاطرة الفجر وخاطرة التراويح ومجالس الإقراء التى ستعقد بعد صلاة الفجر، كما أطلقنا برنامج «سهرة رمضانية» يوم السبت من كل أسبوع طوال الشهر الكريم، بالتعاون مع وزارة الثقافة، وذلك بقصورالثقافة بجميع محافظات الجمهورية.

■ ماذا عن برامج المساجد الكبرى خاصة مساجد آل البيت؟

- تشهد المساجد الكبرى، خاصة مساجد آل البيت، خلال شهر رمضان المبارك العديد من الفعاليات والبرامج الدعوية المتميزة، حيث يقام الملتقى الفكرى بمسجد الإمام الحسين- رضى الله عنه- بالإضافة إلى إقامته فى ٢٦ مسجدًا من المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية بالمديريات الإقليمية.

والجديد هذا العام، أنه ولأول مرة، تتم إقامة الملتقى الفكرى للواعظات بمسجد السيدة نفيسة- رضى الله عنها- فضلًا عن إقامته فى ١٨ مسجدًا آخر من المساجد الكبرى بالجمهورية، وذلك عقب صلاة الظهر يوميًّا.

كما يشارك أعلام دولة التلاوة المصرية ولأول مرة فى صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين - رضى الله عنه- بالقاهرة يوميًّا، وفى عدد من المساجد الكبرى بالمديريات الإقليمية.

■ ماذا عن الدور المجتمعى لـ«الأوقاف» خلال رمضان؟

- المؤسسات الدينية لها دور ملموس فى خدمة المجتمع، و«الأوقاف» عبر الإدارة المركزية للبر والأوقاف، تكثف أنشطتها فى مجال البر وخدمة المجتمع ورعاية الأسر الأولى بالرعاية خلال شهر رمضان المبارك، وتضاعف من جهودها فى هذا الشهر الفضيل.

وسيتم توزيع مليون ونصف المليون شنطة سلعًا غذائية على الأسر الأولى بالرعاية، بتمويل مشترك مناصفة بين وزارة الأوقاف والتضامن الاجتماعى، وكذلك ٣٠٠ طن من اللحوم ستوزع خلال الشهر الفضيل، مع قيام الوزارة بتوزيع عشرة أطنان من اللحوم يوميًّا على الأسر الأولى بالرعاية، بإجمالى ٥٠ طنًّا خلال الأسبوع الأول من رمضان.

■ هل تستمر القوافل الدعوية بين «الأوقاف» و«الأزهر» خلال الشهر الكريم؟

- القوافل الدعوية لعلماء الأزهر والأوقاف تجوب محافظات الجمهورية أسبوعيًّا، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع واحد فى خطبة الجمعة.

ويعد برنامج «المنبر الثابت» من أحدث برامج التوعية المشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف فى جميع المحافظات، وخلال شهر رمضان المبارك سيعقد «المنبر الثابت» يومى الأحد والثلاثاء من كل أسبوع بعد صلاة العصر بـ١٠٠٠ مسجد، أى بواقع ٢٠٠٠ درس أسبوعيًّا.

ويتناول البرنامج عددًا من الموضوعات الدعوية المتميزة، ومن أهمها: المسارعة إلى الخيرات واغتنام الأوقات، والذكر وأثره فى تهذيب النفس، والتكافل الاجتماعى، ورمضان شهر المغفرة، وقولوا للناس حسنًا، وغيرها من الموضوعات المهمة.

■ كيف تستعد «الأوقاف» لتغطية الجانب الدعوى عبر منصات التواصل الاجتماعى محليًا وعالميًا؟

- «الأوقاف» انطلقت فى فضاء مواقع التواصل الاجتماعى، باعتبار أن الدعوة إلكترونيًا هى هدف استراتيجى، وذلك من خلال استخدام عدد من الوسائل والتقنيات الإلكترونية الحديثة، وتم بالفعل عقد العديد من الدورات التدريبية فى الاستخدام الرشيد للفضاء الإلكترونى، وكان لها مردود إيجابى واضح. وبلغ اهتمام الوزارة بالدعوة الإلكترونية أنها أعلنت عام ٢٠٢٣ عامًا للدعوة الإلكترونية، كما أعلنا عن موضوع مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين ليكون تحت عنوان: «الفضاء الإلكترونى والوسائل العصرية للخطاب الدينى.. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة».

