المارونية: المرضى كانوا يُشفَون بمجرد لمسهم لهدب رداء المسيح
تحتفل الكنيسة المارونية بحلول الثلاثاء الخامس من الصوم الكبير، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: عندما كان الرّب يسوع في هذا العالم، كان المرضى يُشفَون بمجرّد لمسهم لهدب ردائه. لماذا نشكّ، إن كان لنا الإيمان، في أنّه سوف يجترح المعجزات عندما يكون متّحدًا بنا بشكل حميم في سرّ الإفخارستيّا؟ لماذا لا يعطينا ما نطلبه منه طالما أنّه في منزله؟ لم يعتد جلالته على أن يزدري حسن الضيافة التي نلقاه بها في نفوسنا. إن كنتم تتأسفون لعدم رؤيته بعين الجسد، اعتبروا أنّ ذلك لا يناسبكم.
لكن حالما يلاحظ ربّنا أنّ نفسًا ما ستستفيد من حضوره، يكشف ذاته لها. لن تراه طبعًا بالعين المجرّدة، لكن سيظهر لها بمشاعر داخليّة عظيمة أو بسبل أخرى. فلتكونوا معه إذًا بقلب محبّ. لا تفوّتوا الفرصة المؤاتية جدًّا لتلبية طلباتكم أعني بها الوقت الّذي يلي تقدّمنا من المناولة.
ما هو التأمّل؟ هو أن نحيا حياة الرّب يسوع. أنا أفهمه بهذه الطريقة. أن نحبّ الرّب يسوع، أن نعيش معه في وسط حياتنا، أن نعيش حياتنا في وسط حياته... ليس التأمّل بأن نسجن أنفسنا في غرفة مظلمة ولكن بأن نسمح للرّب يسوع بأن يعيش آلامه، حبّه، تواضعه فينا، أن يصلّي معنا، أن يكون معنا، وأن يقدّس من خلالنا. إنّ حياتنا وتأمّلنا هما واحد.
ليس الغرض هنا بأن نعمل بل بأن نكون. يتعلّق الأمر في الواقع بفرح نفسنا الكامل بواسطة الرُّوح القدس الّذي ينفخ فينا كمال الله ويرسلنا في كلّ الخليقة كرسالته الشخصيّة للحبّ.