وسيشهد رمضان هذا العام تكثيفًا للبرامج الدعوية عبر الفضاء الإلكترونى من خلال صفحات ومواقع وزارة الأوقاف، التى لا تكتفى بمخاطبة الجمهور المحلى فقط، وإنما تتنوع لتخاطب الجمهور عالميًا، من خلال إصدارات الوزارة العربية والمترجمة إلى العديد من اللغات الأجنبية، والمنشورة على موقع «الأوقاف» وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى، وغير ذلك من المواد التى يتم بثها يوميًّا، سواء فى الأسابيع الدعوية أو المحاضرات أو الخطب المترجمة أو المواد التثقيفية المختلفة.

■ ما آخر تطورات تجربة الدفع بالشباب فى المناصب القيادية بالوزارة؟

- خطة الأوقاف تؤكد الدفع دائمًا بالمتميزين، علميًّا وإداريًّا، لاسيما الشباب، وقد تم الدفع بالعديد من الأئمة المتميزين وشباب الوزارة وهيئة الأوقاف المصرية للعمل الإدارى والقيادى، ومعاونة قيادات الوزارة فى مهامهم القيادية. 

كما تعمل الأوقاف على تجديد الدماء الإدارية، من خلال المرشحين للعمل القيادى، والمرشحين للإدارة الوسطى والإشرافية على مستوى مديرى الإدارات والمفتشين، من المنتدبين والمتقدمين الجدد من الأئمة المتميزين من مختلف المحافظات، وذلك فى إطار خطة الوزارة لتحديث وتجديد الدماء الإدارية والدفع بمزيد من القيادات الشابة المثقفة.

وقد دفعت الوزارة أيضًا بعدد كبير من القيادات الشبابية فى العمل الإدارى والعمل الدعوى على حد سواء، وتم ضخ دماء شبابية جديدة بدءًا بالمديريات الإقليمية على مستوى وكلاء الوزارة ووكلاء المديريات ومديرى الدعوة والمفتشين الجدد، ومرورًا بالمساجد الكبرى ومساجد آل البيت، وانتهاءً بالديوان العام، الذى شهد طفرة كبيرة فى إحلال القيادات الشبابية محل القيادات التى أحيلت إلى المعاش، وأثبتت جدارتها فى العمل القيادى والإدارى، سواءً من الأئمة أو من الإداريين المتميزين، رجالًا كانوا أو نساءً.

■ ما آخر تطورات برامج تدريب وتأهيل الأئمة؟

- الرئيس عبدالفتاح السيسى يولى اهتمامًا كبيرًا بالأئمة، ويوجه دائمًا بالارتقاء بهم، علميًّا وماديًّا، والإمام حاليًا يمر طوال عمله بدورات تدريبية متنوعة، منها الدورة المتكاملة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين، التى تصل مدتها إلى ٦ أشهر.

فضلًا عن ذلك تقام المسابقات العلمية، التى يحصل فيها الإمام على مكافآت كبيرة، وتؤدى إلى حالة من التنافس بين الأئمة فى التعلم والبحث، بالإضافة إلى عقد العديد من بروتوكولات التعاون بين الأوقاف ومعظم جامعات مصرالكبرى.

إلى جانب ذلك، أصبحت لدينا دورات تدريبية كثيرة يشارك فيها الإمام للارتقاء بمستواه بالحاسب الآلى والتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها، ونؤكد فيها أهمية الدعوة بالقدوة، لكونها أعلى درجات الدعوة وأقربها للقبول، ما يعنى أن صفحة الإمام أو قناته أو موقعه على مواقع التواصل هى كمنبره تمامًا، لأنها انعكاس طبيعى لشخصيته، فلا يمكن أن يكون للإنسان السوى شخصيتان متناقضتان، إحداهما فى الواقع الحياتى والأخرى فى العالم الافتراضى. وعلى كل من يتعامل مع مواقع التواصل أن يدرك أنها عالم مفتوح وليس مغلقًا، كما يظن البعض، ما يعنى أن على الإنسان أن يحرص على مظهره وينتقى كلامه وعباراته، ويتحسس خطاه، وعليه أن يكون أشد حذرًا فى تعامله مع مواقع التواصل، نشرًا أو مشاركة أو إعجابًا أو تعليقًا، فما لا تستطيع أو تأبى فعله أو تراه لا يليق بك فى حياتك العامة هو كذلك أيضًا على مواقع التواصل. كما نحذر دائمًا من سوء استخدام مواقع التواصل، ونؤكد أنه يجب على الإمام وجميع المنتسبين لـ«الأوقاف» أن يكونوا قدوة، وأنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات الإدارية والقانونية الحاسمة مع أى شخص من العاملين بالأوقاف والجهات التابعة لها يُسِىء استخدام هذه المواقع بما لا يتسق مع القيم العامة وما تقتضيه طبيعة عمله، وكونه قدوة، وأن على كل منهم أن يكون كذلك فى كل تصرفاته، سواء فى مجال عمله أو فيما ينشره أو يشاركه من المنشور على مواقع التواصل. 

■ أوليتم المواهب الشابة فى التلاوة والإنشاد اهتمامًا كبيرًا فى الفترة الأخيرة.. فما آخر التطورات فى هذا الملف؟

- تم بالفعل إنشاء إدارة متخصصة لرعاية واكتشاف المواهب والنوابغ فى مجال الدعوة والقرآن الكريم، لتكون ضمن الهيكل التنظيمى للوزارة، وعقدنا العديد من المسابقات فى الفترة الماضية لاكتشاف أصحاب الصوت الحسن، واستمرت الجهود فى مجال رعاية المتميزين، وخصصنا فرعًا جديدًا فى المسابقة العالمية للقرآن الكريم لهم.

وتعمل تلك الإدارة بشكل رسمى على اكتشاف المتميزين فى مجال الخطابة وقراءة القرآن الكريم والابتهالات الدينية، بالتنسيق مع مختلف الإدارات والمديريات الإقليمية التابعة للوزارة فى المحافظات.

وتعد هذه خطوة غير مسبوقة فى تاريخ وزارة الأوقاف، وضمن دورها الدعوى والتنويرى، ونؤكد دائمًا أن هؤلاء الموهوبين فى مجال الدعوة والقرآن الكريم ستكون لهم مكانة فى الخطة الدعوية للأوقاف، وسيتم الدفع بهم فى الاحتفالات الرسمية للوزارة. وقد بدأت أولى الخطوات فى ذلك المجال من خلال مبادرة «اكتشاف»، التى تتضمن عدة فروع منها: الصوت الذهبى فى قراءة القرآن الكريم والابتهالات، والخطيب المتميز، والقارئ الصغير، وسيتم انتقاء أفضل العناصر ورعايتها.

■إلى أين وصلت تجربة الاستعانة بالواعظات؟

- مشاركة الواعظات فى العمل الدعوى تسهم فى نشر الفهم الصحيح للدين، وتبصير المجتمع بقضاياه، لا سيما بين النشء والسيدات، وخلال شهر رمضان المبارك سيكون لواعظات الأوقاف حضور متميز، من خلال إقامة ملتقى الفكر الإسلامى لهن بمسجد السيدة نفيسة، إضافة إلى إقامته فى ١٨ محافظة أخرى، وذلك عقب صلاة الظهر يوميًّا. كما تم تخصيص درس للسيدات يوم الثلاثاء من كل أسبوع بعد صلاة الظهر بجميع المساجد الكبرى، والتى ليس بها ملتقى للواعظات، ولأول مرة فى مصر سنجد شيخات للمقارئ يقمن حلقات للقراءة تحضرها النساء، وكذلك دروس العلم المتنوعة، ولأول مرة نجد مفتية للنساء فى المساجد التابعة لوزارة الأوقاف.